بعدما أسدل الستار عن موسم عيد الفطر السينمائي محققًا إيرادات وصلت إلى أكثر من 56 مليون جنيه في شباك التذاكر من خلال 7 أفلام هي "سكر مُر"، و"ولاد رزق"، "شد أجزاء"، "الخلبوص"، "حياتي مبهدلة"، "نوم التلات"، "حارة مزنوقة"، تستقبل دور العرض 4 أفلام فقط لتتسابق في موسم عيد الأضحى الذي يبدأ من الغد أول أيام العيد، فيما قد بدأ عرض أحدها وهو فيلم "أهواك" منذ يومين في دور العرض. وبالنظر إلى نفس الموسم من العام الماضي نجد أنه شهد طرح نحو 10 أعمال سينمائية، وحققت إيرادات وصلت إلى ملايين كبيرة تصدرها فيلمي "الجزيرة 2" بطولة أحمد السقا، هند صبري، خالد صالح، خالد الصاوي، و"واحد صعيدي" بطولة محمد رمضان ومجموعة من الفنانات، إلى جانب أفلام أخرى هي "عمر وسلوى"، "المواطن برص"، "حديد"، "حماتي بتحبني"، النبطشي"، "وش سجون"، وانضم إليها فيلمين من موسم عيد الفطر السابق له وهي "الحرب العالمية الثالثة"، و"الفيل الأزرق" نظرًا لنجاحهما في شباك التذاكر. وهو ما يدفعنا لعقد مقارنة بين الموسمين، ووضع تساؤلات حول قدرة موسم عيد الأضحى من تحقيق الملايين التي وصل إليها نظير هذا الموسم من العام الماضي. يأتي في مقدمة أفلام الموسم الحالي "أهواك" الذي يمثل عودة لبطله تامر حسني للسينما بعد غياب 3 سنوات، وشاركه في هذه العودة النجمة غادة عادل في أول تعاون بينهما، كذلك أول تعاون لكليهما مع القدير محمود حميدة، الفيلم تدور أحداث حول طبيب تجميل يحب فتاة تتردد على عيادته، وما إن يقرر الارتباط بها حتى تعرفه على والدتها التي يقع في غرامها أيضًا، ويصبح في حيرة بين الأم وابنتها، والأحداث تدور في إطار اجتماعي كوميدي خفيف، كتب القصة مخرج العمل محمد سامي، وشاركه في كتابة السيناريو والحوار له وليد يوسف، والفيلم من إنتاج محمد السبكي. وهناك أيضًا "عيال حريفة" والذي يقدم فيه أحمد السبكي توليفته المعتادة في كل موسم، إذ يقوم ببطولته محمد لطفي، صافيناز، بوسي، سعد الصغير، محمود الليثي، نرمين ماهر الذين يقدمون مجموعة من الأغنيات والاستعراضات التي ترق لجمهور العيد، وتقدم لمنتجه أكبر عيدية في شباك التذاكر، إذ يلعب السبكي على رغبة الجمهور في البُعد عن الهم والنكد، بمجموعة مشاهد تبعث عليه البهجة. وبسبب فكرته المميزة تقدم المخرج علاء الشريف بدعوى قضائية ضد السبكي ومحمد لطفي متهمهما بأنهما سرقا فكرته هذه والتي كان يعمل على تقديمها في عمل سينمائي بعنوان "حظك نار" وكان من المقرر أن ينتجه السبكي ويقوم ببطولته لطفي، ولكن الأخير طلب اجراء بعض التعديلات عليه، رفضها الشريف، فقام لطفي والسبكي باستخدام الفكرة واسناد كتابتها للمؤلف سيد السبكي دون علم الشريف، والقضية مازالت مفتوحة ولم يصدر حكمًا فيها. الفيلم الثالث هو "4 كوتشينة" الذي يعد البطولة السينمائية الثانية لفريق "8%" أوكا وأورتيجا وشحتة كاريكا، ويشاركهم البطولة الأردنيين هيام الجباعي، ومنذر رياحنة، ومروى اللبنانية، والفيلم من تأليف حازم متولي، وإخراج محمد جمال، والعمل كان من المقرر عرضه بداية العام الجاري، لكن رأت الشركة المنتجة له تأجيل طرحه لموسم مناسب، ثم جاءت وفاة المنتج محمد حسن رمزي الذي يشارك في إنتاجه أيضًا لتدفع بصنّاعه لتأجيل طرحه مرة أخرى، حتى وجدوا في موسم عيد الأضحى التوقيت الأفضل للعرض. ولحق "الجيل الرابع" هذا السباق في اللحظات الأخيرة، فرغم أن أبطاله قد انتهوا من تصويره منذ فترة، إلا أنه لم يكن منتجه يفكر في طرحه، حتى قرر ذلك من فترة ليست بطويلة، والفيلم بطولة جماعية لعدد من الشباب أحمد مالك، وكريم أبو الفتوح، وعلى إسماعيل، وخالد قمر، ويظهر فيه مجموعة من ضيوف الشرف منهم بيومي فؤاد، شريف رمزي، وحسن حسني، وطلعت زكريا، وأحمد رزق، وخالد سرحان، وسعد الصغير، ميسرة، أيمن قنديل، وبدرية طلبة، والفيلم يدور في إطار أكشن كوميدي حول أربعة شباب يقعون في مواقف صعبة ويحاولون التصرف فيها بأفكارهم المختلفة عن الأجيال السابقة لهم. بدوره قال الناقد نادر عدلي في تصريحات خاصة ل"التحرير" إن المعيار في قدرة أي عمل سينمائية على النجاح هو جودته، ولفت إلى أنه بالمقارنة بين أفلام موسم عيد الأضحى الماضي، والحالي، نجد أن "الجزيرة2" قد نجح بسبب جودته، وتكامل عناصر من تمثيل، وإنتاج، وإخراج، كذلك كان الحال مع "الفيل الأزرق"، و"الحرب العالمية الثالثة" فكل عمل سينمائي منهم حقق إيرادات تخطت 25 مليون جنيه. ولفت إلى أن الأفلام الشعبية التي يمثلها فيلم "عيال حريفة" معدل نجاحها في كل موسم شبه ثابت، وتحقق حوالي 8 مليون جنيه، وهي بذلك ليست خاسرة، إنما حقق صنّاعها مكسب كبير لأنها في الأساس تكلفت 2 مليون فقط، وأضاف: أتوقع نجاح تجربة تامر حسني في "أهواك" لأن أفلامه لديها لاقدرة على الاستمرار، وجمهوره سيحرص على الذهاب إلى السينما ومتابعة أعماله، خاصة أنه خفيف الظل، وتعاملاته في علاقاته النسائية تحظى بقبول من محبيه. وتوقع الناقد محمود قاسم أن يكون "عيال حريفة" هو الكارت الرابح بين أفلام العيد محققًا ملايين عديدة، وأرجع ذلك إلى توسع شريحة جمهورهم، وزيادة عددهم فأصبح الفرد يردد أغنياتهم حتى في أوقاته العادية ودون الارتباط بمناسبة، قائلًا: هي شريحة لا تضم مجرمين ولا بلطجية ولكنها طبقة بدون اسم أصبحت تنتشر وتتوسع بشكل كبير منذ أن بدأ السبكية في تقديم توليفتهم هذه، لكنني في المقابل لا أتوقع أن هذه الأفلام الأربع بجميع إيراداتها التي ستتحقق أن تتساوى مع إيرادات عيد الأضحى من العام الماضي.