مديرية العمل بأسوان تنظم ورشة حول حقوق العمال وواجباتهم وفقًا للقانون    ضوابط دخول امتحانات نهاية العام بجامعة الأزهر 2024 (قصة الشبشب)    وكيل الرياضة بالدقهلية تعقد اجتماعا موسعا مع مديري الإدارات الداخلية والفرعية    «المركزي»: البنوك إجازة يومي الأحد والاثنين بمناسبة عيد العمال وشم النسيم    كيف تحصل على دعم صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ؟    رئيس الوزراء يستقبل نظيره البيلاروسي في مطار القاهرة    محلل سياسي: نتنياهو لا يذهب إلى عملية سلام بل يريد إبقاء السيطرة على غزة    الأمم المتحدة: تطهير غزة من الذخائر غير المنفجرة قد يستغرق 14 عامًا    السفارة الروسية: الدبابات الأمريكية والغربية تتحول «كومة خردة» على أيدي مقاتلينا    جلسة تحفيزية للاعبي الإسماعيلي قبل انطلاق المران استعدادا لمواجهة الأهلي    أنشيلوتي: ماضينا أمام البايرن جيد وقيمة ريال مدريد معروفة لدى الجميع    موعد مباراة الهلال والاتحاد والقنوات الناقلة لمباراة نهائي كأس الملك السعودي 2024    بسبب أولمبياد باريس.. مصر تشارك بمنتخب الناشئين في بطولة إفريقيا للسباحة للكبار    هل ستتأثر القاهرة بمنخفض السودان الموسمي؟.. يسبب أمطارا وعواصف ترابية    موعد تشغيل قطارات مطروح 2024.. تعرف على جدول التشغيل    وزيرة الثقافة: اختيار مصر ضيف شرف معرض أبو ظبي للكتاب يؤكد عمق الروابط بين البلدين    عبقرية شعب.. لماذا أصبح شم النسيم اليوم التالى لعيد القيامة؟    المحرصاوي يوجه الشكر لمؤسسة أبو العينين الخيرية لرعايتها مسابقة القرآن الكريم    تعرف على أفضل الأدعية والأعمال المستحبة خلال شهر شوال    جامعة قناة السويس تُطلق قافلة طبية لحي الجناين بمحافظة السويس    أحلى فطائر تقدميها لأطفالك.. البريوش الطري محشي بالشكولاتة    الهند.. مخاوف من انهيار جليدي جراء هطول أمطار غزيرة    العرض العالمي الأول ل فيلم 1420 في مسابقة مهرجان أفلام السعودية    إيرادات الأحد.. فيلم شقو يتصدر شباك التذاكر ب807 آلاف جنيه.. وفاصل من اللحظات اللذيذة ثانيا    مظاهرة لطلبة موريتانيا رفضا للعدوان الإسرائيلي على غزة    وكيل تعليم بني سويف يناقش الاستعداد لعقد امتحانات النقل والشهادة الإعدادية    الشيخ خالد الجندي: هذه أكبر نعمة يقابلها العبد من رحمة الله    خالد الجندى: "اللى بيصلى ويقرأ قرآن بيبان فى وجهه" (فيديو)    مصري بالكويت يعيد حقيبة بها مليون ونصف جنيه لصاحبها: «أمانة في رقبتي»    بشرى سارة ل الهلال قبل مواجهة الاتحاد في كأس خادم الحرمين الشريفين    رئيس «هيئة ضمان جودة التعليم»: ثقافة الجودة ليست موجودة ونحتاج آلية لتحديث المناهج    الاقتصاد العالمى.. و«شيخوخة» ألمانيا واليابان    بالتعاون مع المدارس.. ملتقى لتوظيف الخريجين