السلام عليكم يا أحلى موقع.. أنا باشكر الأساتذة كلهم على تعاونهم معي وسماعهم لمشاكلي بسعة صدر. مشكلتي مع خطيبي بسبب عصبيتي.. أنا فعلاً عصبية وباتضايق وباندم على ردود فعلي مع أي حد، وباضطرّ أتأسف لأني بابقى غلطانة. أنا طول فترة خطوبتي أهل خطيبي كويسين جداً وبالأخص أمه؛ فهي تحمل طيبة مش موجودة في زمننا هذا، وله ثلاث أخوات بنات وشابان، وكلهم كبار في السن أكبر مني بكثير وبيحبوني وبيعاملوني كويس، ولما كنا بنتخانق أنا وخطيبي كانوا أول ناس يحلّوا ما بيننا، وييجوا على خطيبي عشاني ويزعلوا أوي عليّ. وبعد آخر مشكلة، الآية انعكست جداً، لقيت طريقتهم اتغيرت معايا، وما بقوش زي الأول، ومش بيسألوا عليّ، وعرفت مؤخراً إنهم أساءوا لي بالألفاظ والشتائم غير الخارجة هم وأبوهم. أنا طبعاً زعلت منهم وما واجهتهمش لحد دلوقتي.. أنا طبيعتي عفوية جداً، ولا أُحاسَب على تصرفاتي للإنسان اللي أحسه قريب مني وبيحبي.. أنا مش باعرف اتصرف مع الناس لأني مش باعرف أبقى حيادية. أنا كنت باتصرف معاهم بكل حب.. فكرت إني أعمل حدود معاهم؛ ولكن كنت أتصرف بعفوية لدرجة ممكن يتقال عليها -سوري في لفظي- عباطة وهبل؛ لأني عفوية جداً، وكنت باهزّر وباضحك. أنا دلوقني مش عارفة أعمل إيه.. عزة نفسي تمنعني إني أبدأ بالكلام معاهم وهم مش بيسألوا عليّ خالص، وعايزة أحط لنفسي خطوط حمراء معاهم لأني مش مرتاحة، وما بقتش أحبهم زي الأول.. مش عارفة بعد الزواج هاتعامل معاهم إزاي. أرجو إفادتكم لي في هذا الموضوع لأني تعبانة جداً، وخطيبي عاوزني أبقى كويسه معاهم؛ بس أنا رافضة إني أبدأ. meroo
صديقتي العزيزة.. لقد اعترفتِ بنفسك أنك كنتِ عصبية، وأن عصبيتك دفعَتْك للخطأ مرات عديدة.. وأيضاً تقولين إن عائلة زوجك طالما أصلحت بينكما، وكانوا لكِ خير أصدقاء ومُساندين؛ ولكن المثل يقول "إن كان حبيبك عسل ما تلحسهوش كله"، وأيضاً قالوا "للصبر حدود"؛ فيبدو لي يا عزيزتي أنك أنهيتِ ما في تلك العائلة من عسل بمشاجراتك الدائمة مع ولدهم وعدمتِ صبرهم عليكِ؛ حتى اندفعوا في اللفظ وأخطئوا في حقك. ولكن.. ألا تسامحيهم وتمدّي يدك للمصالحة وتهدئة النفوس كما فعلوا معك من قبل مراراً؟ ألا يستحقّ خطيبك وحب حياتك أن تقسي قليلاً على عزة نفسك وتعترفين بخطئك الذي قادهم للخطأ وتبدئين معهم صفحة جديدة؟ عزيزتي.. تقول أمي: إن النسب كاللبن يُعَكّره أقل شيء.. وأنت عكّرتِ صفو علاقتك بأهل زوجك بعصبيتك وخناقاتك المتكررة مع ابنهم.. ومهما كانت محبتهم لكِ؛ فمحبتهم لأخيهم أكبر وأعمق. فأنصحك بالعودة للحق، والذهاب إليهم، والكشف عن مكنون قلبك؛ فلا بأس بالعتاب والمكاشفة حين يكون الغرض منها هو الصلح والتقارب.. اشتري هدية واذهبي لهم؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول "تهادوا تحابوا"؛ فالهدية رمز سلام.. وابدئي بالاعتراف بأخطائك وأنك قد وعيتِ لعصبيتك الزائدة وأخطائك، واعتبي عليهم ما قالوا من ألفاظ، وعبّري عن محبتك لهم واعتزازك بهم، ورغبتك في تصفية ما بينكم من خلافات لأنه قد جاء عليكِ الدور لبذل بعض المجهود لتصفية الأجواء. واعلمي أن هناك فرقاً بين عزة النفس والكبر الذي يمنع صاحبه من الاعتذار والرجوع إلى الحق، وكما تعلمين فالرجوع إلى الحق فضيلة, وهم كانوا نِعْم الأصدقاء والعائلة؛ فأصلحي ما أفسدته، وأعتقد أن هذا كفيل بإعادة المياه إلى مجاريها وإن لم يحدث فستكبرين في أعين خطيبك وتزيد غلاوتك في قلبه؛ فلا تتكبري يا عزيزتي؛ فلن يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة كبر، وحاولي إصلاح ما كسرته. هداكِ الله لما فيه الخير لكِ وأسعد أيامك.