لا يعرف المسؤولون في مصر غرب الإسكندرية، إلا من خلال طريق الساحل الشمالي، في طريقهم إلى القرى السياحية، مثل مارينا ولسان الوزراء ومراسي، لكن لا ينظر أصحاب المواكب الفارهة أسفل الكباري التى يمرون فوقها، فالمنطقة الغربية لا يسأل فيها أحد، كما أنها ليست خط سير المحافظ في أي يوم من الأيام، نظرًا لأنه من سكان جليم، المطلة على الكورنيش. كما أن غرب الإسكندرية ذو مناخ سئ نظرًا لارتفاع منسوب مياه الصرف الصحي وسط اختفاء مياه بحيرة مريوط، الأمر الذي يجعل المناخ هنا متقلب. «التحرير» زارت مساكن مبارك، أو بورتو عبد القادر كما يطلق الأهالي عليها، على غرار بورتو مارينا، لكن شتان بينهما، ففي بورتو عبد القادر لا توجد وسائل مواصلات، ويمكنك الوصول عن طريق تاكسي خاص أو أن تتكبد عناء التوك توك، أما الكارثة الكبرى البلوكات السكنية، فمن المفروض أن تكون سالمة منذ عام 98 للمواطنين، وهي تتبع الهيئة العامة لتعاونيات البناء والإسكان، إحدى هيئات وزارة الإسكان والهيئة، التي يرأسها اللواء مهندس حسام رزق بالقاهرة. رصدنا العديد من المخالفات، أولها وجود أعمال ترميم بالواجهات لبلوكات بدون سكان، أي أن الأعمال التي تجري تتم وفقًا لمبدأ إهدار المال العام، وهي البلوكات المسماة "4 أ"، وعددها 22 بلوكًا، أما الأغرب في التعاونيات، أن 80% من شاغليها من سكان محافظة القاهرة، ولا يمتوا بصلة لمحافظة الإسكندرية، رغم أن المساكن تتواجد على أرض الإسكندرية، والطامة الكبرى أن شبكة الصرف الصحي بالمساكن المذكورة لا توجد، والصرف ما هو إلا وهم يبحث عنه الأهالي، ما جعل المستنقعات تظهر في معظم المناور، بتلك الوحدات، ما يهددها بين الحين والآخر بالانهيار فوق رؤوس السكان. أما موقع المستعمرة، المستعمر أيضًا من قبل مواطني القاهرة، الذين حصلوا على الوحدات السكنية كمصيف، في حين أن هناك مئات الأسر السكندرية تبحث عن وحدة سكنية ولم تعثر عليها، وعلمنا من أحد السكان هناك أن عدد البلوكات المغلقة بلا أي سكان بلغت 68 بلوكًا، من الإسكان الفاخر، لا تجد من يقطن بها، لكننا وجدنا أن الكلاب الضالة وطائر الوطواط هم أهم السكان هناك، وسط حسرة من المارة، وأصبحت المساكن مأوى للحيوانات ووكرًا للخارجين على القانون.