أعلن المتظاهرون فى بلدة أم قصر جنوب محافظة البصرة اعتصاما مفتوحا، وقطعوا الطريق إلى مينائها، مهددين ببدء عصيان مدنى ردا على فض الاعتصامات بالقوة الجبرية فى البصرة وبابل. ومن الجدير بالذكر أن المحافظات عراقية مختلفة تشهد موجة من الاحتجاجات تدخل أسبوعها الثالث تنديدا بالإخفاق الحكومى فى محاربة الفساد وإيجاد حلول جذرية لتردى الخدمات والأوضاع الاجتماعية.. ومع استمرار هذه المظاهرات، تصاعدت حدة الانتقادات لدور الأحزاب الدينية ورجال الدين فى المشهد السياسى العراقي، مطالبين التيار المدنى بمحاكمة هذه الطبقة ورموزها لمسئوليتهم عما وصلت إليه الأوضاع فى البلاد. من جهته، حذر هادى العامرى نائب فى البرلمان العراقى وزعيم ميليشيا «بدر» الأطراف المشاركة فى المظاهرات والاحتجاج من المساس بما سماها «الرموز الدينية».. فى السياق نفسه، أعلنت هيئة النزاهة العراقية صدور مذكرات اعتقال بحق 9وزراء سابقين بالإضافة إلى 46 مذكرة اعتقال بحق مسئولين كبار بعد ثبوت تهمة الفساد عليهم، داعية دول العالم إلى التعاون مع العراق، وأبرز الأسماء التى شملتها أوامر الاعتقال والجلب كانت لوزراء سابقين وهم الدفاع حازم الشعلان والتجارة فلاح السودانى والكهرباء أيهم السامرائى إضافة إلى كل من وزراء النقل والزراعة، كما شملت الأسماء مسئولين فى مؤسسات الدولة المختلفة، شخصيات كبيرة متهمة بالفساد أما المبالغ المنهوبة التى تحدثت عنها الهيئة والتى وصفت بالفلكية فلم يسترد منها سوى 44 مليار دينار عراقي.. من جانبه، صرح إياد علاوى رئيس «ائتلاف الوطنية» فى البرلمان العراقى إن لإيران الدور الأكبر فى العراق، وهى من تضع الخطوط الحمراء، موضحا أن الولاياتالمتحدة اصطفت معها، وبالتالى ما تريدانه يحصل، معتبراً أن هذه مصادرة لحق الشعب العراقى وأن تدخّل إيران صار اليوم مشرعناً بغطاء أمريكي.. وأضاف علاوى أن مفتاح الفساد المالى هو الفساد الاداري، وأنه لولا الإهمال والتعدى على الدستور العراقي، لما وصلت البلاد الى هذه الحال، لافتاً إلى أن رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى لا يقوم بإصلاحات بل بتقشف وأن هناك التفافاً على مطالب المتظاهرين.