أسعار الخضروات في سوق العبور للجملة اليوم الأحد 11 مايو    السيطرة على حرائق المستودعات النفطية في بورتسودان    بعد وقف إطلاق النار.. ترامب: أمريكا ستزيد التبادل التجاري مع الهند وباكستان    الرئيس الأمريكى يُشيد بالمحادثات التى جرت بين بلاده والصين فى سويسرا    برشلونة يستضيف ريال مدريد في كلاسيكو الأرض    أخبار مصر: حظر تشغيل الموظف أكثر من 8 ساعات، ذروة الموجة الحارة اليوم، أولمرت: غزة فلسطينية، نجل فنان شهير يدهس موظفا بسيارته    اليوم.. نظر محاكمة المتهمين بقضية خلية النزهة الإرهابية    مواعيد عرض مسلسل أمي على منصة شاهد    هل تصح طهارة وصلاة العامل في محطة البنزين؟.. دار الإفتاء تجيب    استقالة مستشار الأمن القومى السويدى بعد يوم من تعيينه بسبب صور فاضحة    مع استئناف جلسات «قانون الايجار القديم»: خبير عقاري يشرح فوائد إعادة فتح الشقق المغلقة    تشكيل ريال مدريد المتوقع ضد برشلونة اليوم في الليجا    حظك اليوم الأحد 11 مايو وتوقعات الأبراج    تشكيل ليفربول المتوقع ضد آرسنال اليوم.. موقف محمد صلاح    هل للعصر سنة؟.. داعية يفاجئ الجميع    لأول مرة.. نانسي عجرم تلتقي جمهورها في إندونيسيا 5 نوفمبر المقبل    أسعار الذهب اليوم الأحد 11 مايو في بداية التعاملات    اليوم.. انطلاق التقييمات المبدئية لطلاب الصفين الأول والثاني الابتدائي    صنع الله إبراهيم يمر بأزمة صحية.. والمثقفون يطالبون برعاية عاجلة    سعر الذهب في مصر اليوم الأحد 11-5-2025 مع بداية التعاملات    إخلاء سبيل ضحية النمر المفترس بالسيرك بطنطا في بلاغ تعرضه للسرقة    الدوري الفرنسي.. مارسيليا وموناكو يتأهلان إلى دوري أبطال أوروبا    بالتردد.. تعرف على مواعيد وقنوات عرض مسلسل «المدينة البعيدة» الحلقة 25    في ظل ذروة الموجة الحارة.. أهم 10 نصائح صحية للوقاية من ضربات الشمس    سعر الموز والخوخ والفاكهة بالأسواق اليوم الأحد 11 مايو 2025    «جودة الحياة» على طاولة النقاش في ملتقى شباب المحافظات الحدودية بدمياط    هاني رمزي: من المبكر تقييم النحاس مع الأهلي.. وأتوقع فوز بيراميدز على الزمالك    تامر أمين بعد انخفاض عددها بشكل كبير: الحمير راحت فين؟ (فيديو)    ما شروط وجوب الحج؟.. مركز الأزهر للفتوى يوضح    وزيرة التضامن: خروج 3 ملايين أسرة من الدعم لتحسن أوضاعهم المعيشية    بوتين: أوكرانيا حاولت ترهيب القادة القادمين لموسكو لحضور احتفالات يوم النصر    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الأحد 11 مايو 2025    انطلاق النسخة الثانية من دوري الشركات بمشاركة 24 فريقًا باستاد القاهرة الدولي    "التعليم": تنفيذ برامج تنمية مهارات القراءة والكتابة خلال الفترة الصيفية    الأرصاد تكشف موعد انخفاض الموجة الحارة    كارثة منتصف الليل كادت تلتهم "مصر الجديدة".. والحماية المدنية تنقذ الموقف في اللحظات الأخيرة    إخلاء عقار من 5 طوابق فى طوخ بعد ظهور شروخ وتصدعات    إصابة شاب صدمه قطار فى أبو تشت بقنا    سامي قمصان: احتويت المشاكل في الأهلي.. وهذا اللاعب قصر بحق نفسه    إنتهاء أزمة البحارة العالقين المصريين قبالة الشارقة..الإمارات ترفض الحل لشهور: أين هيبة السيسى ؟    وزير الصحة: 215 مليار جنيه لتطوير 1255 مشروعًا بالقطاع الصحي في 8 سنوات    رسميًا.