كتب- محمد عمدة: تصوير- محمد السهيتي: قبل أيام من حلول عيد الأضحى الكريم، يستعد المغتربين في العاصمة إلى العودة لبلادهم في المحافظات المختلفة، حيث يعتبر قضاء اليوم الأولى من العيد طقسًا مقدسًا في حياتهم، لا يمكنهم التخلي عنه، ونظرًا لكثافة أعدادهم وعدم توافر العدد الكافي من القطارات المتجة إلى قراهم ومدنهم يلجأ عدد كبير منهم إلى مواقف المحافظات. "التحرير" قامت بجولة ميدانية في عدد من المواقف الرسمية والعشوائية، للوقوف على الاستعداد الأخيرة داخلها، والتعرف على طقوس سائقو السيارات الأجرة في أيام الأعياد، وأسعار الأجرة في عدد من المحافظات، وشكوى المواطنين من ارتفاعها، وأبرز الأزمات التي تواجه المواقف في تلك الفترة. موقف عبود أمام سيارته يقف السائق "بسام محمد"، داخل موقف عبود، ينتظر بسأم الركاب، ساعات من الصباح الباكر والحركة بطيئة داخل المكان، لكنه لا يملك شيء سوى الانتظار "مفيش جديد في العيد.. لأن الوضع زي ما هو مبيتغيرش" كلمات يذكرها بغضب. الرجل الثلاثيني يعتقد أن هناك أخطاء في الموقف المخصص للمحافظات الذي يعمل تحت مظلته "المحطة هنا ملهاش لا محطة مترو ولا محطة أتوبيس ولا سرفيس.. الناس تجيلنا إزاي"، الموقف بعيد عن أقرب محطة مترو وهي "كلية البنات" بنحو 10 دقائق بسيارة أجرة، مما يدفع الركاب إلى اللجوء للمواقف العشوائية -بحسب قوله-. بالقرب من البوابة الرئيسية لموقف عبود، يقف السائق "عبد القادر عزب"، يعمل على خط (عبود/زفتى) حيث يتجه يوميًا إلى محافظة الغربية "أنا بشتغل على الخط من 15 سنة، أيام ما كان الموقف في أحمد حلمي ونقلوه عبود" لكن الرجل الخمسيني غير راضيًا عن الوضع الذي آل عليه العمل. الأجرة ثابتة لا تتغير بحسب عبد القادر "زي ما هي مش بتتغير بعشرة جنيه" يأتي السائقين في الصباح الباكر في العيد والأيام تسبقه، ينتظرون دورهم في طابور كبير من لسيارات الأجرة "وأحيانًا زبون يجي يقولك أنا عايزك مخصوص.. بنتفق على أجرة ونتوكل على الله". موقف المؤسسة "طنطا - الزهور، طنطا - الزهور" يهتف بها السائق سامي الخولي بموقف المؤسسة المجاور لمحطة مترو "المظلات" لجذب الركاب، لكن لا أحد ينتبه "العيد داخل أهوه والدنيا نايمة ومفيش زحمة"، يتعجب الرجل رغم عدم زيادة الأسعار على الزبائن "13 جنيه بس". بين الحين والآخر ينظر "الخولي" إلى نقطة بعيدة عن الموقف "شايف المكان اللي هناك دا.. أخر المحطة، هتلاقي عربيات بتقف وتحمل علينا ومحدش بيكلمها" يقولها بأسى متمنيًا أن تتحسن الأمور في أيام العيد لتحسين أوضاعهم المادية التي تعاني خلال الشهور الأخيرة. رمسيس وائل محمد، سائق بموقف الإسكندرية غير الرسمي، المجاور لمحطة مصر، قال إنّ عيد الأضحى يشهد ازدحام نسبي على السيارات الأجرة المنطلقة إلى عروس البحر المتوسط، غير أنهم يضطروا إلى العودة للقاهرة بدون ركاب. أثناء تواجده في ميدان رمسيس انتظارًا لاستكمال العدد الكافي من الركاب داخل سيارته أوضح أن الناس تذهب إلى الإسكندرية في الأعياد لكن لا أحد يترك المدينة في ذلك التوقيت "إجازة بقى.. الناس هترجع ليه؟". وأشار إلى أنَّ الأجرة لا تتغير في فترة الأعيادة " 35 جنيه عشان مكيفة لكن مبنغليش"، يرى الرجل أن تواجد السيارات بجوار محطة القطار يساعد المواطنين على إيجاد بديل سريع في حالة عدم وجود تذاكرة كافية في القطارات المتجهة إلى الإسكندرية "المرور شادد علينا شوية عشان الناس تركب من عبود.. بس احنا بناخدها صحراوي وهما بيسافروا زراعي".