لأنها ولدت في يوم المولد النبوي الشريف، اختار لها والدها اسم فاطمة الزهراء، علي اسم بنت الرسول عليه الصلاة والسلام، ورأت والدتها أنها ستكون تعويذة الأسرة، وصاحبة الحظ السعيد، علي الرغم من أن ترتيبها كان رقم 5 في قائمة الأبناء التسعة. كانت نجلاء، التي ولدت في 21 ديسمبر 1951، محظوظة عندما التقاها المنتج رمسيس نجيب، الذي كان أول من غامر بتقديمها كبطلة في الأفلام، وعلي الرغم من أن عمرها كان 17 عاما فقط، فإنه رأي فيها مواصفات النجمة السينمائية، فساعدها ووقف بجانبها، وجلب لها من أعطي لها دروسا في اللغة وضبط طبقات الصوت ومخارج الألفاظ، كما استعان بعبد الرحيم الزرقاني، ليعلمها الإلقاء وأصول التمثيل، ثم أعطي لها أول بطولة سينمائية في حياتها، من خلال فيلم 'أفراح' للمخرج أحمد بدرخان، مع حسن يوسف وعادل أدهم، ورغم سنها الصغيرة وخبرتها المحدودة، فإنها نجحت في أول بطولة سينمائية لها، وفي العام التالي قدمت 'أسرار البنات'، مع حسن يوسف ونيللي، وإخراج محمود ذو الفقار. خلال مشوارها الفني، تركت نجلاء فتحي بصماتها الواضحة علي خريطة السينما ب'دمي ودموعي وابتسامتي.. اذكريني.. رحلة النسيان.. حب لا يري الشمس.. لا يا من كنت حبيبي.. حب وكبرياء'، فما زالت هذه الأفلام من علامات السينما حتي يومنا هذا. لم تكن نجلاء فتحي علي علم بأن القدر قد اختار لها اسما آخر، فبعد أن ظلت فاطمة الزهراء لمدة 15 عاما، عندما اكتشفها المخرج عدلي المولد، اقترح علي العندليب عبد الحليم حافظ، الذي كان صديقا للأسرة، إلا أن العندليب الأسمر اختار لها اسم نجلاء، وبالفعل أصبح اسمها الفني نجلاء فتحي، وقامت بالاشتراك في فيلم 'الأصدقاء الثلاثة' أمام أحمد رمزي، حسن يوسف، ونبيلة عبيد، في دور صغير. قد تزوجت نجلاء فتحي 4 مرات، خلال مشوار حياتها، الأول في فترة المراهقة، حيث تزوجت من أحمد عبد القدوس، نجل الأديب الراحل إحسان عبد القدوس، والثاني من المهندس سيف أبو النجا، الشقيق الأكبر للفنان خالد أبو النجا، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة ياسمين، وانفصلا بشكل ودي، والثالث من أمير سعودي، في بداية الثمانينيات، واستمر الزواج لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة، ظلت بعدها فترة طويلة بدون زواج، حتي قابلت الإعلامي حمدي قنديل، الذي كان يجري معها مقابلة لمصلحة التليفزيون المغربي، حيق توطدت العلاقة خلالها، وتوجت بالزواج في عام 1992. وقد بدأت الأدوار البطولية تتوالي علي الفنانة نجلاء فتحي، ابتداء من فترة السبعينيات، حيث شاركت في بطولة عدد كبير من الأعمال السينمائية، منها فيلم 'حياتي' مع الفنان حسن يوسف، و'المرايا' مع الفنان نور الشريف، ثم 'تشرق الشمس' مع الفنان رشدي أباظة، الذي كانت تعتبره الأستاذ وتعلمت منه 'الجدعنة'، علي حد وصفها، وتعتبر الأفلام التي قدمتها مع محمود ياسين من أهم وأعظم أعمالها، حيث شكلا ثنائيا فنيا رائعا، وقدما سلسلة من الأفلام الرومانسية المتميزة، منها 'سونيا والمجنون، اذكريني، رحلة النسيان، دمي ودموعي وابتسامتي، حب وكبرياء، وتمضي الأيام، القاضي والجلاد، لا يا من كنت حبيبي، سنة أولي حب، العاطفة والجسد، الشريدة، شباب يحترق، الأقوياء، وأنف وثلاث عيون'، ولم يقتصر تعاونهما علي الأفلام الرومانسية فقط، إذ قدما، أيضا، أفلاما وطنية، مثل 'بدور والوفاء العظيم'. وإذا كانت أفلام 'نجلاء' في السبعينيات قد غلب عليها طابع الرومانسية، فإن فترة الثمانينيات شهدت نوعية أخري، حيث ركزت بشكل أكبر علي مشاكل المرأة وقضاياها، وقدمت مع المخرج أشرف فهمي العديد من الأفلام المهمة، التي غيرت فيها جلدها بشكل كبير، مثل 'لعدم كفاية الأدلة، الأقوياء، الشريدة، وامرأة مطلقة'، ومن أهم أفلامها، أيضا، في تلك الفترة 'أحلام هند وكاميليا' أمام أحمد زكي وعايدة رياض، وإخراج محمد خان، وقد حظي هذا الفيلم بنجاح جماهيري ونقدي، ونالت عدة جوائز عن دورها فيه، أما في مرحلة التسعينيات، فقلت اختياراتها بشكل كبير، فكان من أفلامها في تلك المرحلة 'سوبر ماركت' مع المخرج محمد خان، و'ديسكو ديسكو' مع إيناس الدغيدي، و'الجراج' مع المخرج علاء كريم. تم تكريم الفنانة نجلاء فتحي في عام 2003 بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، كما حصلت علي جائزة 'الموريكس' الذهبية كأفضل ممثلة عربية، وكذلك حصلت علي جائزة أفضل ممثلة في عدد من المهرجانات السينمائية، منها 'الإسكندرية، دمشق، وباريس'. ورغم أنها لم تعلن اعتزالها رسميا، فإنها فضلت الابتعاد، لتمارس حياتها الاجتماعية في الأعمال الخيرية، إلا أن جمهورها لا يزال ينتظر عودة الجميلة نجلاء فتحي.