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي وطريقة استخراجها مستعجل من المنزل    مصابون فلسطينيون في قصف للاحتلال استهدف منزلا شمال غزة    المركز الليبي للاستشعار عن بعد: هزة أرضية بقوة 4.1 درجة بمنطقة البحر المتوسط    «التعاون الخليجي» يرحب باتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان    حكام مباريات الأحد في الجولة السادسة من المرحلة النهائية للدوري المصري    محافظة سوهاج تكشف حقيقة تعيين سائق نائباً لرئيس مركز    ضع راحتك في المقدمة وابتعد عن العشوائية.. حظ برج الجدي اليوم 11 مايو    وزيرة التضامن ترد على مقولة «الحكومة مش شايفانا»: لدينا قاعدة بيانات تضم 17 مليون أسرة    في أهمية صناعة الناخب ومحاولة إنتاجه من أجل استقرار واستمرار الوطن    أمانة العضوية المركزية ب"مستقبل وطن" تعقد اجتماعا تنظيميا مع أمنائها في المحافظات وتكرم 8 حققت المستهدف التنظيمي    «أتمنى تدريب بيراميدز».. تصريحات نارية من بيسيرو بعد رحيله عن الزمالك    خالد الغندور: مباراة مودرن سبورت تحسم مصير تامر مصطفى مع الإسماعيلي    أبرزها الإجهاد والتوتر في بيئة العمل.. أسباب زيادة أمراض القلب والذبحة الصدرية عند الشباب    تبدأ قبلها بأسابيع وتجاهلها يقلل فرص نجاتك.. علامات مبكرة ل الأزمة القلبية (انتبه لها!)    منها «الشيكولاتة ومخلل الكرنب».. 6 أطعمة سيئة مفيدة للأمعاء    رئيس جامعة الأزهر: السعي بين الصفا والمروة فريضة راسخة    وقفة عرفات.. موعد عيد الأضحى المبارك 2025 فلكيًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثورات نبيلة.. وأفلام وطنية تحصيل حاصل!
طارق الشناوي يكتب:
نشر في صوت الأمة يوم 04 - 06 - 2011

· هناك مساحة تتسع أو تضيق بين قيمة الحدث الوطني و أسلوب التعبير.. ليس بالضرورة أن الأحداث العظيمة تخلق مباشرة إبداعاً عظيماً
· استمعنا إلي العديد من الأصوات الغاضبة التي سبقت عرض الفيلم بأكثر من أسبوعين ووصلت نيران الاحتجاج إلي «كان»
· «عمرو واكد» شارك في بطولة الفيلم الذي أخرجه «مروان حامد» وأصدر بياناً يشجب فيه المتسلقين
· هل كان ضيق الوقت السبب في ضعف مستوي أغلب الأفلام أم أن خيال المبدعين كان قاصراً ؟ مع الأسف الثانية
بعد الثورة انطلقت أحلامنا في غد أفضل سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً وفنياً وحتي الآن لا نزال ننتظر إشراقة الغد!!
صعدت السينما المصرية مرتين أثناء انعقاد مهرجان "كان" علي السجادة الحمراء واحدة لفيلم "18 يوم" والثانية لفيلم "صرخة نملة".. ارتدي الفنانون الإسموكن والنجمات ملابس السهرة ولوح المصريون للجماهير المحتشدة أمام قاعة لوميير.. لا أتصور أن هناك من اهتم من تلك الجموع الغفيرة بما يحدث، حيث لم يقل المذيع الفرنسي علي منصة المهرجان شيئاً متعلقاً بالثورة المصرية أو الأفلام المشاركة باسم مصر ولا حتي استمعنا إلي موسيقي لأغنية وطنية ارتبطت بالثورة
الكل لوح بعلامة النصر إلا أنني لا أعتقد أن الآلاف الذين تواجدوا علي مقربة من قصر المهرجان لرؤية النجوم العالميين وهم يصعدون السلم قد عثروا علي شيء مشترك بين ما يشاهدوه أمامهم والثورة المصرية ربما اعتقدوا أن هؤلاء الصاعدين علي السلالم من الجماهير العادية الحريصين علي مشاهدة الفيلم الأجنبي الذي كان سيعرض بعدها بدقائق لأن لا الفيلمين المصريين ولا الفيلم التسجيلي التونسي الذي شارك رسمياً في المهرجان في إطار تكريم الثورة التونسية لعرض أي من الفيلمين في قاعة لوميير الكبري بل جاءت العروض في صالات أقل اتساعاً.. لم نشعر بأن هناك حفاوة خاصة من الجماهير أمام قصر المهرجان هذا إذا استثنينا بالطبع المصورين والصحفيين العرب الذين يتابعون من قبل عقد "كان" تفاصيل تكريم المهرجان لثورتي مصر وتونس!!
