طارت فرحًا بعد معرفتها من أسرتها تقدم موظفًا لخطبتها، فقد ضمنت عنصر الأمان في الزواج وراتبًا ثابتًا يٌلبي احتياجاتها، وسريعا جهّز «خالد. م» عش الزوجية، لتسير بهما الحياة حتى بدء تنغيص غلاء المعيشة لتلك السعادة؛ خاصة عقب انجابهما طفلين، وبعد ثلاثون عامًا من الزواج، لم يسعف الصبر «هالة ع» لتحتمل ما تبقى من العمر وتتشاجر مع زوجها في حادثة انتهت بوفاتها... وترجع الواقعة، بإلقاء الأجهزة الأمنية بالخانكة القبض على الزوج المتهم، الذي اعترف أمام النيابة بضربها، دون قصد قتلها. وهو ما أكده المتهم ل «التحرير»، مضيفا :« عاشرتها 30 عامًا وعيشنا مع بعض على الحلوة والمرَة كما يقولون.. فكيف أقتلها وهى أم أولادي! حاولت تأديبها ولم أكن أعلم إنها فارقت الحياة». وتابع المتهم «ضربتها لإنها لم تحترمني وتراعي الله في زوجها ولم تقدّر ما أعانيه من أجل تدبير المال فمرتبي لا يكفي لنهاية الشهر لكنها كانت تُبذر وتحاول أن تضعني أمام ضعفي ليل نهار». ويستطرد المتهم بعد فترة قصيرة من الصمت - قد يكون تذكر بها بعض ذكرياتهما - :« مع مرور الأيام لاحظت تبدل حال زوجتي وقيامها بمعايرتي بفقري حتى وصل بها الأمر التطاول على وطعني في رجولتي وإهانتي بعجزي عن الانفاق عليها وطفلينا.. كنت اتغاضى عن أخطائها تقديرًا لحالها وكنت أقول لنفسي إنها تستحق حياة أفضل لكن ما بيدي حيلة فأنا تقدم بي العمر ولا أملك سوى راتبي الحكومي وهي كانت تعلم إني أفعل المستحيل لتوفير المال ورغم ذلك استمرت في إهانتي حتي صار البيت قطعة من جهنم». وأشار الزوج إلى إنه كان يعٌطي لزوجته مبلغ 500 جنيه كل شهر من راتبه ويطلب منها أن تنفقه على متطلبات المنزل دون أن تحتاج منه أي مبلغًا إضافيًا طيلة الشهر، ولكنها سبق وأن قامت بإنفاق المبلغ كله قبل نصف الشهر وقتها أعطى لها مبلغًا غيره وطلب منها ألا تكرر ما فعلته؛ حيث لا يستطع تدبّر مبلغًا آخر، ومر أكثر من شهر بسلام حتى جاء يوم اليوم المشئوم. يتنهد قاتل زوجته قبل أن يروي تفاصيل اليوم المشؤوم: «بعد عودتي من العمل فوجئت إنها لم تقوم بتحضير العشاء وعندما سألتها لماذا لا يوجد طعام بالبيت ردت" هو فيه فلوس في البيت علشان يكون في أكل؟".. أنا مش معايا فلوس والملاليم اللي بأخدها كل شهر مش بتكفي عيش حاف.. وقتها لم يكن الشهر قد انتهى ولم يكن معي أي نقود لأنفقها على المنزل فنشبت بيينا مشاجرة عنيفة تطاولت خلالها القتيلة علي وقالت لي "انت لو راجل كنت عرفت تصرف على بييتك أنا مش عارفة إيه اللي مصبرني على الذل ده أنا غلطانة إني استحملت كل الفترة دي".. وقتها لم أشعر بنفسي إلا وأنا أضربها بشكل وحشي وأخنقها ولكنني تركتها وهى على قيد الحياة.. عدت فوجدتها جثة والطفلين يبكيان بجوارها.. يصمت: «منها لله خربت بيتنا». وكان النقيب أحمد عبد الجليل، رئيس مباحث قسم شرطة الخانكة، قد تلقى إخطارًا بوفاة المدعوة «هالة،ع»، 58 سنة، ربة منزل. وبتوقيع الكشف الطبي عليها، تبين وجود أعراض «إسفكسيا» الاختناق وزرقة بالشفتين واللسان وأسفل الوجه، كما تبين وجود سحجات متعددة بالرقبة من الأمام والجانبين. وتم تشكيل فريق بحث وبسؤال زوج المتوفاه، أقرر أن الوفاة طبيعية ولم يعلل سببًا للإصابات الموجودة بالجثة، بتضيق الخناق عليه اعترف بارتكاب الواقعة.