ب تربية بنها في القليوبية (صور)    وزير الشباب يبحث مع سفير إسبانيا سُبل إنهاء إجراءات سفر لاعبي المشروعات القومية    انطلاق القافلة «السَّابعة» لبيت الزكاة والصدقات لإغاثة غزة تحت رعاية شيخ الأزهر    ردود أفعال واسعة بعد فوزه بالبوكر العربية.. باسم خندقجي: حين تكسر الكتابة قيود الأسر    فرقة ثقافة المحمودية تقدم عرض بنت القمر بمسرح النادي الاجتماعي    الإصابة قد تظهر بعد سنوات.. طبيب يكشف علاقة كورونا بالقاتل الثاني على مستوى العالم (فيديو)    لتطوير المترو.. «الوزير» يبحث إنشاء مصنعين في برج العرب    تأجيل محاكمة مضيفة طيران تونسية قتلت ابنتها بالتجمع    وزيرة الصحة يبحث مع نظيرته القطرية الجهود المشتركة لدعم الأشقاء الفلسطنيين    صحتك تهمنا .. حملة توعية ب جامعة عين شمس    وزير المالية: نتطلع لقيام بنك ستاندرد تشارترد بجذب المزيد من الاستثمارات إلى مصر    وزير التجارة : خطة لزيادة صادرات قطاع الرخام والجرانيت إلى مليار دولار سنوياً    بعد أنباء عن ارتباطها ومصطفى شعبان.. ما لا تعرفه عن هدى الناظر    رئيس جامعة أسيوط يعقد اجتماعا لمتابعة الخطة الإستراتيجية للجامعة 20242029    رئيس الوزراء الإسباني يعلن الاستمرار في منصبه    أمير الكويت يزور مصر غدًا.. والغانم: العلاقات بين البلدين نموذج يحتذي به    بشرى سارة لمرضى سرطان الكبد.. «الصحة» تعلن توافر علاجات جديدة الفترة المقبلة    إصابة عامل بطلق ناري في قنا.. وتكثيف أمني لكشف ملابسات الواقعة    515 دار نشر تشارك في معرض الدوحة الدولى للكتاب 33    فانتازي يلا كورة.. دي بروين على رأس 5 لاعبين ارتفعت أسعارهم    رئيس جهاز حدائق العاصمة يتفقد وحدات "سكن لكل المصريين" ومشروعات المرافق    إصابة 3 أطفال في حادث انقلاب تروسيكل بأسيوط    مصطفى مدبولي: مصر قدمت أكثر من 85% من المساعدات لقطاع غزة    تراجع أسعار الذهب عالميا وسط تبدد أمال خفض الفائدة    حالة وفاة و16 مصاباً. أسماء ضحايا حادث تصادم سيارتين بصحراوي المنيا    شبانة: لهذه الأسباب.. الزمالك يحتاج للتتويج بالكونفدرالية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«دبي» يختتم ماراثون المهرجانات العربية
طارق الشناوي يكتب:
نشر في صوت الأمة يوم 25 - 12 - 2010

انتهي العام الحافل بالأفلام والمهرجانات.. آخر مهرجان أنهي ماراثون التصارع علي الجوائز هو مهرجان "دبي" السينمائي الدولي في دورته السابعة وبرغم أن في المهرجان خمس مسابقات تمنح جائزة "المهر" إلا أن المسابقة التي أخذت كل الاهتمام وسرقت الكاميرا هي مسابقة الأفلام العربية.. مهرجان "دبي" وقف في النهاية زمنياً سبقه العديد من المهرجانات التي كانت الفرصة مهيأة أمامها أكثر في الحصول علي الأفلام كعرض أول وبرغم أن المهرجان لا يشترط أن ينضم إلي مسابقته فيلم لم يسبق عرضه في مهرجانات أخري إلا أن رئيس المهرجان "عبد الحميد جمعة" والمدير الفني "مسعود أمر الله" وضعا أمامهما هدفاً وهو أن يدخلا في تنافس علي العرض الأول تمكن المهرجان من عرض فيلمين مصريين روائيين طويلين لأول مرة وهما "678" لمحمد دياب و"الخروج" لهشام العيسوي في أول تجربة لكلا المخرجين
