ما زال معاون مباحث الوراق يمارس ساديته فى تعذيب الآخرين، متخذًا من زيّه الميرى درعًا واقية له من المحاسبة، معطيًا لنفسه الحق فى إذلال الناس المفترض أنه موجود لحمايتهم. معاون مباحث الوراق، الذى شرب من سياسة العادلى وتربّى عليها، استمر فى ممارسة نفوذه، ولم يردعه ما فجّرته «التحرير» منذ عدة أشهر من سوء استخدامه السلطة، ومعاقبته بوقفه عن العمل، بعد أن خضع للتحقيق أمام المكتب الفنى للوزير، إلا أن الضابط لم يعتبر، وراح لمزاولة جبروته بمجرد عودته إلى عمله، وقام باقتحام بيت ربة منزل مجاملة لمرشده. «التحرير» التقت شيماء، إحدى ضحايا ضابط الوراق، التى روت لنا كيف قام الضابط بالتعدى على منزلها وتكسير أثاثه بالكامل على يد قوة تابعة لمباحث شرطة الوراق، وقالت الضحية «فى يوم الواقعة كنت فى عملى صباحًا، وفوجئت بجيرانى يتّصلون بى هاتفيًّا ويخبرونى أن قوة من القسم بقيادة معاون المباحث أتت إلى المنزل، وقامت بتكسيره بالكامل، وطلبوا منى أن أعود إلى منزلى سريعًا وأترك عملى كى ألحق بيتى الذى صار غنيمة للصوص بعد أن حطّم رجال المباحث باب الشقة، وقتها لم أدر بنفسى إلا وأنا أهرول إلى منزلى، وهناك وجدت سيارة شرطة تقف أمامه وسط تجمّع الأهالى الذين أخذوا فى مواساتى وطلبوا منى أن أهدأ، إلا أن منظر شقتى هالنى، فلم يتركوا شيئًا إلا وحطّموه تمامًا».أما السبب الحقيقى وراء اعتداء الضابط على منزل هذه الأسرة البسيطة، فكان وكما تؤكّد المجنى عليها، مجاملة للمرشد الخاص به، بعد أن قام بالتشاجر مع زوجها، «من وقتها وضع معاون المباحث زوجى فى دماغه وراح يتصيّده لتلفيق أى تهمة له، وفى اليوم الذى قام فيه بالاعتداء على الشقة، كانت أخبار قد وردت إليه بأن زوجى يختبئ بها، لكنها أخبار خاطئة، لأنى وزوجى منفصلان منذ شهر تقريبًا، بعد أن أخذ مرشد الضابط فى مطاردته، وقتها لم أطق ما يحدث، فانفصلنا وعشت أنا وابنى الوحيد بعد أن قام طليقى بتسجيل الشقة باسمى». وأضافت «الغريب أن هناك تواطؤًا بين الضابط وقيادات مديرية أمن الجيزة، وكأن معاون المباحث قد حصل على ضوء أخضر من اللواء محمد الشرقاوى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، واللواء عبد الموجود لطفى مدير أمن الجيزة، واللذين رفضا أن يرسلا قوة من المديرية لمعاينة المنزل، خوفًا من فضح زميلهما الذى دمّر أسرتى». «التحرير» التقت أيضًا سيد عيد سيد، 32 سنة، نقاش، زوج شيماء، الذى أكد أنه يعيش هاربًا عن أعين الضابط ومرشديه، بعد أن قام بتحرير محضر باشر التحقيق فيه تامر إسماعيل بنيابة الوراق، برئاسة ياسر عبد اللطيف، وأمرت باستدعاء معاون مباحث الوراق للتحقيق معه. من جانبه، نفى العميد درويش حسين مفتش المباحث، كل التهم التى وجهها المجنى عليهما إلى النقيب خالد شبل معاون مباحث الوراق، واصفًا ذلك بأنه مجرد ادعاءات وافتراء، وأنها لجأت إلى تدمير منزلها بهذا الشكل حتى تتمكن من تقديم شكوى ضد الضابط فى محاولة منها لإلهائه عن الموضوع الأساسى وهو القبض على زوجها، موضحًا أن الضابط ليس من الضرورى أن يستصدر إذنًا من النيابة كى يداهم منزل شخص مطلوب ضبطه وإحضاره، إذا كانت لديه معلومات تؤكّد وجود الشخص المطلوب بالمكان المستهدف. ورفض درويش التعليق على حديث شهود العيان الذين أكدوا اعتداء الضابط وقيامه بتكسير المنزل فى غياب مالكته، وقال «أنا ماليش دعوة بكلام حد، أنا عارف إنه ماحصلش أى اعتداء وخلاص». كان قد سبق وقف معاون مباحث الوراق عن العمل، بعد أن نشرت «التحرير» واقعة قيامه بإلقاء القبض على أحد الأشخاص مجاملة لإحدى العائلات، وبعد عرض أطراف المشاجرة على النيابة، قررت إخلاء سبيلهم.