إننا بصدد حالة سياسية ولا يمكن اعتبارها أبداً حالة إبداعية.. ضاقت المسافة بين السياسة والإبداع الفني في الدورة الأخيرة من مهرجان "كان" حيث تم اختيار مصر كضيف شرف لأول مرة لأسباب سياسية وتم الاحتفاء بتونس الثورة وليست تونس السينما لنفس الأسباب وذلك لأن الثورات العربية انطلقت من تونس أولاً.. هناك ولا شك مساحة تتسع أو تضيق بين قيمة الحدث الوطني الذي تعيشه البلد وبين أسلوب التعبير عن هذا الحدث ليس بالضرورة أن الأحداث العظيمة في حياة الأمم تخلق مباشرة إبداعاً عظيماً.. في النصف الثاني من فعاليات مهرجان "كان"جاء موعدنا مع الأفلام العربية التي تناولت الثورتين المصرية والتونسية.. عرض الفيلم التسجيلي التونسي الطويل "لا خوف بعد اليوم" لم يحمل الفيلم سوي تكرار ممل لدوافع الثورة العظيمة التي فجرها الشباب التونسي لتتحول إلي ثورات مضيئة تنتقل إلي عالمنا العربي محملة بعطر ثورة الياسمين.. بل إن النداءات التي رأيناها تتكرر في كل الثورات العربية انطلقت أولاً من تونس مثل سلمية والشعب يريد إسقاط النظام وأرحل كما أن أسلوب الشرطة في قهر الناس بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي والضرب والسحل تتكرر.. أكثر من ذلك فإن محاولة الالتفاف التي مارسها بن علي ثم مبارك علي مطالب الجماهير وأسلوب الاستعطاف الذي لجأ إليه الاثنان في محاولة أخيرة لكسب رضاء الناس كل ذلك رأيناه مع كل رئيس عربي تهدده الشعوب بالرحيل فيبدأ علي الفور في استعطافها وكسب ودها بالتأكيد علي أنه تفهم لمطالبها.. الغريب أن الفيلم التونسي التسجيلي الطويل الذي أخرجه مراد الشيخ «لاخوف بعد اليوم» لم يستطع الاقتراب من روح الثورة التونسية النبيلة، بل كان بناؤه الفني أقرب إلي "ريبورتاج" تليفزيوني وأغلب الأفلام القصيرة المصرية التي اشتركت في تلك الاحتفالية تحت اسم «18يوما» رأيت فيها أيضاً نفس المأزق وهي أنها لم ترق إلي مستوي الحدث العظيم بل أتصورها لعبت دوراً عكسياً حيث أنها سرقت الكثير من أحاسيس البهجة التي عشناها جميعاً أثناء الثورة!!
الاختلاف الوحيد بين ما حدث في مصر وتونس هو أنهم في تونس لم يعترض أحد علي اختيار الفيلم التسجيلي الطويل التونسي للعرض في «كان»، بينما في مصر استمعنا إلي العديد من الأصوات الغاضبة التي سبقت عرض الفيلم بأكثر من أسبوعين ووصلت نيران الاحتجاج إلي مهرجان "كان" وكانت ملامح الرفض تبدو علي عدد كبير من المخرجين وأيضاً بعض نجوم هذه الأفلام وكان أكثرهم حدة في إعلان رفضه هو "عمرو واكد" الذي شارك في بطولة الفيلم الذي أخرجه "مروان حامد" باسم "19- 19" وأصدر بياناً يشجب فيه هؤلاء المتسلقين ثم بعد ذلك سافر إلي "كان" وقاطع الأمسية السينمائية التي أقيمت للسينما المصرية ورفض تلبية الدعوة للصعود علي سلم قاعة لوميير مرتدياً الإسموكن لأن لديه إحساسا بأن هناك من قفز علي الثورة وأراد تقديم نفسه باعتباره هو الثوري برغم أنهم كانوا الأقرب إلي عهد وزمن وعائلة مبارك، بل واستفادوا مادياً وأدبياً من هذا الاقتراب ورغم ذلك فإن المقياس الفني أثناء مشاهدة هذه الأفلام كان بالنسبة لي هو المعيار الأهم ونحيت جانباً في تقييم