بالإضافة إلي "ميكروفون" لأحمد عبد الله الذي سبق عرضه في أكثر من مهرجان شارك مؤخراً في مهرجاني "دبي" و "وهران" في فترة زمنية لا تتجاوز أسبوعاً واحداً كان من الصعب تجاهل عرض هذا الفيلم لأهميته الفنية وأيضاً لأنه سبق وأن حصل علي جائزتين من مهرجاني قرطاج "التانيت الذهبي" والقاهرة السينمائي الدولي "أفضل فيلم عربي".. وربما لهذا السبب لم يكن له نصيب يستحقه من الجوائز في مهرجان "دبي" حيث حصل فقط علي جائزة أفضل مونتاج "هشام صقر".. الأفلام العربية التي شاهدناها لأول مرة الأردني "مدن ترانزيت" إخراج "محمد الحشكي" وهو من إنتاج المملكة الأردنية دخلت به إلي المسابقة الرسمية وحصدت به جائزة لجنة التحكيم الخاصة.. الفيلم بطولة "صبا مبارك" والتي سبق وأن لعبت بطولة فيلم "بنتين من مصر" بالاشتراك مع "زينة".. والغريب أن الفيلم طبقاً لما ذكره المخرج في الندوة التي أقيمت بعد عرضه لم تتجاوز أيام تصويره ثمانية فقط.. نفس هذا الفيلم حصل علي جائزة اتحاد النقاد العالميين "الفيبرسي" والتي أعلنت قبل يومين من نتيجة المسابقة الرسمية.. الفيلم الذي حصل علي جائزة أفضل فيلم المهر الذهبي في دبي "رصاصة طائشة" إخراج "جورج هاشم" سبق وأن حصل علي جائزة أفضل سيناريو مناصفة مع فيلم "ابن بابل" إخراج "محمد دراجي" من مهرجان "القاهرة" وهي نفس المسابقة التي حصل فيها "ميكروفون" أحمد عبد الله علي جائزة أفضل فيلم!!
من الأفلام التي حظيت بجائزتين هامتين "678" لمحمد دياب كل من "بشري" أفضل ممثلة و "ماجد الكدواني" أفضل ممثل.. وتستحق "بشري" الجائزة ولا شك وكانت تتنافس مع عدد من النجمات منهن "صبا مبارك" في "مدن ترانزيت" إلا أن الممثل الذي تفوق علي الجميع فهو "ماجد الكدواني".. ويبقي لسوريا جائزة عن فيلم "مطر أيلول" لعبد اللطيف عبد الحميد حصل الفيلم علي جائزة أفضل موسيقي لعصام رافع وبالفعل لعبت الموسيقي دوراً محورياً في الفيلم.. للمغرب جائزتان أفضل تصوير "زايفير كاسترو" عن فيلم "براق" وأيضاً أفضل سيناريو "جيلالي فرحاتي" عن فيلم "عند الفجر" وكأن كل الدول العربية التي شاركت في المهرجان لم تخرج إلا وهي تحتضن جائزة باستثناء العراق حيث إن المخرج "قاسم حول" قدم فيلمه المغني والذي يسخر فيه من الديكتاتور ويحاكي من خلاله شخصية "صدام حسين" حتي الممثل الذي أدي دور "صدام" كان يماثله في بعض اللمحات إلا أن المخرج حرص علي ألا يذكر اسمه صراحة ولا أدري السبب؟!
