رئيس الوزراء يعلن نيته الاستقالة من حزب الدعوة الإسلامي.. ومتظاهرون يمزقون صورة «الخميني» ويهتفون ضد طهران "الحراك السياسي الذي يشهده العراق والذي بدأ بانتفاضة ضد الفساد وتردي الخدمات"، بدأ يتخذ طابعًا سياسيًا أكثر فأكثر، مع ارتفاع سقف المطالب إلى وضع نهاية لدور الأحزاب الدينية التي تهيمن على حكم البلاد منذ العام 2003، بمعاونة المليشيات الموالية لها ومحاكمة نائب الرئيس نوري المالكي، وقد يكون الاعتداء ومحاولة فض الاعتصامات بالقوة في البصرة وبابل بمثابة بداية لنقل الأزمة إلى مرحلة جديدة، حيث أعلن المتظاهرون في بلدة أم قصر (جنوبي محافظة البصرة) اعتصامًا مفتوحًا، وقطعوا الطريق إلى مينائها، وهدد المتظاهرون ببدء عصيان مدني. جاء هذا بعدما قال ناشطون "إن مسلحين يرتدون زيًا عسكريًا هاجموا خيمة معتصمي البصرة وأزالوها بالقوة وسرقوا محتوياتها واعتدوا على من كان داخلها". وقالت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية نقلًا عن كاظم المقدادي القيادي في الحراك الشعبي "إن الجمعة الماضية شهدت دخول مندسين إلى ساحة التحرير في بغداد احتلوا خلالها منصة الساحة، واتضح أنهم من جماعة العصائب الموالية للمالكي وإيران". وذكرت وكالة رويترز "أن المحتجين قطعوا الطريق إلى ميناء أم قصر، وأعاقوا أنشطة الميناء الذي يستقبل واردات القمح والمعدات الثقيلة التي تُستخدم في صناعة النفط". وأفادت تقارير إعلامية بأن المتظاهرين مزقوا لأول مرة صورة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، وسط هتافات معادية لإيران في مظاهرات الجمعة، حيث هتف المتظاهرون "إيران برة برة"، وحذَر هادي العامري النائب في البرلمان العراقي وزعيم مليشيا بدر الأطراف المشاركة في المظاهرات والاحتجاج من مغبة المساس بما سماها الرموز الدينية. وتشهد محافظات عراقية مختلفة اعتصامات ومظاهرات تدخل أسبوعها الثالث تندد بالإخفاق الحكومي في محاربة الفساد وإيجاد حلول جذرية لتردي الخدمات والأوضاع الاجتماعية. ومع استمرار هذه المظاهرات، تصاعدت حدة الانتقادات لدور الأحزاب الدينية ورجال الدين في المشهد السياسي العراقي، وعكست الشعارات امتعاضًا كبيرًا من دور الأحزاب الدينية، التي يقول عنها المتظاهرون إنها أسهمت في تشكيل طبقة سياسية فاسدة، في المقابل، يطالب التيار المدني بمحاكمة هذه الطبقة ورموزها لمسؤوليتهم عما آلت إليه الأوضاع في العراق. وزادت في الأيام الأخيرة الشكوك حول قدرة العبادي على تنفيذ حزمة الإصلاحات التي وعد بها مطلع الشهر الجاري، فعلى الرغم من استجابته الظاهرية لمطالب المتظاهرين بمحاربة الفساد المالي والإداري وإصداره قرارات إلغاء مناصب نواب رئيسي الوزراء والجمهورية قبل نحو أسبوعين لم يصدر رسميًا أي قرار من مكتب رئيس الوزراء بتلك القرارات على الرغم من موافقة البرلمان العراقي عليها. لكن العبادي تقدم خطوة نحو كسب تأييد المتظاهرين، بإعلانه أمس الأحد "أنه سيتخلى عن حزبه مادام في منصبه كرئيس للوزراء، في إشارة إلى أنه سيتخلى عن حزب الدعوة الإسلامية لشعوره بالمسوؤلية تجاه الشعب ككل، على حد قوله. ومن الواضح أن العبادي أراد توصيل رسالة بأنه لن يرضخ لضغوط حزبه بعدم المضي قدمًا في طريق الإصلاحات وهو ما يمكن أن يطال قيادات في الحزب ذاته بالملاحقة السياسية. وتراقب إيران بقلق بالغ الخلافات التي تهدد بضرب التحالف الحاكم في العراق والذي يهيمن عليه الشيعة، وأفادت مصادر إعلامية عراقية وخليجية بوصول قائد فيلق القدسالإيراني قاسم سليماني إلى مدينة كربلاء العراقية، في محاولة لاحتواء الأزمة والتي تهدد بإطاحة شخصيات موالية لإيران من المشهد، وفي مقدمتهم المالكي، وتسعى إيران لتوصيل رسالة بأنها لا تتخلى عن رجالها، وزار سليماني مرقد الإمام الحسين في مدينة كربلاء العراقية، وتجول في السوق الشعبي في المدينة، برفقة مساعد قائد ميليشيات "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، في خطوة قال مراقبون "إنها رفعت من مستوى الاحتقان في الساحة السياسة والأوساط الشعبية العراقية"، وفقًا لقناة العربية.