دعا المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، لدى استقباله الرئيس الإيراني حسن روحاني وأعضاء حكومته إلى تشديد الرقابة من أجل صد توغل من وصفهم ب"الأعداء"، معتبرا أن "المنتجات الثقافية المرئية أو المكتوبة التي تعارض مبادئنا يجب أن تُمنع من دون أي مجاملة". ووفقا لوكالة الأنباء الإيرانية، فقد أكد خامنئي على "ضرورة توخي اليقظة أمام محاولات الأعداء للتغلغل في إيران بأساليب ملتوية وتدريجية"، مشددا على أن "المشاكل الاقتصادية لا تثير القلق، لكن المشاكل الثقافية تسلب النوم من المرء أحيانا". وقال المرشد الإيراني إنه "لا ينبغي لأحد منا أن ينسى بأن العدو يتخندق في جبهته متسلحا وجاهزا للاعتداء علينا، وهذا ما يستدعي منا أن نتمترس في خنادقنا وأن نتخذ قراراتنا وخطواتنا في مواجهة الأعداء حسب مقتضيات الظروف المختلفة". ورفض خامنئي إطلاق الحريات الثقافية والاجتماعية، التي كانت إحدى شعارات روحاني الانتخابية، قائلا إن "الحقل الثقافي في البلد يجب أن يُدار وفقا لشعارات الإمام الخميني مؤسس الجمهورية الاسلامية ومبادئ الثورة". وتُشكل قضية الحريات الاجتماعية والثقافية، خاصةً في مجال الانترنت، هاجسا كبيرا بالنسبة للمرشد الإيراني الذي طالما حذر مما يسميه "غزو ثقافي غربي" يستهدف بلاده من خلال شبكات الانترنت. وكان المرشد الأعلى الإيراني قد أوصى ب"تشديد الرقابة على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي في البلاد"، حسب ما نقل عنه المدعي العام الإيراني ابراهيم رئيسي في ديسمبر الماضي. وأشار رئيسي إلى أن خامنئي يرى بأن "الإنترنت أصبح مسرحا لحضور الأعداء، بما يهدد الأمن الأخلاقي والنفسي للمجتمع الإيراني". وعبّر خامنئي عن ذروة قلقه من انتشار الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، بالقول: "لو لم أكن قائداً للبلاد لتوليت مسؤولية الإشراف على شبكات الانترنت"، حسبما نقل عنه المسؤول الثقافي لمقر خاتم الأنبياء التابع للحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين يكتا.