سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«السيسي»: الشراكة بين مصر والاتحاد الأوربي قائمة على الاحترام المتبادل..التطورات الداخلية عكست إرادة الشعب المصري وخياراته الحرة.. مصر تستضيف 5 ملايين مهاجر يعاملون كمصريين..يحذر من مغبة انتشار التطرف
عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، لقاء ثنائيا مع دونالد توسك رئيس المجلس الأوربي، تلاه اجتماع موسع بحضور كل من سامح شكري وزير الخارجية، ورئيس مستشاري السياسة الخارجية لرئيس المجلس الأوربي، وسفير الاتحاد الأوربي بالقاهرة جيمس موران. الاحترام المتبادل رحب الرئيس السيسي برئيس المجلس الأوربي، مشيدًا بالعلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين مصر والاتحاد الأوربي، والتي تمثل حجر الزاوية في تحقيق الاستقرار والازدهار في منطقتي الشرق الأوسط والبحر المتوسط، وأشار الرئيس إلى أن الشراكة بين مصر والاتحاد الأوربي تقوم على الاحترام المتبادل وتحقيق المنفعة والمصلحة المشتركة. التطورات المصرية وأشاد رئيس المجلس الأوربي بالتطورات التي تشهدها العملية السياسية في مصر، مؤكدًا التزام الاتحاد بالوقوف إلى جانب مصر ودعم الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي ينشدها الشعب المصري. العملية الديمقراطية وأعرب رئيس المجلس الأوربي عن التفاؤل إزاء استكمال العملية الديمقراطية في مصر من خلال إجراء الانتخابات البرلمانية قريبًا وتشكيل مجلس النواب الجديد. الانتخابات البرلمانية وفي هذا الصدد، جدد الرئيس الدعوة للاتحاد الأوربي للمشاركة في متابعة الانتخابات البرلمانية التي ستُجرى في مصر قريبًا للتأكد من نزاهتها وشفافيتها وإجرائها في مناخ حيادي وآمن. قناة السويس كما وجّه رئيس المجلس الأوربي التهنئة الرئيس على افتتاح قناة السويس الجديدة، مشيدًا بهذا الإنجاز العظيم الذي تحقق في وقت قياسي، منوهًا إلى أن القناة الجديدة وفرت واقعًا أفضل ومناخًا إيجابيّا يعكس حالة الاستقرار التي تشهدها مصر ويساهم بفاعلية في تحقيق النمو والنهوض الاقتصادي المنشود. إرادة الشعب واستعرض الرئيس خلال اللقاء مجمل تطورات الأوضاع التي شهدتها مصر منذ الثلاثين من يونيو 2013، منوهًا إلى أن تلك التطورات عكست إرادة الشعب المصري وخياراته الحرة وتمسكه بهويته السمحة المعتدلة ورفضه الانجراف وراء تيارات العنف والتطرف. العلاقات المصرية/ الأوربية وأشار الرئيس إلى الأهمية المضاعفة التي تكتسبها العلاقات المصرية/ الأوربية في ضوء التحديات التي تواجه عددًا من دول المنطقة، والتي نجم عنها العديد من المشكلات ومن بينها مشكلة اللاجئين التي يتعين العمل على إيجاد حلول لها سواء على المدى القصير لتدارك الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يواجهونها أو على المدى الطويل من خلال التغلب على الأسباب الرئيسية التي تؤدي إليها وفي مقدمتها الإرهاب وتردي الأوضاع الاقتصادية، مشيرا إلى أن مصر استقبلت 5 ملايين مهاجر من العديد من الدول يعاملون كمصريين. منطقة الشرق الأوسط وأشار «توسك» إلى أن الاتحاد الأوربي يسعى إلى تعزيز علاقاته مع القوى المعتدلة والقيادات المسئولة في منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها مصر، بغية التغلب على العديد من التحديات المشتركة التي تواجهها منطقتا الشرق الأوسط والمتوسط، ومن بينها الإرهاب ومشكلة اللاجئين التي تتطلب تنسيقًا وتعاونًا مشتركًا فضلًا عن رؤية سياسية بعيدة المدى لمواجهتها. القمة الأفريقية/ الأوربية وأعرب رئيس المجلس الأوربي عن تطلع الاتحاد الأوربي لمشاركة مصر بفاعلية في القمة الأفريقية/ الأوربية للهجرة المقرر عقدها بفاليتا في الثاني عشر من نوفمبر 2015. الهجرة واللاجئون في هذا الصدد، أشار الرئيس إلى أن مصر تولي اهتمامًا خاصّا لملف الهجرة واللاجئين وارتباطهما بالتنمية، موضحًا أن مصر تستضيف أعدادًا كبيرة من اللاجئين من عدد من الدول العربية والأفريقية الشقيقة، يعيشون مع الشعب المصري ويحصلون على ذات الخدمات التي يحصل عليها المواطنون المصريون، وذلك على الرغم من محدودية الموارد والأعباء الاقتصادية التي تتحملها الحكومة. انتشار التطرف وحذر الرئيس السيسي خلال الاجتماع، من مغبة انتشار التطرف والإرهاب في المنطقة، وما سينجم عن ذلك من آثار سلبية أهمها استقطاب المزيد من العناصر للجماعات الإرهابية، وهو الأمر الذي يهدد أمن واستقرار دول المنطقة وجوارها الجغرافي. ويلات الإرهاب وفي هذا الصدد، أكد الرئيس أهمية دعم دول المنطقة التي تعاني ويلات الإرهاب والحفاظ على مؤسساتها لتصبح قادرة على القيام بدورها وليتمكن مواطنوها من العودة إليها والاستقرار فيها، بحيث لا تتفاقم مشكلة الهجرة. الحقوق السياسية والمدنية وعلى الصعيد الحقوقي، أكد الرئيس أهمية إيلاء الحقوق الاجتماعية والاقتصادية الأهمية المناسبة، جنبًا إلى جنب مع الحقوق السياسية والمدنية التي يتعين ازدهارها وتنميتها، وذلك للوفاء بمتطلبات الشعب المصري واحتياجاته الأساسية التي يتطلب توفيرها إيجاد المناخ الآمن والمناسب للعمل والاستثمار والسياحة في مصر. تعزيز التفاهم وقد أعرب رئيس المجلس الأوربي عن تفهمه، موضحًا أن زيارته إلى القاهرة ومباحثاته مع الرئيس، ساهما في تعزيز التفاهم بين الجانبين وكشفا عن مساحات التلاقي والرؤية المشتركة إزاء عددٍ من الموضوعات الإقليمية والدولية، كما أعرب «توسك» عن تطلع الاتحاد الأوربي إلى مواصلة التعاون والحوار مع مصر، سواء فيما يتعلق بمساندة الاتحاد الأوربي لمصر أو للعمل معًا من أجل مواجهة التحديات المشتركة. سياسة رشيدة وفي ختام اللقاء، أكد الرئيس أن مصر تدير سياسة رشيدة ومتوازنة ومتنوعة في علاقاتها الدولية وترحب بالتعاون والتنسيق مع شركائها وأصدقائها، ومن بينهم الاتحاد الأوربي. وقد عقد الجانبان مؤتمرًا صحفيّا مشتركًا عقب انتهاء اللقاء.