السؤال هل ظلمت لجنة التحكيم فيلم "ميكروفون" الذي دخل للمسابقة وهو يتمتع بحماية أدبية مسبقة بعد فوزه في مهرجانين سبقا "دبي" ببضعة أسابيع بالجائزة الكبري فحدث نوع من مساحة الترقب المبالغ فيها في انتظار تحفة قادمة ولعب هذا الترقب دوراً عكسياً لأنه بالتأكيد زاد من مساحة الانتظار وحجم التوقع المبالغ فيه لمشاهدة تحفة وليس مجرد فيلم.. بداية يجب أن نذكر أن من حق لجنة التحكيم أن تنتهي إلي أي نتيجة يراها أعضاؤها ليست بالضرورة سوف يجمع عليها النقاد والجمهور وهناك دائماً مسافة ما تضيق أو تتسع بين ما تسفر عنه نتائج لجان التحكيم وما يراه الجمهور وأيضاً النقاد أتذكر مثلاً في الدورة الأخيرة التي حملت رقم "63" لمهرجان "كان" أعلنت في نهاية شهر مايو كانت كل التوقعات تشير إلي أن جائزة "السعفة الذهبية" أفضل فيلم سوف تصبح من نصيب الفيلم البريطاني "عام آخر" للمخرج "مايك لي".. وعندما أعلنت الجوائز كانت "السعفة" من نصيب الفيلم التايلاندي "العم بونمي يتذكر حيواته السابقة".. بالطبع لم تكن هناك أي حسبة سياسية للمهرجان بل إن لجنة التحكيم التي رأسها المخرج الأمريكي "تيم بيرتون" كانت هذه هي قناعتها.. في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الأخير الذي سبق "دبي" بيومين فقط حصل علي جائزة الهرم الذهبي في المسابقة الدولية فيلم "الشوق" إخراج "خالد الحجر".. لا أتصور أن هناك ضغطا سياسيا مثلاً مورس علي أعضاء اللجنة لمنح جائزة للفيلم المصري ولكن هناك ذوق ما فرض نفسه علي لجنة التحكيم شاهدت الفيلم ورأيت الأفلام الأخري المشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة والحقيقة أن الفيلم المصري علي المستوي الفني إخراجياً وأيضاً في كتابة السيناريو وقيادة الممثلين كان غليظاً علي المستوي الفني تعوزه تلك الحالة من الهمس الإبداعي يحاكي المسرحية الرائعة لدورينمات "زيارة السيدة العجوز" لكنه لا يتفهم تفاصيل الشخصية ولا واقعها.. ربما استوقف لجنة التحكيم التي رأسها "أرتورو رينستين" المخرج المكسيكي الذي أعاد تقديم قصة نجيب محفوظ "بداية ونهاية" في فيلم سينمائي عام 94 بعد أن قدمتها السينما المصرية قبل نحو ثلاثين عاماً.. ربما استوقف المخرج المكسيكي هذه الحالة الواقعية لأنه علي دراية بالأدب المصري وفيلمه "بداية ونهاية" به سحر خاص مثلما كان لفيلم "صلاح أبو سيف" واقعيته وسحره.. ولكن فيلم "الشوق" لم يحمل هذا السحر الذي وجدناه في عدد من أفلام أمريكا اللاتينية ولا في معالجة المخرج المكسيكي لفيلم "بداية ونهاية".. ورغم ذلك كانت الجائزة الكبري من نصيب الفيلم المصري في سابقة لم تحدث سوي مرة واحدة طوال تاريخ مهرجان القاهرة حيث إن فيلم "تفاحة" إخراج "رأفت الميهي" عام 1996 أخذ الهرم الذهبي وبالمناسبة فإنه لم يكن أيضاً يستحقها.. "سوسن بدر" في فيلم "الشوق" أدت دوراً مليئاً بالأحاسيس أخذتها مناصفة مع الفرنسية العالمية "إيزابيل هوبير" عن فيلم "كوباكابانا".. إيزابيل كان أداؤها هادئاً "سوسن" كان أداؤها صاخباً وربما كانت المبالغة في تكرار المعاناة يتحمل مسئوليتها المخرج الذي لم يستطع تكثيف إحساس "سوسن" في عدد كبير من اللقطات.. علي الجانب الآخر أري أن لجنة التحكيم في المسابقة العربية والتي منحت جائزة أفضل فيلم عربي إلي الفيلم المصري "ميكروفون" إخراج وتأليف "أحمد عبد الله" لم تظلم الأفلام العربية الأخري.. الغريب أنها استبعدت فيلم "الشوق" من الحصول علي أي جائزة؟!
