تستعد المعارضة البحريبنة وعلى رأسها جمعية الوفاق، إلى تنظيم تحرك كبير في الشارع يوم الجمعة المقبل، ودعا ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير إلى التأهب لإضراب الكرامة والنزول التاريخي إلى الشوارع والساحات يوم 14 فبراير، الذي يصادف الذكرى الثانية لانطلاق الاحتجاجات التي بدأت في 14 من شهر فبراير 2011 والهادفة إلى فرض تغييرات سياسية وديمقراطية. يستعد معارضو الحكم في البحرين لمحاولة التصعيد في الشارع مجددا بمناسبة الذكرى الثانية للاحتجاجات التي انطلقت في 14 فبراير 2011، بالرغم من انطلاق حوار وطني هش يهدف الى الحد من الاحتقان. ودعا ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الذي يديره مجهولون عبر وسائل التواصل الاجتماعي والذي بات يتمتع بتأثير كبير على جمهور المعارضة، الى العودة خصوصا الى دوار اللؤلؤة الذي شكل قبل سنتين معقلا للاحتجاجات التي وضعت لها السلطات حدا بالقوة بعد شهر من انطلاقها. وطلب الائتلاف من انصاره رفع صيحات التكبير في كافة مدن البحرين وبلداتها في الساعة العاشرة مساء ليلتي الاربعاء والخميس تأهبا لإضراب الكرامة والنزول التاريخي الى الشوارع والساحات يوم 14 فبراير، والزحف الهادر يوم الجمعة الموافق 15 فبراير لميدان الشهداء. وميدان الشهداء هو الاسم الذي يطلقه المعارضون على دوار اللؤلؤة الى جرفته السلطات وحولته الى تقاطع اطلقت عليه اسم تقاطع الفاروق. ومنطقة الدوار السابق باتت قلعة امنية مغلقة تحكم السلطات السيطرة على مداخلها. واكد حساب الائتلاف على موقع فيسبوك ان «الزخم الثوري يتصاعد في مدن البحرين وبلداتها مع اقتراب الاستحقاق التاريخي، نازلين يا ميدان الشهداء». بدورها، تستعد المعارضة السياسية وعلى راسها جمعية الوفاق الى تنظيم تحرك كبير في الشارع في هذه المناسبة اذ دعت لتظاهرة كبيرة يوم الجمعة، مع العلم انها تنظم احتجاجات يومية منذ مطلع فبراير. وقالت المتحدثة باسم الحكومة البحرينية ووزيرة الاعلام سميرة رجب لوكالة فرانس برس «نتوقع للاسف تصعيدا في الشارع، وهذا قيل علنا، باهداف متناسقة بين الحوار والشارع» مشيرة خصوصا الى وجود «تعمد للتصعيد ولاسقاط ضحايا للضغط على الحوار». واضافت «كل همنا حاليا ان يكون الحوار حوارا جادا وتوافقيا بشكل عادل ومنصف لكي لا نصل الى ازمة جديدة». وانطلقت الاحد في منتجع صحراوي بجنوب المملكة الخليجية الصغيرة جولة جديدة من الحوار الوطني للخروج الازمة، وسط تباعد كبير في المواقف وتهديد مستمر من المعارضة بالانسحاب. فالمعارضة السياسية التي تقودها جمعية الوفاق الشيعية والمطالبة باصلاحات ديموقراطية جذرية مع الابقاء على ملكية دستورية، تجد نفسها بين حكومة لم تقدم الكثير من التنازلات وشارع ما انفك يتشدد. ومساء الاثنين كما في مساء معظم الايام، نزل محتجون ملثمون الى شارع البديع الذي يربط بين عدة قرى شيعية قريبة من المنامة، واحرقوا مستوعبات القمامة واغلقوا الطريق الى ان تدخلت السلطات لتفتحها بالقوة. والمعارضة مقسومة بين تيار اكبر يتظاهر بشكل منظم بعد الظهر ويطالب بالاصلاح الديموقراطي، وآخر متشدد ينزل الى الشوارع في الليل ويدخل في مواجهات مع الشرطة رافعا شعارا واحدا هو اسقاط النظام وحكم اسرة ال خليفة السنية. وفي تعليق على هذه الصورة، قال الامين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان لوكالة فرانس برس «هناك كثير من الناس تعتقد ان النظام غير جاد في الحوار ونحن نشاركهم في جزء من هذا الشعور». واضاف «هم محبطون من هذا الحوار ومن الاداء الرسمي وبالتالي يبتعدون وتنتشر بينهم مطالب اكثر تمسكا باسقاط النظام وهذا طبيعي، وهذا يقلل من قدرتنا على تسويق اي اتفاق على الشارع اذا كنا نحن غير مقتنعين بهذا الاتفاق». وبحسب سلمان فان «السلطة لم تقدم اي بادرة حسن نية ، بالعكس الاعتقالات والمحاكمات مستمرة والتضييق على الحريات مستمر والتحريض في الصحف على المعارضة مستمر». واشار سلمان الى وجود 1800 معتقل في البحرين على خلفية تتعلق بالاحتجاجات، وهو رقم تنفيه سميرة رجب قطعا. من جانها، قالت رجب انه «لا يمكن تسطيح الحالة البحرينية برؤية سطحية بان هناك ثورة وان هناك شعب يريد الاصلاح». وبحسب رجب، وهي نفسها شيعية، فان حركة المعارضة لم تنجح في 2011 «لانها كانت حركة طائفية بحتة» معتبرة ان «من يريد الاصلاح هناك وسائل كثيرة للحصول على المطالب ليس بالعنف والمطالبة بالثار التاريخي والقول يا لثارات الحسين وهيهات منا الذلة او التحريض على الطوائف الاخرى". واضافت «كل المطالب مشروع المطالبة بها لكن كيف ستتحقق ان وضعتها في اطار طائفي، ستقف الطوائف الاخرى ضدها» مؤكدة ان البحرين بالرغم من شح مواردها الطبيعية هي دولة رفاه للجميع. وترى رجب ان حركة الاحتجاجات التي يقودها الشيعة هي «نتيجة ثقافة تم زرعها وتنميتها مع الثورة في ايران ... جيل من الشباب وجهت ثقافتهم باتجاه المظلومية وعقدة الاضطهاد ضمن سياسة مبرمجة في اطار تصدير الثورة». اما الشيخ علي سلمان فيؤكد ان الاحتجاجات هي ضد «الديكتاتورية المتجذرة ودولة القبيلة وامتيازات اعضاء الاسرة الحاكمة، ومع المواطنة والمساواة».