بطريرك السريان يزور الكردينال جان مارك رئيس أساقفة أبرشية مرسيليا    دليلك الكامل ل بطاقة الخدمات المتكاملة 2024.. الاستعلام وشروط التسجيل والأوراق والمزايا    محافظ الغربية: ذبح 172 أضحية بالمجازر في ثالث أيام عيد الأضحى    البحيرة: وصول 103 آلاف شجرة بالمرحلة الثانية ل "المبادرة الرئاسية"    «المنشاوي» يشيد بالعمل المتواصل بجامعة أسيوط من أجل بيئة أفضل    البيت الأبيض: بايدن لديه خطة قوية لخفض العجز في الموازنة    روسيا: نتعامل بشكل جدي مع تغيير عقيدتنا النووية    بلينكن: الدبلوماسية المصرية والقطرية تسعى لتقريب وجهات النظر مع حماس حول الهدنة    عاجل.. خبير تحكيمي يحسم جدل قرار إلغاء هدف الأهلي أمام الاتحاد    إنقاذ 61 حالة من الغرق وتسليم 87 طفلا تائها إلى ذويهم برأس البر    «البيئة»: إتمام عملية الدفن الآمن للحوت النافق بالبحر المتوسط    مساعد وزير الداخلية الأسبق: الجرائم تكتمل بمجني عليه «جاهل طماع» ومتهم «ذكي محتال»    علي صبحي: «كوري» متميز وله تفاصيله الخاصة    الأمم المتحدة: نعانى فى إدخال المساعدات من معبر كرم أبو سالم    تفاصيل أكبر حفل جماهيري لتامر حسني في عيد الأضحى 2024 (صور)    ⁠توافد كبير على المتاحف خلال العيد    طريقة عمل الكبدة البانيه بالردة في المنزل مثل المطاعم    بيت الزكاة والصدقات يستعد لتوزيع 300 طن لحوم على المستحقين غدا    البرتغال ضد التشيك.. رونالدو يقود برازيل أوروبا بالتشكيل الرسمى فى يورو 2024    «ري كفر الشيخ»: متابعة مناسيب المياه بالترع والمصارف على مدار الساعة    عاجل.. إيقاف قيد الزمالك رسميا    دليلك الكامل للالتحاق ب مدارس التمريض 2024.. شروط التسجيل والأوراق المطلوبة والمزايا    دار الإفتاء عن حكم التعجل في رمي الجمرات خلال يومين: جائز شرعا    الصحة: ترشيح 8 آلاف و481 عضو مهن طبية للدراسات العليا بالجامعات    لسهرة مميزة في العيد، حلويات سريعة التحضير قدميها لأسرتك    عودة الاقتصاد المصرى إلى مسار أكثر استقرارا فى عدد اليوم السابع غدا    «دعم اجتماعي ومبادرات خيرية» كيف غيّرت قصة بائع غزل البنات من حياته؟    13 ذو الحجة.. جدول المصحف المرتل بإذاعة القرآن الكريم غدا    أخبار الأهلي : تصنيف "فيفا" الجديد ل منتخب مصر يفاجئ حسام حسن    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج إنتاج وتكنولوجيا القطن بزراعة سابا باشا جامعة الإسكندرية    مطران مطاي يهنئ رئيس مدينة سمالوط بعيد الأضحى    إسماعيل فرغلي يكشف عن تفاصيل إصابته بالسرطان    "تخاذل من التحكيم".. نبيل الحلفاوي يعلق على أزمة ركلة جزاء الزمالك أمام المصري    جدول مباريات ريال مدريد بالكامل فى الدورى الإسبانى 2024-2025    مصرع 13 شخصا بسبب الفيضانات فى السلفادور وجواتيمالا    الجارديان: حل مجلس الحرب سيدفع نتنياهو لمواجهة الفشل وحده    «البيئة» توضح تفاصيل العثور على حوت نافق بالساحل الشمالي    «الصحة» تقدم نصائح لتجنب زيادة الوزن في عطلة عيد الأضحى    هل يؤاخذ الإنسان على الأفكار والهواجس السلبية التي تخطر بباله؟    