يظل دائماً لكل لجنة تحكيم قناعتها ومن حقنا أيضاً أن نختلف معها الأمر ليس له علاقة بأحد هذا فيلم مصري وذاك لبناني والثالث مغربي.. فبقدر ما شعرت بأن مصر لا تستحق "الهرم الذهبي" في "القاهرة" عن فيلم "الشوق" شعرت بأنها تستحق "المهر الذهبي" في "دبي" عن فيلم "ميكروفون"!!
*************
سكين سمعة مصر يذبح قائليه!
قبل أن يعرض هذا الفيلم في مهرجان "دبي" والذي يحمل عنوانه "678" أثار جدلاً واسعاً وتساءلوا كيف يسمح له بالعرض لفيلم ينشر غسيلنا القذر خارج الحدود وكأننا لا نزال نعيش في زمن ما قبل الانتشار الفضائي الذي ألغي المسافة بين الداخل والخارج.. الآن انتقل الفيلم إلي مصر وازدادت حدة التساؤلات التي لا أتصورها طبقاً لكل التجارب السابقة بعيدة عن قبة البرلمان المصري.. دائماً العنوان الأبرز هو "سمعة البلد" بينما الحقيقة المسكوت عنها هي أننا نريد أن نخفي رؤوسنا في الرمال.. الفيلم هو أول إخراج لكاتب السيناريو "محمد دياب" القضية هي التحرش الجنسي.. التقط "دياب" الفكرة ونسج السيناريو من خلال عدد من الوقائع التي نشرتها الصحف وتناولت بعض من تلك الجرائم.. نحن أمام ثلاثة نساء امرأة مثقفة ميسورة الحال "نيللي كريم" ، موظفة "بشري" ، وفنانة صاعدة "ناهد السباعي" تعمل أيضاً في أحد أماكن الدعاية التليفونية.. "بشري" الموظفة بالشهر العقاري والتي تعاني مادياً هي وزوجها "باسم سمرة" الذي يعمل حارساً.. "بشري" ترفض ركوب الأتوبيس بسبب خوفها من التحرش شاهدت بالصدفة "نيللي" في أحد البرامج التليفزيونية وهي تطالب النساء بالدفاع عن أنفسهن وحرصت علي أن تلتقي بها لتتعلم وسائل الدفاع عن النفس وهكذا أمسكت بإبرة في الأتوبيس طعنت بها في مكان حساس كل من اقترب منها الإبرة صارت مع الأيام "مدية".. علي الجانب الآخر نجد أن "نيللي كريم" تتعرض للتحرش وهي بصحبة زوجها "أحمد الفيشاوي" في أعقاب مباراة للفريق القومي.. يعاملها زوجها في البداية كمذنبة وليست ضحية ويرفض أن يبيت في المنزل مما أدي إلي تصدع العلاقة بينهما أما الضحية الثالثة التي أدت دورها "ناهد السباعي" فلقد قررت أن تخوض المعركة بعد أن تعرضت في الشارع وأمام بيتها للاعتداء البدني وأقامت دعوي ضد المذنب لتصبح هي صاحبة أول دعوي تحرش في مصر ليطرح الفيلم قضية خوف المجتمع من الاعتراف بأن هناك متحرشين بين مواطنيه وأن المرأة من حقها بل واجبها فضح هؤلاء بحجة أن الإعلان عن هذا الفعل يخدش حياء الأسرة.. السيناريو كان حريصاً علي إدانة رجال الشرطة وأساليب التحقيقات لأنهم لا يريدون الاعتراف بأن هناك امرأة تعرضت للتحرش بدعوي أنه ليس من صالح المرأة أن تفضح نفسها.. التليفزيون يدخل طرفاً ومن خلال برنامج "90 دقيقة" يقدم "معتز الدمرداش" فقرة نشاهد المجتمع الذي يدين المرأة علي اعتبار أنها هي التي تدفع الرجل بملابسها المثيرة لكي يتحرش بها.. تتعدد الجرائم في الأتوبيسات ويبدأ ضابط المباحث الذي أدي دوره "ماجد الكدواني" في التقاط الخيوط بعد أن تتعدد الإصابات في الأماكن الحساسة وبنفس الأداة "الدبوس" ثم "المدية".. يكتشف الضابط هذا التنظيم النسائي المكون من "نيللي" و "بشري" و "ناهد" ولكنه يرفض توجيه إدانة إلي أي أحد في محاولة للتغطية وكأنه لا يوجد تحرش في مصر رغم أن التحرش ظاهرة يعيشها العالم مع اختلاف الدرجة بالطبع بين مجتمع وأخر..