المواقف السياسية السابقة المؤيدة للنظام البائد لعدد من المشاركين في هذه الأفلام والغريب أن أكثر مخرجين تعرضا لهجوم مباشر قبل عرض الأفلام كانا هما "شريف عرفة" و "مروان حامد" لأنهما شاركا في إخراج الأفلام الدعائية لمبارك قبل ترشحه لفترة ولاية خامسة وقدما رغم ذلك أسوأ فيلمين ضمن الأفلام القصيرة العشرة التي عرضت تحت عنوان "18 يوما".. الفيلم الأول "احتباس" لعرفة لا يحمل أي لمحة أو وهج فني.. يقدم الفيلم مجموعة من المرضي النفسيين تواجدوا في المستشفي كل منهم يعبر عن موقف فكري مختلف وكأنهم قد صاروا بمثابة بانوراما تتجسد في أنماط بشرية لما يجري في الحياة خارج حدود هذه الغرفة.. تصل إليهم أحداث الثورة المصرية عن طريق جهاز التليفزيون الذي يقدم لمحات مما كان يجري في كل مصر من مظاهرات تريد خلع مبارك حتي تأتي النهاية عند إعلان تنحي مبارك كما أن إدارة المستشفي بعد الثورة تغير من قواعدها في التعامل مع المرضي.. افتقد في هذا الفيلم روح المخرج "شريف عرفة" كما عودنا في أفلامه الطويلة الساخرة جاء فيلمه القصير هذه المرة خالياً من أي نبض فني!!
"19-19" للمخرج "مروان حامد" الذي يقدم لحظات من حياة معتقل سياسي من الممكن أن تجد في ملامحه بقايا من كل الأعمال الفنية التي تناولت المعتقلين السياسيين في الأفلام القديمة التي قدمت هذه القضية المزمنة في عالمنا العربي وهي علاقة السلطة بالمواطنين وكيف تقهرهم بسبب وشايات الشك كما أن في شخصية السجين السياسي التي أداها "عمرو واكد" لمحات من "وائل غنيم" الذي قال في أكثر من حوار إن معتقليه حذروه من خلع تلك العصابة السوداء عن عينيه وحرص المخرج علي أن يظل "واكد" واضعاً علي عينيه تلك العصابة.. الفيلم أيضاً لا يحمل أي جهد إبداعي سواء في التناول الدرامي أو الإخراجي!!
في فيلم "داخلي خارجي" للمخرج "يسري نصر الله" نري زوجين "آسر ياسين" و"مني زكي" وكيف أن الزوج يرفض أن تشارك زوجته في المظاهرات وينتهي الأمر بأن تذهب رغماً عنه ويشاركها هو في الهتاف ضد مبارك.. أقحم "نصر الله" مشهداً ليسرا تعلن فيه انتماءها للثورة ودفاعها عنها وعن الشهداء ولم أجد سوي أنه مشهد مقحم ربما يرضي يسرا التي تريد أن تقدم رسالة تنفي خلالها ارتباطها بالنظام القديم و تؤكد تأييدها للثورة إلا أن هذا المشهد لا يحمل أي قيمة إبداعية وكان من الممكن درامياً أن يحذف!!
وهناك أفلام مثل "حظر التجول" لشريف البنداري أراه يبدو معادياً لروح الثورة لأنه يتناول علاقة الجيش والمقاومة الشعبية بالمواطنين.. وقدم المخرج وجهة نظر سلبية لتلك الحالة لجأ المخرج إلي أسلوب التكرار لخلق الضحك لكنه أخفق في تحقيق ذلك.. فيلم "لما يجيلك الطوفان" لمحمد علي قدم الوجه السلبي لمن يشارك في المظاهرات أمامنا مواطن مستعد أن يرفع صورة مبارك لو أنه يبيع بها العلم المصري ومستعد أيضاً أن يرفع صورة الثورة علي العلم لو أنه يبيع بالثورة وبرغم كونها حالة حقيقية شاهدناها جميعاً إلا أن التوقيت أراه خاطئاً فلا ينبغي ونحن نحتفل بالثورة في أول تظاهرة أن نقدم هذا الوجه علي الأقل الآن.. فيلم "شباك" لأحمد عبد الله يمر وكأن شيئاً أو فيلماً لم يكن!!
