أنا النهارده عيد جوازي الثالث، عندي ابني يوسف عنده سنة ونص، وحامل في أول الرابع.. مشكلتي إن زوجي مش بيعرف يعاملني بما يرضي الله، مش عارفة أقول إيه ولا إيه، بس على أتفه الأسباب يضربني، يمسكني من شعري وبالقلم على وشي وأنا حامل! حتى مش مراعي حملي وتعبي بابني الصغير، سليط اللسان، مايعرفش يقول كلمة حلوة أبدا، حتى مش باعرف أفك عن نفسي وأتعصب لو ضايقني، ممنوع أخرّج اللي جوايا، أفضل أكتم أكتم، ده المطلوب مني، أفضل هادية ومبتسمة طول الوقت، وماقولش أبدا إني زعلانة. ماليش الحق زي أي زوجة إنها تزعل من جوزها لو زعّلها، أنا لو اتكلمت في أي شيء مضايقني منه يبقى نهاري أسود، أنا كرهت حياتي، لأني ماعدتش حاسة إن ليّ قيمة، لأنه بيضربني قدام أخوه وأخته الصغيرة وأمه وأبوه، مش بيعمل لي أي احترام قدام أي حد. أنا كمان موظفة، ومرتبي داخلة بيه جمعية علشان أساعده، وبادي له الفلوس، وبامد إيدي له علشان آخد مصروف يومي، حتى وظيفتي ماعادلهاش طعم، علشان مش باطول حاجة. مد إيد.. ولسان سليط بالهزار وبالجد.. وقلة قيمة قدام الناس.. حتى طلباتي مش باعرف أوفرها لنفسي ولا لابني.. أنا باكتب وباعيط، حاسة إني مقهورة، ومش عارفة أفضفض مع حد لأن الكلام جارح أوي. قولوا لي أعمل إيه؟ ماحدش يرضى على بنته أو أخته اللي أنا فيه.. أرجوكم ردوا عليّ.
smona
السلام عليك ورحمة الله وبركاته صديقة "بص وطل" العزيزة، أما بعد.. ماذا يكون ردك صديقتي لو قلت لك ماذا رماك على كل هذا المر؟ إهانة وضرب، وعدم احترام، وأخذ مالك من وظيفتك وليس مسموحا لك بالتعبير عن غضبك، ولا حتى عن رأيك! ماذا صديقتي يجعلك ترضين لنفسك الآن بما يحدث، ثم لأولادك فيما بعد فيك مرة وفيهم مرات؟! وهل صبرك على زوجك الذي هو أمرّ مما يفعله سببه أنك تحبينه والدليل طفل جديد في بطنك وأنت في أول السنة الثالثة زواج، أو مصلحة ابنك التي تقول إن أبا بالمواصفات السيئة التي ذكرت أفضل من لا أب؟! أم السبب أن غلط زوجك لك فيه نصيب على الأقل لأنك لم تكتشفي بتعليمك وثقافتك وحكمتك كيف تقطعين لسانه ويده عنك بقطع الأسباب التي تؤدي به إلى هذا التطاول عليك أمام أهله؟ أو يكون السبب أنك لم تتمكني من أخذ موقف لنفسك يعلّمه كيف يحترمك ولا يكرر ما يفعل أبدا ما دمت لا تستحقين هذا، ولا الموقف يستحق هذا؟ وهل حاولت ألا تستمري في مناقشات مع زوجك دائما تصل للسب والضرب؟ وهل حاولت أن تعبري عن غضبك بالصمت والفعل الذي قد يكون خصاما جميلا فلا يحظى منك على ما اعتاد أن يحظى به وقت السلام والوئام؟ يعني صديقتي المشكلة تتلخص في نقطتين: الأولى: أنك ضروري تكوني طرف في تشجيع هذا الزوج على فعل ما يفعل.. كيف؟! راجعي حياتك ومواقفك مع زوجك لتضعي يدك على الألفاظ التي تحول المناقشات والجدال بين اثنين من الناس لجدال بين واحد من الناس وواحد من الحيوان لا يفهم إلا بالضرب والسب. الثاني: أن زوجك إما عاقل له أسبابه في التطاول عليك، وإما مجنون لا حساب عليه! فإذا كان عاقلا ويفعل ذلك نتيجة شيء منك أو من أي أحد فما رد فعلك بعد هذا التطاول؟ هل تسامحين ويا دار ما دخلك شر! أم تعاتبين ليعرف زوجك أن كرامتك من كرامته وتصفية الحسابات أمام أهله تنقيص من رجولته وإنسانيته، فمن لا يعرف حق زوجته أم أولاده لا يعرف شيئا. الخلاصة صديقتي.. مشكلتك في يدك حلها بطريقين معا: الأولى أن تتفادي حدوث مشكلات تصل إلى هذا النوع من العقاب الذي يترك أثره على الجسد والنفس، حيث يظل ذكرى سيئة في نفسك كلما رأيت شهود هذا العقاب الذي لا مبرر له. الثانية إذا انزلقت المناقشات ووصلت على غير إرادتك لمثل ما يحدث فخذي موقفا يؤكد لزوجك أن للصبر حدود، وأن رب بيته ربك وسيكون معك في كل مكان، وأنك تحاولين كظم غيظك ولكن لسانه ويده مع مسئوليات الزواج والعمل خارج المنزل كثير عليك، وأنك بشر يحب ويغضب، وأنه لا بد لك من فرصة تعبّرين فيها عن غضبك ويفهم ماذا تقولين ويحاول أن يكون معك ولا يكون عليك. كوني صديقتي نفسك فلن يحميك إلا نفسك، ولا تتركين الأمور تتطور حتى يصبح ضربك وإهانتك سمة من سمات حياتك يصعب حلها في يوم من الأيام، لا تتوقف عندك فقط بل تتطور لأولادك.