المصريون بالخارج يواصلون التصويت في جولة الإعادة لمجلس النواب    رئيس جامعة كفرالشيخ يلتقي بالطلاب الوافدين ويؤكد الحرص على تقديم بيئة متميزة    قناة السويس تنفي استقبال سفينة تحمل معدات عسكرية وأسلحة بميناء بورسعيد    بالتزامن مع عطلة أعياد الميلاد.. استقرار أسعار الذهب بمنتصف تعاملات الخميس 25 ديسمبر    رانيا المشاط ل «خارجية الشيوخ»: اقتصاد مصر دخل مرحلة تحول حقيقى منذ مارس 2024    نائب محافظ الجيزة يتفقد المراحل النهائية لتشغيل محطة رفع الصرف الصحى بدهشور    جيش الاحتلال يعلن استهداف عنصر في فيلق القدس الإيراني    ويتكوف يبلغ الوسطاء وإسرائيل بموعد بدء المرحلة الثانية من اتفاق غزة    إسرائيل بين هواجس الأمن وشبح الاختراق... تجسس مزعوم بطلب إيراني يعيد التوتر إلى الواجهة داخل تل أبيب    هل يمنح اتفاق تبادل الأسرى هدوءاً نسبياً لليمن؟.. ترحيب عربى ودولى.. تبادل 3000 أسير ومختطف برعاية الأمم المتحدة.. توقعات بأن يشمل الإفراج عن قيادات بارزة بحزب الإصلاح.. مجلس الأمن: ندعم السلام فى اليمن    صدارة وفوز.. نيجيريا تحقق أول أهدافها في كأس أمم أفريقيا 2025    مفاجأة مدوية في قضية «منشار الإسماعيلية».. الدفاع يطالب بإحالة والد المتهم للجنايات    إغلاق موقع إلكتروني مُزوّر لبيع تذاكر المتحف المصري الكبير    المنيا تنفرد بتطبيق نظام الباركود للمحاصيل الحقلية    محافظة قنا تواصل تطوير طريق قنا–الأقصر الزراعي بإنارة حديثة وتهذيب الأشجار    فيديو.. سرب مكون من 8 مقاتلات حربية إسرائيلية يحلق فوق جنوب وشرق لبنان    أشرف حكيمي يدعو كيليان مبابي وديمبيلي لحضور مباراة المغرب ضد مالي    الجيش السوداني يصدّ محاولة اختراق للدعم السريع قرب الحدود مع مصر وقصف جوي يحسم المعركة    عاجل- المركز الإعلامي لمجلس الوزراء ينفي بيع مصانع الغزل والنسيج ويؤكد استمرار المشروع القومي للتطوير دون المساس بالملكية    اتحاد الكرة يحذر من انتهاك حقوقه التجارية ويهدد باتخاذ إجراءات قانونية    برلماني: الوطنية للانتخابات وضعت خارطة طريق "العبور الآمن" للدولة المصرية    محافظ الفيوم يعتمد جدول امتحانات النقل لمدارس التعليم الفني    رفع آثار انقلاب سيارة ربع نقل محملة بالموز وإعادة الحركة بالطريق الزراعي في طوخ    وزير الخارجية: التزام مصر الراسخ بحماية حقوقها والحفاظ على استقرار الدول المجاورة    كوروكوتشو: مصر واليابان تبنيان جسرًا علميًا لإحياء مركب خوفو| حوار    بعد 25 سنة زواج.. حقيقة طلاق لميس الحديدي وعمرو أديب رسمياً    صندوق التنمية الحضرية يعد قائمة ب 170 فرصة استثمارية في المحافظات    إزالة مقبرة أحمد شوقي.. ماذا كُتب على شاهد قبر أمير الشعراء؟    هل للصيام في رجب فضل عن غيره؟.. الأزهر يُجيب    محافظ الدقهلية: تقديم أكثر من 13 مليون خدمة صحية خلال 4 أشهر    ما هو ارتجاع المريء عند الأطفال، وطرق التعامل معه؟    الوطنية للانتخابات: إبطال اللجنة 71 في بلبيس و26 و36 بالمنصورة و68 بميت غمر    مدينة الأبحاث العلمية تفتتح المعرض التمهيدي لطلاب STEM المؤهل للمعرض الدولي للعلوم والهندسة ISEF–2026    ضبط 19 شركة سياحية بدون ترخيص بتهمة النصب على المواطنين    إيرادات الأفلام.. طلقني يزيح الست من صدارة شباك التذاكر وخريطة رأس السنة يحتل المركز الخامس    وزارة الثقافة تنظم "مهرجان الكريسماس بالعربي" على مسارح دار الأوبرا    تأجيل محاكمة رئيس اتحاد السباحة وآخرين بتهمة الإهمال والتسبب في وفاة السباح الطفل