لفيلم يلجأ إلي الاتكاء علي الحلول الدرامية المباشرة علي طريقة الرسائل التوجيهية التي نراها في إعلانات تنظيم الأسرة مثل "حسنين ومحمدين" وأيضاً إعلانات توفير المياه الشهيرة باسم "ست سنية سايبة المية ترخ ترخ من الحنفية".. كما أن الفيلم تعرض لقضية حجاب المرأة علي هامش الأحداث رغم أن هذه القضية لا يصلح أن يتم التعامل معها درامياً بمثل هذا الاستخفاف فهي قضية مثارة في الشارع المصري الذي تستطيع أن تري 70% من نسائه محجبات.. لم يقدم المخرج رؤية سينمائية بصرية موازية للفكرة كما أنه علي المستوي الدرامي للمعالجة تناول الأمر وكأن جمهوره في "كي جي وان" فلقد كانت الأحداث صاخبة تتباين في ألوانها الدرامية بين الأبيض والأسود.. الفيلم تقنياً متواضع ويبدو أن المخرج خضع لرغبات المنتجة الفنية للفيلم "بشري" التي غنت بلا أي منطق في تترات النهاية رغم أن "بشري" كانت متألقة في أداء دور الموظفة الفقيرة وأيضاً "ناهد السباعي" التي تتقدم دائماً خطوات.. كذلك الممثل الجديد الذي لعب دور خطيبها ولكني مع الأسف لا أعرف اسمه إلا أن الدور الذي لا ينسي فإنه لماجد الكدواني الذي استحق عن جدارة جائزة أفضل ممثل في مهرجان "دبي" فلقد كانت لديه تفاصيل دقيقة في التعبير بالإيماءة والنظرة بتكثيف لا يستطيع أدائه إلا ممثل بحجم "زكي رستم" و "محمود المليجي" و "سناء جميل" و "سعاد حسني" و "أحمد زكي"!!
أختلف كثيراً مع الحالة السينمائية التي قدمها "محمد دياب" في أول تجربة له كمخرج ولكني أدافع عن حقه في التعبير وأرفض أن يتعرض المبدع في عالمنا العربي إلي هذا الاتهام الباتر وهو الإساءة لسمعة البلد.. إن من يشهر هذا السلاح في وجه كل من يفضح سلبيات المجتمع هو الذي يسئ إلي سمعة مصر!!
************
هل يضطهد المصريون "فريد الأطرش"؟!
الأحد القادم تحل الذكري السادسة والثلاثون لرحيل "فريد الأطرش" ويتردد مع الذكري عتاب من عشاق فريد وهم كثر حيث يقارنون بين نصيب "فريد" من الاهتمام الإعلامي في ذكراه ونصيب "عبد الحليم".. رحل فريد قبل حليم بأقل من ثلاث سنوات، ودائماً ما تتحول كل أجهزة الإعلام إلي مولد سيدي "حليم"، وهذا التعبير ليس من عندي قاله لي الموسيقار الراحل "كمال الطويل" واصفاً تلك الحفاوة السنوية التي ينالها "عبد الحليم حافظ" مرتين كل عام في ذكري رحيله وأيضاً ميلاده بينما في ذكري رحيل "فريد" لا يزيد الأمر علي برنامج إذا عرض وفيلم إذا وجد له مساحة أما في عيد ميلاد "فريد الأطرش" فلا حس ولا خبر؟!
