قال مسؤولون أمريكيون، إنه بينما ينصب أغلب الاهتمام في الوقت الراهن، على تنظيم "داعش"، هناك جماعة من المتطرفين، عبارة عن خليط من الجهاديين القساة من أفغانستان واليمن وسوريا وأوروبا، تشكل تهديدًا مباشرًا ومستمرًا بشكل أكبر للولايات المتحدة، وهذه الجماعة تعمل مع صناع القنابل اليمنيين، لاستهداف الطيران الأمريكي. وفي سوريا هناك خلية تعرف باسم تنظيم "خراسان"، وهو من كوادر مقاتلي تنظيم القاعدة المخضرمين من أفغانستانوباكستان الذين سافروا إلى سوريا للانضمام إلى "جبهة النصرة"، فرع القاعدة هناك. وقال المسؤولون الأمريكيون: إن مسلحي "خراسان"، لم يذهبوا إلى سوريا لقتال حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بشكل رئيسي، إنما أرسلهم زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري لتجنيد أوروبيين وأمريكيين، تسمح لهم جوازات سفرهم بركوب طائرات أمريكية بتدقيق أقل من قبل المسؤولين الأمنيين. وبحسب تقديرات استخباراتية أمريكية سرية، أن مسلحي "خراسان" يعملون مع صناع قنابل من فرع القاعدة في اليمن، وذلك لاختبار طرق جديدة لتمرير متفجرات من أمن المطارات. والخوف يكمن في أن يعطي مسلحي "خراسان" هذه المتفجرات المتقدمة للمجندين الغربيين الذين قد يتمكنوا من التسلل للرحلات الجوية المتجهة إلى الولاياتالمتحدة. وكانت إدارة أوباما، قالت إن تنظيم "داعش"، الذي استهدفته الولاياتالمتحدة بأكثر من 150 غارة، لا يشكل تهديدًا وشيكًا للولايات المتحدة. ويعتبر تنظيم خراسان، الذي لم تستهدفه الغارات الأمريكية، تهديدًا أكثر إلحاحًا. وأشار المسؤولون الأمريكيون، إلى أنه بسبب المعلومات الاستخباراتية عن التعاون فيما بين تنظيم خراسان وصناع القنابل في قاعدة اليمن والمتشددين الغربيين، فإن إدارة أمن النقل قررت في يوليو حظر نقل الهواتف الجوالة وأجهزة الحاسب المحمولة غير المشحونة على الرحلات المتجهة إلى الولاياتالمتحدة والقادمة من أوروبا والشرق الأوسط. وتظهر خطة تنظيم "خراسان" مع فرع القاعدة في اليمن، أنه على الرغم من الدمار الذي سببته سنوات من ضربات الطائرات بدون طيار لقيادة القاعدة في باكستان، إلا أن التنظيم لازال قادرًا على تهديد الغرب. وجددت القاعدة شبابها في العام الماضي، مع نمو أفرعها قوة وعددًا، كما أنها تعززت بطوفان من المتشددين الغربيين الذين وجدوا مأوى إرهابيًا جديدًا وآمنًا خلقته الحرب الأهلية السورية. من جانبه، قال نيكولاس راسموسن، نائب مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب للجنة من مجلس الشيوخ: "تظهر جهود التنظيم المتكررة لإخفاء عبوات ناسفة لتدمير طائرة، سعيه المستمر لشن هجمات عالية المستوى ضد الغرب، ووعيه المتزايد لإجراءات الأمن الغربية وجهوده للتكيف مع هذه الإجراءات التي نتبناها". وكشف جيمس كلابر، مدير الاستخبارات الوطنية، خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ في يناير، أن تنظيمًا من مسلحي القاعدة الأساسيين من أفغانستانوباكستان كانوا يخططون لهجمات ضد الغرب في سوريا.