ما بين حُرقة حرارة الشمس اللازعة، وخشية التعرض للدغ الحشرات السامة، يعاني الآلاف من أبناء 9 قرى تابعين لمجلس قروي الرياينة المعلق بمركز ومدينة طما شمال محافظة سوهاج، حيث يتقاضون جميعا معاشاتهم التأمينية من مكتب بريد الرياينة الذي تم إنشاؤه منذ حوالي 50 سنة، ويخلو من أية مرافق أو مقاعد لجلوس المواطنين، حيث يجلس الأهالي على الأرض دون وجود مظلات تحميهم من أشعة الشمس الحارقة، كما أنه مقام بقطعة أرض مهجورة. رصدت عدسة "التحرير" حالة المكتب على الواقع، حيث قال فتحي أبو الروس، موظف بالمعاش، إنني من أبناء قرية الرياينة وأتقاضى معاشي من مكتب بريد الرياينة إلا أن اليوم الذي أذهب في لتقاضي معاشي أعود مصابًا بضربة شمس لأننا نجلس على الأرض في انتظار الدور، حيث لا يوجد مظلات تحمينا من أشعة الشمس الحارقة، ولاسيما تلك الأيام شديدة الحرارة. وقالت "أم كمال.. ربة منزل" لقد اضطررت لعمل توكيل لأبني لكي يتقاضي معاشي نيابة عني، حيث أنني كنت أذهب للحصول على المعاش من الساعة الثامنة صباحًا ولا أعود إلا بعد أذان الظهر وأنا في انتظار الدور، موضحة ً أن الدور لا يمثل مشكلة إلا أن المكان المخصص لمكتب البريد لا يوجد به مقاعد، حيث أنه لا يراعون أن غالبية من يأتون للمكتب لتقاضي معاش هم كبار سن ولا يتحملون الوقوف على أقدمهم. وأكدت"أم أحمد، ربة منزل من أبناء قرية الحسنة" أنها مصابة بمرض "السكري" وهو ما يجعلها في حاجة مستمرة للدخول لدورة المياه، إلا أن مكتب البريد في قرية الرياينة لا يوجد به دورات مياه أو حنفيات. ومن جهته قال أحمد إسماعيل، رئيس مجلس قروي الرياينة المعلق، في تصريحات خاصة ل"التحرير" إنه تم مخاطبة الشئون الاجتماعية ومجلس مدينة طما عدة مرات لإنشاء مكتب بريد جديد، إلا أنه لم يتم توفير قطعة أرض لإنشاء المكتب عليه، موضحا أنه قدم مذكرة لتوفير الاعتمادات المالية وإنشاء مكتب بريد جديد محل القديم.