المهندس وجدى زكي، رئيس جهاز التكريك فى القناة، وأحد الجنود المجهولين فى مشروع حفر قناة السويس الجديدة، لذا التقته «التحرير» فى حوار خاص لعرض كل تفاصيل عمل الكراكات فى المشروع، والصعوبات التى واجهتهم. رئيس جهاز التكريك قال إن مشروع القناة سيكون أملا وفتحة خير لمصر، وسيرفع من التصنيف العالمى لقناة السويس بشكل كبير، ويوفر وقودا وعمالة للسفن، وهذا يعتبر طريقة جذب للقناة، بالإضافة إلى استغلال القناة فى مشروعات كثيرة ومدن سكنية جديدة، فإلى نص الحوار... ■ نريد أن نتعرف على طريقة عمل الكراكات فى المشروع؟ - مشروع القناة دخل حيز التنفيذ، اعتبارا من يوم إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى عن المشروع، فى الخامس من شهر أغسطس من العام الماضى، ومنذ ذلك اليوم بدأنا فى عمل إجراءات المناقصة والتعاقد مع الشركات التى سترسل كراكات إلى المشروع، وكان عندنا ترشيح لعشر شركات، وهى رقم واحد فى العالم المتخصصة فى أعمال التكريك، وبدأنا فى مخاطبتها للعمل فى المشروع من خلال المناقصة الخاصة بها، والمواصفات الفنية التى قمنا بوضعها، وبدأت الشركات فى وضع أسعارها ومخططات التنفيذ، والمدة التى سينتهى فيها العمل، خصوصا أننا كنا محددين المدة المخصصة للمشروع طبقا لأمر رئيس الجمهورية خلال عام واحد، على الرغم من أن هذا الأمر كان فى البداية صعبا جدا، وذلك لصعوبة تجميع عدد كبير من الكراكات التى تعمل فى أماكن مختلفة فى العالم، موضحا أن أول كراكة وصلت إلى قناة السويس الجديدة كان يوم الخامس من نوفمبر من العام الماضى بعد إعلان رئيس الجمهورية بدء العمل فى المشروع بثلاثة أشهر، ومن هذا التاريخ بدأنا فى العمل بالكراكة واحدة تلو الأخرى، وطبعا سبقها العمل الجاف أو الحفر على الناشف وقامت به الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وقدرت كمياته بنحو 250 مليون متر مكعب، وكان العمل يتم بين التكريك والهيئة الهندسية على التوازى، حيث يتم تسليم المناطق التى حُفرت على الناشف إلى الكراكات بشكل منتظم حتى تتسلم من الهيئة الهندسية أماكن الحفر بالكامل فى شهر فبراير الماضى، وبدأت هيئة قناة السويس برئاسة الفريق مهاب مميش تشرف على دخول الكراكات تباعا، حتى وصل عدد الكراكات العاملة فى المشروع إلى 45 كراكة تمثل 75% من طاقة التكريك فى العالم منها 40 كراكة مستوردة وتابعة لتحالفى «التحدى» و«الأمل». ■ هل ترى أن معدل التكريك والمجهود الذى بُذل طبيعيان؟ - لا طبعا فريد جدا، لأن كميات التكريك التى حُفرت فى المشروع تسجل فى موسوعة «جينيس» العالمية كريكورد عالمى فى فترة قليلة جدا لم تتجاوز الأشهر التسعة، وتم تنفيذ أعمال تكريك تقدر ب258. 8 مليون مكعب تكريك تحت الماء فى سابقة لم تحدث فى العالم. ■ هل واجهتكم مشكلات خلال العمل فى المشروع؟ - لا يوجد مشروع بهذا الحجم ويكون خاليا من المشكلات، وأهمها كانت فى البداية مشكلة توفير أحواض ترسيب قبل العمل لتستوعب ناتج التكريك القادم من القناة، وبالتالى قمنا بعمل الأحواض بالتوازى مع أعمال التكريك، حيث إننا لآخر يوم عمل كنا نجهز تلك الأحواض، وهذا يعتبر إنجازا آخر، لأن أحواض الترسيب كانت تحتاج إلى سنوات لتصميمها والعمل بها، ولكننا استطعنا أن نقوم ببنائها فى وقت قياسى، موضحا أن هناك مشكلة حدثت فى أحد أحواض الترسيب تشمل انهيار جزء من أحد الجسور، مما أدى إلى تدفق المياه، ولم يصب أى عامل أو يمت نتيجة ذلك كما تناولت بعض وسائل الإعلام من شائعات فى ذلك التوقيت لأسباب لا يعلمها إلا الله، مؤكدا أن أعمال التكريك بالكامل خلال الأشهر التسعة لم يمت فيها عامل واحد من ضمن 5 آلاف عامل يعملون فى أعمال التكريك، ولكن حدثت بعض الإصابات الخفيفة نتيجة شدة وكثرة العمل طوال الليل والنهار من قبل العاملين فى المشروع، وأحب أن أضيف أيضا أن القناة الجديدة أفضل من القديمة، لأنها ببساطة أكثر عرضا منها، لأن عرض القناة القديمة 320 مترا، أما الجديدة فعرضها 340 مترا، وهذا يفرق كثيرا للسفن العملاقة، كما أن القناة القديمة بها عدة منحنيات تضيق مرور السفن، أما القناة السويس فليس بها إلا منحنى واحد مما يجعلها الأفضل. ■ هل عدد الكراكات التى وصلت إلى المشروع هو المحدد له منذ البداية؟ - بالطبع لا، لأننا كنا مخططين أن يكون عندنا 17 كراكة للعمل فى المشروع خلال ثلاث سنوات، ولكن عندما أمر الرئيس عبد الفتاح السيسى أن تحفر القناة فى عام واحد قام الفريق مهاب مميش بتوفير ال45 كراكة على مراحل، موضحا أن هناك مشكلة واجهتنا فى أعمال التكريك، وهى تأخر الحفر فى منطقة ترعة سيناء، مما دعانا إلى أن نجلب آخر الكراكات فى المشروع، وهى الكراكة «ليوناردى دافنشى»، وذلك حتى ننهى المشروع قبل بداية شهر أغسطس، والحمد لله قمنا بعمل أول تجربة يوم 25 يوليو، على الرغم من أننا طالبنا الفريق مهاب مميش بأن يؤخر التجربة خمسة أيام حتى نستطيع إخراج الكراكات من المجرى الملاحى، لكنه أصر، وقمنا بالتجربة، وتمت بنجاح باهر، بعد ربط الكراكات فى أقصى شرق جوانب القناة، موضحا أن جميع الكراكات قامت بالمغادرة ولم يتبق سوى كراكتين فقط سنستعين بهما فى أعمال أخرى. ■ هناك كلام عن قناة جديدة سيتم حفرها بشرق التفريعة ببورسعيد؟ - نعم هناك مشروع حفر مجرى جديد يخدم ميناء شرق بورسعيد، وسيقوم على الحفر كراكتان تابعتان للتحالف الأمريكى البلجيكى «تحالف الأمل»، وسبب اختيار تلك الكراكتين، لأنهما من الكراكات الهوبر التى تستطيع العمل فى البحر المفتوح، ومن المحدد لهما أن تنتهيان خلال سبعة أشهر، حيث سوف يتم تعميق القناة إلى 18 مترا تحت سطح الماء، وسيتم رفع 17 مليون متر مكعب من الرمال المشبعة بالمياه بطول 9. 5 كيلو. أخيرا، فإن العاملين فى المشروع حافظوا على أموال المصريين، ووفروا كل الإمكانيات للكراكات التى عملت 24 ساعة دون توقف، لأن توقف الكراكة الواحدة يكلف الهيئة فى الساعة 9 آلاف دولار، ونحن لم نوقف كراكة ساعة توفيرا للمال الخاص بالمصريين، وكانت تتم محاسبة الكراكات على حسب كميات الأمتار التى تحفر.