بين متاهات الحياة ومتاعب الناس.. قصص وحكايات أغرب من الخيال.. وفيها أيضاً مآس إنسانية وجرائم تدمى القلوب، وتبكى العيون.. فى السطور التالية مأساة جديدة أم قديمة لا يهم، ولكنها تبرز لنا لتحتل مكاناً بين غيرها من الجرائم المأساوية التى تدمى القلوب. مش ندمانة إنى قتلت أمى لأنها كانت مضيقانى فى الراحة والجاية، وكمان زهقتنى ومكانتش بتعاملنى كويس وكانت بتستعر منى، وكأنى مش بنتها، وبكلمات تبحث عن تبرير فعلتها تابعت الابنه القاتلة، أنا مكنتش فى وعيى لما ضربتها، كانت كلمتها بتتردد فى ودنى من معايرة وإهانة ولم أشعر بنفسى إلا وأنا أهشم رأسها بالماسورة بعدما غلى الدم فى عروقى واسودت الدنيا فى عينيى وتوقف عقلى عن التفكير فى ذلك الوقت، فالموت أهون عندى من حياة الذل والبؤس التى أعيشها.. بدأت المتهمة حوارها بتلك الكلمات.. وتابعت قائلة: الحكاية طويلة.. بدأت منذ 4 سنوات.. وقتها كنت فتاة على قدر مناسب من الجمال، ولكن أصبت بمرض البهاق الذى قضى على أغلب ملامحى، ولكن اقتنعت بأنها إرادة الله، ونزلت إلى العمل لأعمل بأحد مصانع البلاستيك، لكى أنسى ما ابتليت به وأنشغل بالعمل، وتتابع وقتها كان كل ما يشغل تفكيرى هو العمل ولا أفكر بأى شىء آخر، ولكن بعد فترة تعرفت على أحد الشباب الذين يعملون معى بالمصنع ويدعى «خالد» واستطاع بمكر الرجال أن يوقعنى فى شباكه وعقدت العزم على الزواج منه، وكنت وقتها يملؤنى الحيرة من إصراره على الارتباط بى رغم مرضى. تصمت قليلاً ثم تضيف بصوت متحشرج أرهقنى كثيراً ظلم أمى لى ازداد فى الآونة الأخيرة لدرجة بت معها أفكر فى الانتحار كثيراً، فهى دائماً ما تميز بينى وبين إخواتى ولا تعاملنى بنفس معاملتهم، وتعطيهم ما لا تعطينى، ومهما عملت لها وساعدتها فى أعمال المنزل، فهى لاتعترف بذلك، وتقول لى أنتى لم تفعلى شيئاً لم ينفع معها شىء، ببساطة أمى تكرهنى، لا تستغربوا أسألها لماذا تكرهينى ماذا فعلت لكى؟ هل تعتقدون أن سؤالى أثر فيها؟ كلا والله لقد أسمعت لو ناديت حياً.. ولكن لا حياة لمن تنادى. وتتابع المتهمة قائلة منذ أن كنت طفلة وهى تسىء معاملتى ولا تعطف على آتى إليها واشتكى لها من بعض زميلاتى فى المدرسة عندما كنت فى المرحلة الابتدائية فتقول لى: أحسن تستاهلى!.. تبكى المتهمة وتختنق بكلماتها قائلة: أنا إنسانة أخطئ وربما أتكاسل فى بعض الأحيان ولكن لست سيئة للدرجة التى تعاملنى بها والدتى، فكرت كثيراً ما الحل لكن كل الأبواب موصدة، وأمى لا ترضى هل أخرج من المنزل؟ أهرب؟ لا أستطيع فألقيت همومى على الذى رفع السماء بلا عمد وكنت أمضى معظم يومى بالمصنع الذى اشتغلت به ولا أذهب إلا على النوم وكان كل ما يشغل والدتى هى «الفلوس» وفى يوم الحادث كانت تعلم بوجود 2000 جنيه معى قمت بتوفيرها من مصروفى لمساعدتها فى تجهيزى وطلبتهم منى بحجة أنها تخشى أن أنفقها فيما لا يجدى نفعاً وقامت بتفتيش دولاب ملابسى، ولكنها لم تعثر عليهم، فتحولت إلى شخص آخر لا ينطق لسانها غير كل ماهو قبيح حتى انها قالت لى إدتيهم ل«خالد» ضحك عليكى واخد فلوسك وعمره ماهيتجوزك ولكنها لم تتوقف عن وصلة الإهانة وتطاولت علىّ بالضرب حتى أفقدتنى السيطرة على نفسى وأعصابى ولم أشعر بنفسى إلا وهى جثة هامدة بين يدى بعد أن أطبقت يداى برقبتها حتى اختنقت وبعد ذلك قمت بتهشيم رأسها بماسورة حديدية لأتخلص منها ومن إهانتها إلى النهاية. كانت قد شهدت مدينة الخانكة جريمة قتل بشعة عندما قامت «فتاة» بخنق أمها وحتى تتأكد أنها فارقت الحياة هشمت رأسها بماسورة حديدية، انتقاماً منها على معاملتها السيئة ومعايرتها بإصابتها بمرض «البهاق» ورفضها ارتباطها بشاب يعمل معها فى مصنع بلاستيك، وبعدها أدعت أن مجهولين اقتحموا الشقة وقتلوا أمها لسرقة بعض المصوغات الذهبية ومبلغ مالى إلا أن رجال المباحث كشفوا جريمتها وألقوا القبض عليها واعترفت لهم بالواقعة. تلقى اللواء محمود يسرى، مدير أمن القليوبية، إخطاراً من مأمور مركز شرطة الخانكة يفيد تلقيه بلاغا من الأهالى بمقتل «خضرة. س»، ربة منزل، داخل شقتها وبانتقال المقدم أحمد الخولى، رئيس مباحث المركز، تبين أن الجثة ملقاة فى الأرض بحجرة النوم ومهشمة الرأس وبسؤال ابنتها «نهى. ز. ن» «19 سنة» ادعت أن مجهولين كسروا باب الشقة واعتدوا عليها بالضرب حتى غابت عن الوعى وبعدما أفاقت وجدت أمها جثة هامدة وغارقة فى الدماء وتبين من التحريات بإشراف العميد أسامة عايش، رئيس مباحث القليوبية، عدم صحة أقوال الابنة، وأنها وراء ارتكاب الجريمة، حيث أكدت التحريات أن المجنى عليها كانت تعامل ابنتها معاملة سيئة وتقوم بمعايرتها بسبب إصابتها بمرض البهاق. وأضافت التحريات، أنه فى يوم الواقعة علمت المجنى عليها أن ابنتها قامت بإعطاء شاب تربطها به علاقة عاطفية ويعمل معها فى مصنع للبلاستيك مبلغ 2000 جنيه تشاجرت معها، فقامت الابنة بخنقها بيدها، وحتى تتأكد من أنها فارقت الحياة تعدت عليها بالضرب بماسورة حديد وهشمت رأسها وأنها ادعت أن مجهولين اقتحموا الشقة لتضليل رجال المباحث وبمواجهتها بما أسفرت عنه التحريات انهارت المتهمة واعترفت بأنها قامت بقتل أمها انتقاما منها على معاملتها السيئة لها. تحرر محضر بالواقعة وبعرضه على النيابة العامة أمرت بحبس الابنة المتهمة أربعة أيام على ذمة التحقيق، ووجهت لها تهمة القتل العمد وصرح بدفن جثة الأم بعد تشريحها لبيان سبب الوفاة برئاسة أحمد عزت وبإشراف المستشار مؤمن سالمان المحامى العام لنيابات شمال القليوبية.