قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في تعليقها على مقتل زعيم حركة "خراسان" محسن الفضلي في سوريا، إنه حتى وإن كانت الولاياتالمتحدة قد حولَت تركيزها في السنة الماضية لمكافحة تنظيم "داعش"، فإن مسؤولي أجهزة الاستخبارات يقولون إن جماعة "خراسان" قد برزت باعتبارها خلية إرهابية تعتزم استهداف الولاياتالمتحدة وحلفائها في الغرب بعمليات منظمة. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت، أمس الثلاثاء، عن مقتل محسن الفضلي، أحد عناصر تنظيم القاعدة وزعيم حركة "خراسان" في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار، هذا الشهر في سوريا. وأوضح ديفيس المتحدث باسم البنتاجون، أن الفضلي قتل يوم 8 يوليو في أثناء سفره بالسيارة بالقرب من مدينة سرمدا في شمال غرب سوريا. وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية "أن الفضلي، القيادي البارز في تنظيم "القاعدة"، كان قريبًا جدًا من زعيم التنظيم السابق أسامة بن لادن، كما أنه كان من ضمن مجموعة صغيرة كانت تعلم بأمر هجمات 11 سبتمبر قبل تنفيذها." وأشار الصحيفة إلى أن هناك معلومات قليلة عن جماعة "خراسان"، التي يقول عنها المسؤولين الأمريكيين أنها تتكون من حوالي عشرين عنصرًا مخضرمًا من تنظيم القاعدة في منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا وشمال أفريقيا، والذين تم إرسالهم إلى سوريا من قبل أيمن الظواهري، زعيم التنظيم في باكستان. "نيويورك تايمز" نقلت عن بروس ريدل، وهو ضابط سابق في وكالة المخابرات الأمريكية المركزية وزميل معهد بروكينجز لدراسات الشرق الأوسط، قوله إن "مقتل الفضلي يعتبر ضربة قوية لقيادات تنظيم القاعدة الإرهابي". ولفت إلى أن "أيمن الظواهري شكل جماعة خراسان للجمع بين أفضل عناصر تنظيم القاعدة في سوريا لاستهداف الغرب، والآن زعيمهم على ما يبدو ميتًا". الصحيفة الأمريكية قالت إنه على عكس "داعش" والجماعات الجهادية الأخرى التي ظهرت على الساحة في السنوات الأخيرة، فإن جماعة الفضلي، 34 عامًا، تجنبت الأضواء، مشيرة إلى أنها لا يصدر عنها مجلات على الإنترنت، كما أنها لا تتباهى بعملياتها على تويتر. من جانبه، أوضح ماثيو أولسن، المدير السابق للمركز القومي لمكافحة الإرهاب أنه "في حين أن الخطر الذي تشكله الجماعة سوف تستمر، فإن خسارة قيادة وخبرة الفضلي تعتبر انتكاسة حقيقية لهم". وكانت الولاياتالمتحدة قد استهدفت جماعة "خراسان"، بصفة دورية، كجزء من الحملة الجوية في سوريا، وبدأت بثماني ضربات في سبتمبر الماضي. "نيويورك تايمز" قالت إن قلة المعلومات حول الجماعة يجعل من الصعب التوصل إلى استنتاجات مؤكدة حول أهدافها النهائية. فيما يعتقد مسؤولون من المخابرات وخبراء الإرهاب "أن الجماعة، على الرغم من أن مقرها في سوريا، فإنها تتبع في النهاية الظواهري والقيادة المركزية لتنظيم القاعدة في باكستان".