نيوز وان: التدخل العسكري الروسي قد يجعل سوريا حلبة للمواجهات بين القوى العظمى "هل تتحول سوريا إلى أفغانستان أخرى؟".. هكذا تساءل موقع "نيوز وزان" الإخباري الإسرائيلي في تقرير له، لافتًا: "إلى أن التدخل العسكري الروسي الجديد بسوريا هو مؤامرة كبرى." وأوضح: أن "الحرب الأهلية في سوريا أخذت خلال الأسابيع الأخيرة أبعادًا دولية كبيرة في أعقاب موجة الهجرة الكثيفة لمئات الآلاف من اللاجئين الذي فروا منها وجاؤوا للبحث عن حياة جديدة في أوروبا"، مضيفة: "يبدو أن الاستراتيجية الروسية الجديدة في كل ما يتعلق بسوريا من شأنه أن يجعلها حلبة للمواجهات الجديدة بين القوى العظمى، وتجديد الحرب الباردة بينهن، كما جرى في أفغانستان في بداية سنوات الثمانينات". وأشار: إلى أنه "بعد مرور 4 سنوات منذ بداية الحرب السورية، اتضح أن الشعب السوري دفع ثمنها من دمه، فهناك حوالي 300 ألف قتيل و5 مليون لاجئ، النظام الحاكم ما زال كما هو لكنه يسيطر على منطقة صغيرة جدًا تقدر بحوالي 20 % من مساحة سوريا". ولفت: إلى أن "الاستراتيجية العسكرية الجديدة التي يتبعها الكرملين تجاه سوريا تشكل دعمًا لرئيسها بشار الأسد، لكن لو تغيرت مصالح موسكو، لن يتردد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في التضحية برأس بشار الأسد من أجل هذه المصالح". وأوضح "الموقع الإسرائيلي": "أن بوتين اتخذ قراره بزيادة التواجد الروسي في سوريا لعدة أسباب، على رأسها أنه يرى أن نظام الأسد ينهار، وأن هذا النظام لم ينجح في الوقوف أمام قوات المعارضة على الرغم من مساعدات كل من إيران وحزب الله، علاوة على خوف بوتين من أن يؤدي الضعف العسكري للنظام السوري إلى السماح للقوى العظمى بفرض النظام عل سوريا ما سيمس بالمصالح الروسية، ولهذا سارع بتغيير استراتيجية موسكو".
وأضاف: "أن الاستراتيجية الروسية الجديدة يقصد بها أيضًا إيران وتركيا، خاصة الأخيرة التي بدأت العمل مؤخرًا بشكل عسكري في الأراضي السورية، فموسكو تؤكد لأنقرة أنها صاحبة البيت الحقيقية في سوريا، وأنها الوحيدة التي تمسك بكل الأوراق هناك". وقال "الموقع": إن "التنظيمات الجهادية السورية تنوي السير على النموذج الأفغاني وتحويل حياة الجنود الروس في سوريا إلى قطعة من الجحيم، والسؤال هل ستتحول إلى أفغانستان جديدة يتعلق بما ستفعله الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهل ستقوم واشنطن بمساعدة العناصر المتطرفة التي تعمل ضد نظام الأسد كما فعلت مع المجاهدين الأفغان ضد القوات الروسية عام 1979؟". وتساءل: "هل ستقوم الدول الغربيةوالولاياتالمتحدة بتسليح التنظيمات المتطرفة بسلاح مضاد للطيارات للعمل ضد الطيارين الروس الذين من شأنهم أن يصلوا قريبًا لسوريا للمشاركة في المعارك ضد المتمردين؟" واختتم قائلًا: "من الممكن أن الرئيس الروسي خاطر مخاطرة كبيرة بقراره الخاص بزيادة التدخل الروسي العسكري في سوريا للحفاظ على مصالح موسكو هناك، الحديث يدور عن مؤامرة من شأنها أن تُدخِل روسيا في مواجهة مع العالم السني".