مجدي يعقوب يشيد بمشروع التأمين الصحي الشامل ويوجه رسالة للرئيس السيسي    تفاصيل جديدة في واقعة وفاة الطيار المصري حسن عدس خلال رحلة للسعودية    تنسيق الأزهر 2025.. ما هي الكليات التي يتطلب الالتحاق بها عقد اختبارات قدرات؟    الجثمان مفقود.. غرق شاب في مياه البحر بالكيلو 21 بالإسكندرية    شد الحبل وكراسى موسيقية وبالونات.. مراكز شباب الأقصر تبهج الأطفال فى العيد.. صور    خبير سياحي: الدولة وفرت الخدمات بالمحميات الطبيعية استعدادا لاستقبال الزوار    الصحة: فحص 14 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة والاعتلال الكلوي    دعاء الخروج من مكة والتوجه إلى منى.. «اللهم إياك أرجو ولك أدعو»    البحيرة تنظم رحلات نيلية وكرنفالات وعروض فنية احتفالا بعيد الأضحى    دار الإفتاء: ترك مخلفات الذبح في الشوارع حرام شرعًا    الاتحاد الأوروبي والصين يعقدان الحوار ال39 بشأن حقوق الإنسان والعلاقات المشتركة    الحرس القديم سلاح البرتغال في يورو 2024    "سويلم" يوجه باتخاذ الإجراءات اللازمة للاطمئنان على حالة الري خلال عيد الأضحى    هل يجوز للزوجة المشاركة في ثمن الأضحية؟ دار الإفتاء تحسم الأمر    عبد الله غلوش: «إفيهات» الزعيم عادل إمام لا تفقد جاذبيتها رغم مرور الزمن    مدرب بلجيكا: لم نقصر ضد سلوفاكيا ولو سجلنا لاختلف الحديث تماما    تعرف على حكام مباراة الاتحاد والأهلي    العثور على جثة شخص بجوار حوض صرف صحى فى قنا    مصرع شخص وإصابة 5 فى حادث تصادم بالدقهلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبارك وسوزان على شاشة الواقع!! طارق الشناوي
نشر في التحرير يوم 14 - 01 - 2013

هل نستطيع أن نعزل الشريط المرئى عما يجرى على أرض الواقع. العمل الدرامى لا يقدم فقط الحقيقة ولكنه يخاطب جمهورا لديه قناعات ومواقف مسبقة، لا أعتقد أن التوقيت الآن ملائم نفسيا أو موضوعيا. الأحداث تتلاحق ولا يمكن أن تعثر على خط ثابت لتبنى من خلاله موقفا دراميا. إجبار مبارك مثلا على التنحى كان من الممكن أن يتحول إلى ذروة، إلا أن ما تلاها من أحداث جعل حتى الفضائيات التى تُقدم الخبر الطازج لحظة بلحظة غير قادرة على الملاحقة بعد أن خُلقت ذُرَى أخرى، الناس لم تعثر على الخط النفسى الفاصل، هل يتوقف المؤلف الدرامى عند هتاف «يسقط مبارك»، أم ينتقل إلى «يسقط حكم العسكر»، أم إلى «يسقط حكم المرشد»، أم ينتظر هتافا آخر.
كيف نُطل على الحدث بينما الصورة تتغير، صحيح لن يُصبح أىٌّ من هؤلاء بطلا ضحَّى بالكرسى لإنقاذ شعبه، فكلهم جناة امتصوا مقدرات شعوبهم، ولكن تفاصيل الصورة قابلة للتغيير تبعا لما تُسفر عنه المحاكمات الدائرة الآن وأيضا الواقع الذى تحياه الشعوب بعد خيبة أملها فى ثورات الربيع.
