امتلأ قلبى بشعور مريح بالسلام والأمل بعد متابعتى لمؤتمر الصلاة الذى نظمته الكنيسة المصرية ثلاثة أيام من أجل مصر.. صلاة واحدة قوية هادرة تتضرع من أجل إنقاذ مصر من كل شر.. وقررت أن أكتب بإحساس مختلف.. إحساس تغلب عليه المحبة والتسامح، والتغاضى عن وقاحة الكذب، ووقاحة التغابى والتجاهل، والاستعلاء والترصد، وكل القائمة العامرة التى يتعامل بها حكامنا معنا.. لكن استفزنى خبر زيارة د.هشام قنديل لدار أيتام فى القليوبية.. واستفزّتنى صدمته من اكتشاف أن مصر يعيش فيها أطفال شوارع، وإنى يا عينى الناس الوحشة المجرمة بتغريهم بالمال لينفذوا أعمال عنف وحشة خالص خالص.. قلب رئيس الوزراء انفطر لما فتح الفيسبوك فى وقت فراغه، وشاف هذه الحقيقة المروعة.. شاف أولاد شوارع مصر وهمّ بيقبضوا فلوس تحت الكوبرى عشان يدمروا مصر.. رئيس حكومتنا ووزرائنا ساب اللى فى إيده ونادى محررى ومصورى الصحف ونزل جرى يطبطب على الولاد.. طبعا عيب ينزل الشارع ويتمنظر على خلق الله، كما كان يفعل خليفته الأولانى د.شرف.. وطبعا مش هايعمل زيارة مفاجئة تحت الكوبرى، لأن شوارع القاهرة أساسا مسدودة بشماعات الملابس المستعملة، وصفوف الميكروباصات ولا مكان لسيارات الحراسة، بالإضافة إلى أنه أصبح وجها معروفا وواردا إن أى مظاهرة فئوية تخطفه مقابل تحقيق أى وعد من وعود حكومته.. المهم أن د.قنديل كلف نفسه مشقة السفر لمحافظة القليوبية إنقاذا لمستقبل الأيتام اللى هايكونوا أولاد شوارع بإذن الله، لتحذيرهم من فلوس الناس الوحشة.. وقضى وقتا مع الأيتام اللى كانوا جاهزين للتصوير.. مستحميين ولابسين هدوم العيد، وكمان فطرانين، خوفا من الهجوم على واجب الضيف.. دخل فصلهم النموذجى وقعد على كراسيهم الصُّغَنَّنة، وزغزغهم عشان تطلع صورتهم حلوة وفرحانة ومزقططة.. وما أسعد وأأمن دولة أطفالها فرحانين آمنين، رئيس الوزراء يترك كل مصايب الدولة ويزورهم قبل يوم اليتيم بأسبوع كامل.. ليعبر لهم، كما صرح لكل الجرايد فى النشرة الإعلامية التى وزعها لمن لم يحضر هذا الحدث الجلل.. ولم يسجل رعشة إيده ورقرقة دموعه وهو يرى الأيتام سعداء. وبما أن قلب رئيس وزراء حكومتنا بهذه الرقة والذوبان.. فبالتأكيد مستشاروه ووزراؤه يحجبون عنه كل أحوالنا المعيشية.. بالتأكيد هو لا يقرأ جرايد المعارضة ذات الإعلام الفاسد الذى لا يرى إلا معاناة المصريين.. بالتأكيد هو لا يعرف أن أطفال عشوائيات القاهرة يشربون مياه المجارى من حنفيات البيت.. وأنهم يعيشون أغلب يومهم فى ظلام لأن النور مقطوع.. ولا يعرف أن بيوت الله من مساجد وكنائس هى التى تعولهم وتذاكر لهم وتعالجهم.. وأن هذه البيوت الآمنة أصبحت خطرا، فالكنائس مهددة بالحرق ومتربص بها.. والمساجد أصبحت تستخدم كبديل لغرف التعذيب فى أقسام الشرطة.. مثلما تم الاستيلاء على مسجد بلال بن رباح يوم جمعة رد الكرامة.. وتم تعذيب المعارضين الرافضين لممارسات الميليشيات الإسلامية.. والفيديو موجود يا سيادة رئيس الوزراء على النت.. ادخل اتفرج وشوف عذبوا الناس إزاى واتوصوا بالشاب المسيحى وبالغوا فى إكرامه.. إذا كان رئيس وزرائنا وحكومتنا لا يتأثر إلا بالفيديوهات.. فالأمر سهل جدا.. فيديوهات تعذيب المسيحيين فى ليبيا وحرق كنيستى بنغازى ومصراتة لسه موجودة.. وفيديوهات الهجوم على مدينة الإنتاج الإعلامى.. وفيديوهات ميليشيات أسيوط.. وطوابير العيش والسولار.. ويا ريت بعدما تتفرج تبعتهم لوزراءك ربما يتأثرون مثلك بحال عموم الشعب المصرى وتجرفهم عواطفهم فينزلون الشوارع على أرجلهم، أى شوارع، فكلها تتساوى فى القبح والفوضى والزبالة.. ويا ريت نسخة للسيد سعد الكتاتنى الذى صرح بأنك لن تغادر موقعك، لأن أداءك الحكومى حاز الرضا.. بس يا رب يكون قلبه أكثر قوة منك، فلا يتجنب زيارة الشارع المصرى ويختار يزور الأحياء الفقيرة فى باريس كبديل يتناسب ورقةَ قلوبِ حكامنا.. ويا ريت يعود لمصر بعد تطبيق قرار توفير الطاقة فى المطار بإغلاق صالتين.. هذا القرار العبقرى غير المسبوق بإغلاق صالتين فى مطار القاهرة وتشغيل ممر واحد بالليل، لتوفير الطاقة والعمالة!! يعنى قطع أرزاق، ولخبطة جداول عالمية، وانتظار طويل للطائرات فى الجو قبل السماح بالهبوط نتيجة الزحام.. وهى فكرة عبقرية مستوحاة من التنسيق ما بين وزير طيران مصر ونظيره الإيرانى! مما يؤكد أن إيران تعمل على مشروع نهضة مصر بكل همة.. فسوف تأتى أفواجها السياحية المنتظمة بطائرات شارتر إلى المدن الساحلية وجنوب مصر، تجنبا لمطار القاهرة المغلق ليلا.. وتجنبا لأى غتاتة من معارضى دخول السياحة الإيرانية لمصر.. كما أنه جارٍ تفعيل حظر بيع الخمور حرصا على إرضاء السائح الإيرانى الغالى.. الذى سيتم اتخاذ كل الإجراءات السياحية لضمان تمتعه بسياحة آمنة دنيا ودينا.. لا تؤذى عينه ولا عقيدته.. ويا ريت يمتنع د.هشام عن الفيديوهات الصادمة لمشاعره.. ويركز على إعادة النور والمياه النظيفة إلى البيوت، كما كانت فى كل عهود الفساد السابقة على نهضة حكم الإخوان.. وحشْنا فساد شركة الكهربا والمياه.