متى تنتهي صراعات «القضاء الواقف» والبدلة الميري ؟

يمكنك أن تسميه ترقبا يشوبه الحذر نوعا ما، هذا هو الحال بين الأزمات التى تنشب بين المحامين "القضاء الواقف" ورجال الشرطة بين وقت وآخر، تتفاقم على الساحة ثم سرعان ما تنطفأ حدتها بفضل تدخل العقلاء من الجانبين، للتأكيد على دعم أطر العلاقة بين الجانبين وضرورة تماسكمها معا.
"التحرير" ترصد أبرز تلك الأزمات بين الطرفين التى غالبا ما يكون التحدى فيها هو سبب اندلاعها من بدايتها.
مقتل محامى المطرية "كريم حمدي"
لعل واقعة مقتل كريم حمدى المحامى الشاب، داخل أروقة قسم شرطة المطرية قبل أشهر قليلة، كانت القشة التى قسمت ظهر البعير، فالشاب الذى لم يتخط الأربعين، لفظ أنفاسه الأخيرة وسط تضارب فى الروايات وتبادل الاتهامات بين مسئولى القسم والقائمين عليه وبين ضباط جهاز الأمن الوطنى الذين ناقشوا "كريم" فى بادئ الأمر عقب القبض عليه بزعم انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين.
اشتعلت الأزمة لدرجة أنذرت بالخطر خاصة بعد دعوات شباب المحامين ونقابتهم إلى تنظيم وقفة احتجاجية للتنديد بمقل زميلهم على يد رجال اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية، انتهت فاعلية إحدى تلك الوقفات بإشعال النيران فى صورة كبيرة لوزير الداخلية.
النيابة العامة وأمام غضب قطاع المحامين العريض، تحركت مسرعة وأجرت تحقيقات مكوسعة فى الحادث، انتهت بإحالة ضابطى من جهاز الأمن الوطنى لمحكمة الجنايات، بتهمة التسبب فى قتله واحتجازه دون وجه حق.
حذاء نائب مأمور مركز فارسكور فى وجه محامٍ
رفع نائب مأمور مركز شرطة فارسكور بدمياط حذاءه فى وجه أحد المحامين وتعدى عليه صفعا على وجهه، بعد نشوب مشادة كلامية طفيفة بينهما، قام بعدها زملاء المحامى بالاحتشاد أمام مركز الشرطة، ونقلوا زميلهم إلى مستشفى فارسكور العام المركزى، وقام الأطباء بإجراء عملية جراحية سريعة للمحامى بعد إصابته بجرح عميق فى رأسه، وتولت النيابة التحقيق فى الواقعة، وأمرت بحبس الضابط المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات، وأحالته إلى المحكمة لمحاكمة عاجلة.
كوب مياه يشعل معركة بين محاميالمنيا وضابط
المحامى ياسين صلاح كان حاضرا جلسة رفقة مولكه المحبوس على ذمة إحدى القضايا، داخل قاعة محكمة المنيا، وأثناء محاولة الأول توصيل كوب من المياة لموكله، احتد ضابط شرطة عليه برتبة نقيب يدعى بيشوى عادل، وتطور الأمر فيما بينهما، وأصيب المحامى فى عينيه.
محامي الألتراس وضابط كمين الدائري
دارت وقائع تلك الأزمة على بعد 50 مترا من كمين المرج أعلى الدائرى، بعد قيام أمين شرطة من قوة كمين المرج، باستيقاف المحامى إيهاب الزعيم، عضو هيئة الدفاع عن رابطة الألتراس، قرب منطقة العزبة البيضاء، أسفل كوبرى الدائرى، وطلب منه هويته، فسأله المحامى عن هويته هو أولا، فأخبره الأخير أنه أمين شرطة، فطلب منه المحامى إبراز ما يفيد هويته الشرطية وفقا للقانون، فرفض أمين الشرطة بدوره مطلب المحامى، وهنا جاء ضابط الكمين وطلب من المحامى إبراز هويته وأخبره أنه ضابط، فسأله المحامى أيضا عن هويته الشرطية كى يتأكد من كونه ضابط أم منتحل صفة، فرفض الضابط أيضا، وقام بجذب المحامى من قميصه، واصطحبه عنوة داخل توك توك برفقة أمين الشرطة متجهين به صوب الكمين الأمنى، قبل أن تتفاقم الأزمة ويتجمع عدد من زملاء المحامى داخل قسم شرطة المرج، انتقلت بعدها قيادات أمن القاهرة لديوان القسم لاحتواء الموقف، وانتهى بتقديم اعتذار للمحامى عما بدر من ضابط الكمين وانصرف المحامون بعد تفهم الأمر.
السويس تشتعل بعد واقعة منع محامٍ من دخول المحكمة
المدينة الباسلة شهدت أزمة حادة بين قطاع المحامين وبين رجال الشرطة بسبب إجبار أحد المحامين على عدم دخول محكمة السويس الابتدائية، بعد حدوث اشتباكات بينه وبين أحد الضباط.
من جانبه طالب سامح عاشور نقيب المحامين، وقت الأزمة بإقالة وزير الداخلية، شارحا أن اعتذار وزير الداخلية لا يكفى لوأد الأزمة، واجتمعت النقابة العامة للمحامين بالسويس وقررت فى جمعيتها العمومية الطارئة منع التعامل مع ضباط الشرطة بالمحكمة وكذا كافة أقسام الشرطة ومديرية الأمن بالمحافظة حتى يتم اتخاذ مواقف تخمد تلك الأزمة وليس بغرض التسكين، حتى أصدر بعدها سامح عاشور قرارا بتكليف النقابة العامة للمحامين والنقابات الفرعية بإعداد ما أطلق عليه "الملف الأسود لرجال الشرطة".