جمَّع الإعلامي حمدي قنديل أدواته، قبل أن يهندم نفسه بما طاب من لبسٍ تركه خصيصًا لمثل تلك المناسبات السعيدة، لينطلق إلى العنوان الذي سيجري فيه حوارًا صحفيًا مع فاطمة الزهراء حسين الشهيرة ب نجلاء فتحي، ذات لقب «عروس السينما». لم يُدرك قنديل أن ذلك الحوار، سيترك علاقة صداقة طيبة مع الفنانة الشهيرة، التي تعددت اللقاءات بينهما، قبل أن تقوم بالاتصال به ذات يومٍ لتحكي له عن يومها في النادي وأنها مارست رياضة المشي أكثر من اللازم لوجود موضوع هام يشغل تفكيرها. وعندما سألها قنديل عن هذا الأمر الهام، قرّرت كسر حاجز صمت ابن قرية كفر عليم في محافظة المنوفية بطلبها الزواج منه، "النهارده أنا هتجوزك". "عظيم عظيم" كلمات خرجت من الإعلامي الذي حكى عن الواقعة في مذكراته "عشت مرتين" الصادرة عن دار "الشروق"، مؤكدًا أنها خرجت وهو في أشد توتره، دون أن يدري ماذا يقول. لتقوم نجلاء، بكسر حاجز توتره ب: "أليس معك بطاقة شخصية لهذا الأمر؟"، ليرد بأنها بالفعل ليست معه، لتطلب منه الحضور إلى منزلها في الخامسة بعد الظهر ومعه جواز السفر، قبل أن تختتم حديثها: "موافق أم سترجع في كلامك"، ليرد عليها بلا تردد حينها "موافق أكيد". اعترف قنديل أنه انبهر بأسلوبها في عرض الزواج، قائلًا لها فور وصوله إلى المنزل: "ألم تفكّري في الحال الذي ستكونين عليه لو كنت ماطلت في القبول؟"، لترد عليه "فكرت بالطبع، لكنك تعلم أننا لسنا في قصة غرام مشتعل وكلانا لنا تجارب في الزواج من قبل، وما بيننا هو إعجاب شديد.. لن أحزن كثيرًا عليك إذا رفضت لأنك حينها لن تستحق ثقتي في رجاحة عقلك، وبالتالي لن تكون الزوج المناسب لي". الزهراء حسين، "فتاة السينما المدللة"، التي دخلت باب الفن من خلال العندليب عبد الحليم حافظ الذي اختار لها اسم «نجلاء»، ولدت في يوم المولد النبوي الشريف في الحادي والعشرين من شهر ديسمبر عام 1951، لبيختار والدها اسم فاطمة الزهراء على اسم بنت الرسول محمد عليه الصلاة والسلام. بدأت مشوارها الفني عام 1966 من خلال فيلم "الأصدقاء الثلاثة" بعد أن اكشفها المنتج والكاتب عدلي المولد، لتنتقل إلى الحدث البارز في حياتها الفنية مع المنتج رمسيس نجيب الذي اختارها لدور البطولة في فيلم "أفراح" عام 1968، حيث انطلقت بعد ذلك في سماء الفن كنجمة لامعة قدّمت العديد من الأفلام الهامة. سؤلت في حوار نادر حول مدى حبها للفن وعن حب حياتها، لتقول بإحساس نابع من القلب، "بحبّه.. مش علشان الشكل الخارجي، لأ .. بحبه من جوه قلبي"، فيما عبّرت عن حب حياتها بابتسامة على استحياء، "الحب حلو، بحب قوي"، لتقاطعها المذيعة متسائلة، "مين هو اللي خطف قلب نجلاء؟" لتجيب ضاحكة: "حبيبي". توهّجت بشدة في مرحلتي السبعينيات والثمانينيات، من خلال عدد من الأفلام منها "أنف وثلاث عيون" و"سونيا والمجنون" و"رحلة النسيان" و"دمي دموعي وابتسامتي" و"اسكندرية ليه". حكت عن لوحة زينت بيتها، تحبها بشدة متذكرة في حوارها النادر تلك الواقعة التي كانت لأول مرة "حرمياية" -حسب تعبيرها-، "أصل سرقتها م الأستوديو لما عجبتني، الفيلم كان هيخلص وكانت هتترمي أو تتكسر، أخدتها العربية، ولما رُحت للمنتج أقوله عليها قالي خديها طبعًا، حاجة فرحت بيها قوي". نالت تكريم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2003، وجائزة "الموريكس الذهبية" كأفضل نجمة عربية في لبنان، وجائزة أفضل ممثلة من عدة مهرجانات الإسكندرية ودمشق وباريس وطشقند. من أبرز أعمالها السينمائية "موعد مع الحبيب" و"حب وكبرياء" و"حب فوق البركان" و"إسكندرية.. ليه" وحب لا