ويبقي لدينا أربعة أفلام حملت قدراً من الإبداع مثل "كعك التحرير" إخراج "خالد مرعي" وبطولة "أحمد حلمي" الذي يؤدي دور ترزي يخشي أن يغادر دكانه خوفاً علي نفسه من المتظاهرين أو الأجهزة الأمنية التي سوف تلقي القبض عليه باعتباره معاديا للرئيس وأثناء تواجده بالمحل وخوفه من النهاية يريد أن يسجل لحظاته الأخيرة إلا أنه لا يجرؤ حتي أن يسجل علي شريط كاسيت ما يشعر به لأن الشريط كان عليه خطبة لمبارك وهو لا يستطيع أن يمحو صوته من فرط خوفه يضع صوت مبارك في مكانة تقديس صوت القرآن فكما أنه لا يستطيع أن يسجل علي شريط القرآن لا يستطيع أن يفعل ذلك مع صوت مبارك إنه التقديس للرؤساء وهو ما تسعي لتكريسه كل الأنظمة الديكتاتورية في عالمنا العربي وهو ما قدمه هذا الفيلم.. إلا أنه في النهاية ومع ازدياد قوة التظاهر يخرج من دكانه ولم يدرك أنه كان يرتدي بدلة أمين شرطة كان قد تركها لديه مما يعرضه لاعتداء المتظاهرين ويترك المخرج النهاية مفتوحة فلا ندري ما هو مصيره هل سيقتله المتظاهرون اعتقاداً منهم أنه أمين شرطة أم سوف يدركون أنه ترزي انضم للمتظاهرين ضد مبارك وضد جهاز الشرطة الذي كان ينفذ التعليمات بضرب وقتل المتظاهرين.. فيلم آخر لمريم أبو عوف عنوانه "تحرير 2- 2" عن زوجين الرجل "آسر ياسين" يشارك في المظاهرة لمن يدفع أكثر ولهذا يذهب إلي ميدان مصطفي محمود لتأييد مبارك لأن هناك من يجزل له العطاء المادي إلا أنه يكتشف أن بداخله روح النضال وفيض كامن في حب الوطن ويفضح الفيلم هؤلاء الذين كانوا يتعاونون مع البلطجية ويستقطبونهم لتأييد مبارك بالأموال إلا انه يتمرد علي ضعفه واحتياجه للمال وينضم هو وزوجته "هند صبري" للثوار.. أما أفضل الأفلام فهما "خلقة ربنا" لكاملة أبو ذكري عن فتاة صغيرة تبيع المياه المعدنية للناس وتكسب بالقروش الضئيلة قوت يومها أمنيتها أن تغير لون شعر رأسها إلي الأصفر تنزل للميدان لبيع بضاعتها وهناك تكتشف أنها ينبغي أن تدافع عن مصر وتستشهد وهي تهتف لمصر أيضاً.. فيلم "إبراهيم سبرتو" لأحمد علاء يتحول الحلاق الذي يقع دكانه في وسط البلد إلي طبيب بل وجراح لمساعدة المصابين أثناء التظاهر إنهما ولاشك الأفضل بين كل الأفلام العشرة!!
هل وصلت هذه الأفلام إلي التعبير عن قيمة الثورتين العربيتين المصرية والتونسية؟ إجابتي هي لا.. هل كان ضيق الوقت هو السبب أم أن خيال المبدعين كان قاصراً لم يصل إلي روح الثورة.. مع الأسف الثانية هي الحقيقة المؤكدة وهي أنهم لم يستوعبوا بعد روح الثورة.. ولا أزال أنتظر فيلماً عربياً
*************
الشيخ «خالد الجندي».. حبة فوق وحبة تحت!
أيهما الشيخ "خالد الجندي"؟ شاهدت وجهين متناقضين واحد قبل ثورة 25 يناير والثاني بعد الثورة.. الأول متزمت تنطلق من عينيه كل ومضات التحذير ضد التعامل مع الأقباط في كل شيء حتي أعيادهم، ثم صار بعد الثورة متسامحاً في التعامل مع الأقباط فمن هو الشيخ "خالد" بين هؤلاء.. هل هو الذي رأيته قبل عامين علي شاشة تليفزيون "الأوربيت" في برنامج "القاهرة اليوم" وهو ينصح طفلا صغيرا بألا يقبل هدايا بابا نويل في أعياد المسيحيين في مصر قائلاً له خد هدية من بابا محمد ولا تأخذها مهما كانت الأسباب من بابا نويل حاول "عمرو أديب" مقدم البرنامج أن يخفف قليلاً من عبارات الشيخ "خالد" الحادة التي تؤجج نار الفتنة الطائفية في الوطن الواحد ولكن الشيخ "خالد" رأسه وألف سيف فهو يرفض تماماً أن يقبل الطفل المسلم هدية مشبوهة من بابا نويل!!
