قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي ترتكز على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة، مشيدًا بالعلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين مصر والاتحاد الأوروبي، وأنها تمثل حجر الزاوية في تحقيق الاستقرار والازدهار في منطقتي الشرق الأوسط والبحر المتوسط. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس السيسي، اليوم السبت، دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي، وتم عقد لقاء ثنائي بين الجانبين، تلاه اجتماع موسع بحضور كل من سامح شكري، وزير الخارجية، ورئيس مستشاري السياسة الخارجية لرئيس المجلس الأوروبي، وسفير الاتحاد الأوربي بالقاهرة، جيمس موران. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن رئيس المجلس الأوروبي أشاد بالتطورات التي تشهدها العملية السياسية في مصر، مؤكدًا التزام الاتحاد الأوروبي بالوقوف إلى جانب مصر ودعم الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي ينشدها الشعب المصري. وأعرب رئيس المجلس الأوروبي عن التفاؤل إزاء استكمال العملية الديمقراطية في مصر من خلال إجراء الانتخابات البرلمانية قريبًا وتشكيل مجلس النواب الجديد. وجدد الرئيس الدعوة للاتحاد الأوروبي للمشاركة في متابعة الانتخابات البرلمانية التي ستُجرى في مصر قريبًا للتأكد من نزاهتها وشفافيتها وإجرائها في مناخ حيادي وآمن. واستعرض السيسي مجمل تطورات الأوضاع التي شهدتها مصر منذ 30 يونيو 2013، منوهًا بأن تلك التطورات عكست إرادة الشعب المصري وخياراته الحرة وتمسكه بهويته السمحة المعتدلة ورفضه الانجراف وراء تيارات العنف والتطرف. وأشار إلى أن الأهمية المضاعفة التي تكتسبها العلاقات المصرية- الأوروبية في ضوء التحديات التي تواجه عددًا من دول المنطقة، والتي نجمت عنها العديد من المشكلات، ومن بينها مشكلة اللاجئين التي يتعين العمل على إيجاد حلول لها سواء على المدى القصير لتدارك الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يواجهونها أو على المدى الطويل من خلال التغلب على الأسباب الرئيسية التي تؤدي إليها وفي مقدمتها الإرهاب وتردي الأوضاع الاقتصادية. وذكر توسك أن الاتحاد الأوروبي يسعى إلى تعزيز علاقاته مع القوى المعتدلة والقيادات المسئولة في منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها مصر، بُغية التغلب على العديد من التحديات المشتركة التي تواجهها منطقتا الشرق الأوسط والمتوسط، ومن بينها الإرهاب ومشكلة اللاجئين التي تتطلب تنسيقًا وتعاونًا مشتركًا فضلًا عن رؤية سياسية بعيدة المدى لمواجهتها. وأعرب رئيس المجلس الأوروبي عن تطلع الاتحاد الأوروبي لمشاركة مصر بفاعلية في القمة الأفريقية- الأوروبية للهجرة المقرر عقدها بفاليتا في 12 نوفمبر 2015. وفي هذا الصدد، أشار السيسي إلى أن مصر تولي اهتمامًا خاصًا لموضوعات الهجرة واللاجئين وارتباطهما بالتنمية، وأن مصر تستضيف أعدادًا كبيرة من اللاجئين من عدد من الدول العربية والأفريقية الشقيقة، يحصلون على ذات الخدمات التي يحصل عليها المواطنون المصريون، على الرغم من محدودية الموارد والأعباء الاقتصادية التي تتحملها الحكومة. وحذر الرئيس من مغبة انتشار التطرف والإرهاب في المنطقة، وما سينجم عن ذلك من آثار سلبية أهمها استقطاب المزيد من العناصر للجماعات الإرهابية، وهو الأمر الذي يهدد أمن واستقرار دول المنطقة وجوارها الجغرافي. وأكد أهمية إيلاء الحقوق الاجتماعية والاقتصادية الأهمية المناسبة جنباً إلى جنب مع الحقوق السياسية والمدنية التي يتعين ازدهارها وتنميتها، وذلك للوفاء بمتطلبات الشعب المصري واحتياجاته الأساسية، التي يتطلب توفيرها إيجاد المناخ الآمن والمناسب للعمل والاستثمار والسياحة في مصر. وأوضح أن زيارته إلى القاهرة ومباحثاته مع الرئيس السيسي ساهما في تعزيز التفاهم بين الجانبين وكشفا عن مساحات التلاقي والرؤية المشتركة إزاء عددٍ من الموضوعات الإقليمية والدولية، وأعرب عن تطلع الاتحاد الأوروبي إلى مواصلة التعاون والحوار مع مصر، سواء فيما يتعلق بمساندة الاتحاد الأوروبي لمصر أو للعمل معاً من أجل مواجهة التحديات المشتركة.