يرى الشمس" و"وداعًا للعذاب" بالإضافة إلى مسلسل "ألف ليلة وليلة". تزوجت 4 مرات، مرة كانت عام 1969 وهي لم يتعد عمرها 18 عامًا من المهندس أحمد عبد القدوس نجل الكاتب والروائي إحسان عبد القدوس، وكان الزواج سريًا خوفا من رفض الأهل، ومرة ثانية من المهندس المعماري سيف أبو النجا، والد ابنتها الوحيدة "ياسمين"، والشقيق الأكبر للفنان خالد أبو النجا. والمرتين الأخرتين كانت إحداهما من أمير سعودي أقامت معه بين القاهرة وباريس، واستمر لمدة 3 أعوام ونصف، قبل أن تتزوج من حمدي قنديل عام 1995 ويظلا سويًا حتى يومنا هذا. أحبّت ركوب الخيل والمزيكا قائلة، "بحب أركب الخيل جدًا، والمزيكا هي حياتي، بحبها قوي، أول لما بسمعها بصحصح"، وعبّرت عن عشقها للحياة، "الدنيا حلوة وجميلة، لأنها مصنوعة بإحساس متقن، مثلها مثل الفن والرقص يصنعان بإتقان شديد لكي يكونا رائعين". اختتمت أعمالها بفيلم "بطل من الجنوب" عام 2000، حيث ابتعدت بعد ذلك عن السينما والتمثيل، وتوجهت للعمل الخيري، حيث كرّست جهودها منذ سنوات طويلة للإشراف على الجمعيات التي ترعى الأيتام. "أحمد يا حبيبي حبيبي يا أحمد.. أنا شفت نصيبي معاك يا أحمد"، كلمات غنّتها نجلاء أمام النجم محمود ياسين في فيلم "العاطفة والجسد" ربط متابعيها بينها وبين علاقتها بالفنان أحمد زكي، معبّرين أنها قيلت له، لتفتح الباب أمام استفسارات كثيرة في تلك الآونة حول علاقتها بزكي. شاركت نجلاء النمر الأسود فيلم سعد اليتيم عام 1985، وأثناء التصوير ترددت أنباء بأن هناك علاقة تجمعهما، ليفتح الباب أمام تكهنات عدة حول تلك العلاقة، فهناك من أكد أنها تخاف من هوائية أحمد زكي وعصبيته الشديدة، وآخرون أكدوا في أكثر من مناسبة بأن نجلاء كانت سببًا في تعجيل طلاق هالة فؤاد -زوجته- من زكي. لتخرج نجلاء في حوار صحفي عام 2002 وتتحدث عن تلك النقطة قائلة: "زكي كان ولا يزال صديقًا، فهو فنان عظيم بدون شك، ولكن صدقوني كل ما قيل وأثير في هذا الوقت كان شائعات لا صلة له بالحقيقة، كنت في هذا الوقت متفرغة لفني فقط ولا أشغل نفسي بشئ سواه ولم أكن أهتم بالرد على مثل هذه الشائعات فما أكثر الشائعات التي تعرضت لها ولم أتوقف عندها». رفضت الفنانة الشهيرة عدة عروض لتقديم قصة حياتها في عمل درامي، على الرغم من المقابل المادي الكبير، وبحسب صحيفة "الأهرام"، برّرت ذلك بأنها لا ترى في الفنانات الحاليات من تستطيع أن تقدم شخصيتها بشكل يقنع المشاهد، إضافة إلى اعتماد سيناريوهات العديد من المسلسلات التي كانت تروي سيرة حياة الفنانين، على شائعات وقصص مفبركة. مؤخرًا، كتب حمدي قنديل تغريدة عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "غمرنا الكثيرون بفضل السؤال عن نجلاء والدعاء لها، لن أنسى رئيس الوزراء عصام شرف "رئيس وزراء مصر الأسبق" والفاضلة زوجته ودعاءهما الأثير يا جبار أجبر بخاطرنا". وتابع الإعلامي، "ولا غيره ممن اتصلوا أو كتبوا، مصريون وعرب.. وفي زيوريخ امتد الدفء وأحاطنا المصريون بالمحبة من قنصل مصر إلى رئيس الجالية وعديد من أعضائها.. أما نجلاء الآن فهي ليست في أفضل حال، إذ أصيبت بالتهاب في الكبد، وهذا أثر جانبي للحقن البيولوجية، وهكذا توقف العلاج نحو 6 أسابيع". وأكد قنديل "حتى يشفى الكبد، والحمد لله أن هناك الآن تحسن كبير، وسنجري الأيام القادمة تحليلًا أخيرًا في زيوريخ يتقرر بعده إذا كانت ستتناول الحقن ومتي؟ وإذا تناولت الحقن ثانية فمعنى ذلك أننا سنبدأ المشوار ثانية من أوله، الصدفية مرض عصي على الشفاء، وهو ابتلاء يتطلب كثيرًا من الصبر والإرادة".