إلا أنني قبل أيام قلائل شاهدت وجهاً آخر للشيخ "الجندي" علي طريقة الفيلم العالمي الشهير "د.جيكل ومستر هايد" الذي كان يتناول ازدواجية الشخصية ومن الممكن أن تعتبره أيضاً علي طريقة "أحمد عدوية" في أغنيته الشهيرة "حبة فوق وحبة تحت"،حيث أطل علينا الشيخ هذه المرة عبر التليفزيون المصري مؤكداً أننا ينبغي أن نشارك المسيحيين في أعيادهم لأنها مشاركة اجتماعية لا يحرمها أبداً الدين الإسلامي الحنيف، بل يحرص عليها.. بمجرد أن شاهدت الشيخ بكل هذا التسامح قفز إلي ذهني مباشرة هذا المشهد الذي لم يغادر مشاعري ولم يغادر أيضاً اليوتيوب أحداث هذا المشهد قبل الثورة طفل بكل براءة يسأل الشيخ عن هدايا "بابا نويل" هل هي حرام أم حلال؟ الغريب أن الشيخ "خالد" والذي من المفروض أنه كان يقدم نفسه وقتها بأنه يقف في خندق الإسلام المستنير كان شديد الانغلاق وهو يحرم ذلك رغم أنه لم يقل مباشرة حلال أم حرام ورفض التأكيد لكنه قال نتلقي هدايا من "بابا محمد" و "بابا مصطفي" و "بابا علي" ولكن ليس "بابا نويل".. كيف تقتل براءة الأطفال الذين خلقهم الله يحبون الله ويحبون عباده ولا يعنيهم هل هذا مسلم أم مسيحي أم يهودي.. ليس هذا هو الأسوأ في حوار الشيخ "خالد" ولكن ما قاله بعد ذلك أسوأ أضاف الشيخ قائلاً لعمرو ما رأيك عندما تري "جورج بوش" يذبح أضحية العيد مشاركة للمسلمين.. ألم ير الشيخ كيف أن "نجيب ساويرس" أثناء الحج لبيت الله الحرام يرسل إلي المطار للحجاج ومرافقيهم من يستقبلونهم في المطار محملين بالأكل والساندويتشات ويقيم سرادق لرعاية الحجيج وتخفض أسعار المكالمات طوال فترة الحج ألم يعلم أن عددا من المهندسين المسيحيين ساهموا في بناء الجوامع وعددا من المسلمين ساهموا في بناء الكنائس ألم يشاهد مسلسل "خالد بن الوليد" الذي لعب دوره المسيحي "باسم ياخور".. أغلب أصدقائي الأقباط يتعمدون في رمضان أن يتناولوا طعامهم في نفس توقيت إفطار المسلمين.. أعرف بعضهم يشاركون في دفع العيدية.. أهدي لأصدقائي المسيحيين نتائج رأس السنة عليها صورة السيدة مريم العذراء والسيد المسيح عليه السلام ونذهب للكنائس في أفراحهم وأحزانهم كما يذهبون هم أيضاً لمشاركة المسلمين أفراحهم وأحزانهم في الجوامع.. ما هو الخطأ في كل ذلك، أسوأ نظام للتدريس في مصر هو ما يجري داخل مدارسنا في حصة الدين عندما يذهب المسلم إلي فصل والمسيحي لفصل آخر وتبدأ هذه القلوب الخضراء في البحث عن الاختلافات بدلاً من أن تعثر علي المشترك بين الأديان وهو بالمناسبة يتجاوز 90% فكلها تدعوا لنفس المبادئ السامية.. حزنت جداً لما أراه من تزمت للشيخ "خالد الجندي" قبل الثورة ولم أشعر بارتياح وأنا أشاهد الشيخ بعد ثورة 25 يناير وهو يرتدي الوجه الآخر المتسامح ويبدو أمام الرأي العام أنه الشيخ المستنير الذي يدعو لنبذ الفرقة وتحقيق الوئام.. سوف أصدق أن الشيخ الحقيقي هو هذا المتسامح الذي نراه بعد الثورة في حالة واحدة فقط عندما يخرج الشيخ علي الناس ويعلن أسفه علي التسجيل القديم الذي يحذر فيه من


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.