قبل أسابيع قليلة من الثورة كان جهاز السينما التابع لوزارة الإعلام يعد فيلم «الضربة الجوية» يكتبه عاطف بشاى ويخرجه على عبد الخالق وبطولة أحمد شاكر. بالتأكيد كان الفيلم يمجّد مبارك فالكل كان يردد أن حرب أكتوبر تساوى الضربة الجوية وأن الضربة تساوى مبارك، لم يكن الأمر متعلقا فقط بسلاح له كل التقدير والاحترام ولكن قائد سلاح أراد أن يستحوذ بمفرده على الانتصار. كانت قبضة الدولة تسمح لها بفرض هذا العمل والمؤكد أنه كان سيواجَه برفض جماهيرى رغم نفاق متوقَّع من الدائرة الإعلامية والثقافية الرسمية تعوّدنا على مؤازرتها كل ما يصدر عن السلطة الحاكمة. مشاعر الناس تغيرت 180 درجة تجاه مَن صنع من نفسه بطلا منفردا لانتصار أكتوبر إلا أنها ترى الحاضر بعد الإطاحة به وهو ينذر بالعديد من المخاطر القادمة بينما هذا الطائر الذى أطلقوا عليه النهضة لا يزال محلقا ونسمع نعيقه.
ليس لدينا كادر وصورة ثابتة نستطيع أن نبنى من خلالها رؤية لعمل فنى متكامل. تقديم فيلم أو مسلسل عن الثورة بتفاصيلها مغامرة غير مأمونة العواقب، هناك العديد من التفاصيل لا يمكن ببساطة كشفها، مَن هو مبارك؟ بالتأكيد ليس الذى رسمت أجهزة الإعلام صورته «اخترناه اخترناه واحنا معاه لماشاء الله». الناس هل تتقبل مبارك المدان أم القابع الآن فى المستشفى أم الذى لا يزال ينتظر ما يسفر عنه موقفه القانونى؟ الثورة لم تنته والناس التى تعلقت أحلامها البسيطة بالكثير من الآمال تبددت على واقع ينبئ بكثير من السحب السوداء. لسنا بصدد ثورة 23 يوليو التى أنجبت مثلا «رُدّ قلبى» وتوابعه «أنت من الأحرار يا على» و«الأميرة إنجى» و«السفرجى إدريس» و«الجناينى حسين رياض» الذى فقد النطق ثم هتف مع نهاية الأحداث تحيا مصر. المصريون على أرض الواقع صاروا منقسمين لا يرددون تحيا مصر، بل نداء «يسقط» لا يزال يسكن الحناجر والقلوب.
ربما يعتقد البعض أنه من الممكن أن يقدم دراميًّا مبارك والفساد والتوريث قضايا لا شك ساخنة، مَن يريد أن يدافع عنه يقول إنه آخر من يعلم خصوصا أن الحكم ضد مبارك ليس نهائيا وليس مستبعدا أن يحصل على براءة من تهمة قتل المتظاهرين وربما لا تتمكن جهات التحقيق من إثبات عشرات من قضايا الفساد وقد تتجه شحنات الغضب إلى كل من سوزان وجمال ويخرج علاء منها باعتباره لم يكن لديه طموحا سياسيا مثل أخيه.
الشاشة الدرامية ليست منعزلة عما يجرى فى الشارع ولا يجوز أن يتصور أحد أن الشخصيات الدرامية هى ملك لصاحبها لأنها ليست خيالا محضًا فكل منّا لديه صورة ذهنية ولديه أيضا قناعاته.
أنا شخصيا لا يمكن أن أصدق عملا فنيا يقول إن مبارك لم يكن يسعى لكى يسلم مفتاح مصر لابنه، جميع أفراد الأسرة والدائرة القريبة كانوا يمهدون لساعة الصفر.
عمل درامى يقدَّم بعد عامين من الثورة سوف يخرج مبتسَرًا لأن الحقيقة لم تكتمل والوثائق لم تعلَن والصورة حتى الآن تتشكل على شاشة الواقع.. فلا وقت للدراما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.