عشاق فريد يدللون بتلك المقارنة علي أن مصر تنحاز إلي كل ما هو مصري وإلا فلماذا التفرقة بين عملاقي الغناء العربي عبد الحليم المصري ابن قرية الحلوات بالشرقية وفريد السوري ابن جبل "الدروز".
تأملت السؤال الذي له مذاق العتاب ولدي أربعة أسباب لتفسير هذا التجاهل الذي أراه غير متعمد.. أولاً إن الراحل "مجدي العمروسي" كان وراء هذا الاهتمام المبالغ فيه بذكري عبد الحليم لأنه كان يحيله في نهاية الأمر إلي مكسب مادي لحساب شركة صوت الفن، وبالطبع فإنه بعد رحيل العمروسي لا يزال الإعلام المصري يسير بقوة الدفع "العمروسية"!!
السبب الثاني هو أن الغناء الوطني لعبد الحليم حافظ شكل ذاكرة الناس ولا يزال، فهو شاهد الإثبات الغنائي علي كل المراحل الوطنية التي عاشتها مصر منذ أن غني في مطلع الثورة "إني ملكت في يدي زمامي".. حتي غني بعد نصر أكتوبر "عاش اللي قال"، فريد غني لمصر وللكفاح العربي، لكن أغنياته الوطنية لم تصبح معالم في ذاكرة الأمة، فلا يوجد في رصيد فريد أغنيات لها قامة "السد"، و "بالأحضان"، و "يا جمال يا حبيب الملايين". وغيرها، السبب الثالث أن أغنيات عبد الحليم العاطفية والتي شارك في تلحين القسط الوافر منها كمال الطويل ومحمد الموجي وبليغ حمدي ومنير مراد وقبلهم "محمد عبد الوهاب" أكثر شبابية ومعاصرة من الألحان التي انفرد بوضعها الموسيقار فريد الأطرش لصوت فريد الأطرش.. المؤكد أن المطرب "فريد الأطرش" كان فقط لا يغني سوي للملحن "فريد الأطرش" مما منحه مذاقاً واحداً علي عكس "عبد الحليم" الذي نهل من كل الأغصان النغمية!!
السبب الرابع والأهم أن ذكري فريد تحل قرب نهاية العام ببضعة أيام، وفي العادة فإن الصحافة والإذاعة والتليفزيون تمنح كل المساحات المتاحة أمامهم لتقديم إحصاءات وكشف حساب للعام الذي أوشك علي الرحيل وللعام الذي سيولد بعد قليل، ولا تتبقي إلا مساحة ضئيلة جداً للاحتفال بذكري فريد، بينما تأتي ذكري عبد الحليم يوم 30 مارس في وقت ينتظر فيه الإعلام قدوم أي حدث يشغل به الفراغ الإعلامي!!
كانت وصية فريد الأطرش قبل رحيله بساعات قليلة أن يدفن في أرض مصر.. وعندما تجمعت عشيرته من الدروز أمام المستشفي اللبناني الذي توفي فيه يوم 26 ديسمبر 1974 لكي يدفنوه في مسقط رأسه جبل الدروز قال لهم شقيقه الكبير "فؤاد الأطرش" إذا كنتم تحبون فريد فيجب أن تساعدوني علي تنفيذ وصيته، وهي أن يدفن في تراب مصر، ولا أتصور أن المصريين الذين أحبهم فريد كل هذا الحب لا يبادلونه أيضاً كل الحب!!
الحل الأمثل الذي أراه هو أن نحتفل بعيد ميلاد "فريد الأطرش" من كل عام المولود في 21 أبريل 1910.. دائماً يأتي ميلاده مع أعياد الربيع فهو قدم للربيع أجمل أغانيه ما رأيكم أننا يوم 21 أبريل القادم نحتفل معاً بعيد ميلاد "فريد" رقم "101" وساعتها سوف نجد أن مولد سيدي "فريد الأطرش" ينافس مولد سيدي "عبد الحليم حافظ"!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.