يوسف    ادِّعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها.. الأزهر للفتوي يوضح    بشير التابعي يشيد بدور إمام عاشور: عنصر حاسم في تشكيلة المنتخب    البابا تواضروس يهنئ بطريرك الكاثوليك بمناسبة عيد الميلاد    محافظ الجيزة يفتتح قسم رعاية المخ والأعصاب بمستشفى الوراق المركزي    محافظ الوادى الجديد يلتقى المستشار الثقافى للسفارة الهندية بالقاهرة    رجال سلة الأهلي يصلون الغردقة لمواجهة الاتحاد السكندري بكأس السوبر المصري    حسام حسن: ⁠طريقة لعب جنوب أفريقيا مثل الأندية.. وجاهزون لها ولا نخشى أحد    مصادرة 1000 لتر سولار مجهول المصدر و18 محضرا بحملة تموينية بالشرقية    سيول وثلوج بدءاً من الغد.. منخفض جوى فى طريقه إلى لبنان    شوبير يكشف موقف "الشحات وعبد القادر" من التجديد مع الأهلي    الصحة تعلن اختتام البرنامج التدريبي لترصد العدوى المكتسبة    من هو الفلسطيني الذي تولي رئاسة هندوراس؟    المتحدث العسكري: قبول دفعة جديدة من المجندين بالقوات المسلحة مرحلة أبريل 2026    عبد الحميد معالي ينضم لاتحاد طنجة بعد الرحيل عن الزمالك    نائب وزير الصحة تتفقد منشآت صحية بمحافظة الدقهلية    أمن القليوبية يكشف تفاصيل تداول فيديو لسيدة باعتداء 3 شباب على نجلها ببنها    لليوم الثاني.. سفارة مصر بإيران تواصل فتح لجان التصويت بجولة الإعادة للدوائر ال19 الملغاة    حكم تعويض مريض بعد خطأ طبيب الأسنان في خلع ضرسين.. أمين الفتوى يجيب    هل يجب الاستنجاء قبل كل وضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    أحمد سامي يقترب من قيادة «مودرن سبورت» خلفًا لمجدي عبد العاطي    ما حكم حشو الأسنان بالذهب؟.. الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«دبي» يختتم ماراثون المهرجانات العربية
طارق الشناوي يكتب:
نشر في صوت الأمة يوم 25 - 12 - 2010

انتهي العام الحافل بالأفلام والمهرجانات.. آخر مهرجان أنهي ماراثون التصارع علي الجوائز هو مهرجان "دبي" السينمائي الدولي في دورته السابعة وبرغم أن في المهرجان خمس مسابقات تمنح جائزة "المهر" إلا أن المسابقة التي أخذت كل الاهتمام وسرقت الكاميرا هي مسابقة الأفلام العربية.. مهرجان "دبي" وقف في النهاية زمنياً سبقه العديد من المهرجانات التي كانت الفرصة مهيأة أمامها أكثر في الحصول علي الأفلام كعرض أول وبرغم أن المهرجان لا يشترط أن ينضم إلي مسابقته فيلم لم يسبق عرضه في مهرجانات أخري إلا أن رئيس المهرجان "عبد الحميد جمعة" والمدير الفني "مسعود أمر الله" وضعا أمامهما هدفاً وهو أن يدخلا في تنافس علي العرض الأول تمكن المهرجان من عرض فيلمين مصريين روائيين طويلين لأول مرة وهما "678" لمحمد دياب و"الخروج" لهشام العيسوي في أول تجربة لكلا المخرجين
بالإضافة إلي "ميكروفون" لأحمد عبد الله الذي سبق عرضه في أكثر من مهرجان شارك مؤخراً في مهرجاني "دبي" و "وهران" في فترة زمنية لا تتجاوز أسبوعاً واحداً كان من الصعب تجاهل عرض هذا الفيلم لأهميته الفنية وأيضاً لأنه سبق وأن حصل علي جائزتين من مهرجاني قرطاج "التانيت الذهبي" والقاهرة السينمائي الدولي "أفضل فيلم عربي".. وربما لهذا السبب لم يكن له نصيب يستحقه من الجوائز في مهرجان "دبي" حيث حصل فقط علي جائزة أفضل مونتاج "هشام صقر".. الأفلام العربية التي شاهدناها لأول مرة الأردني "مدن ترانزيت" إخراج "محمد الحشكي" وهو من إنتاج المملكة الأردنية دخلت به إلي المسابقة الرسمية وحصدت به جائزة لجنة التحكيم الخاصة.. الفيلم بطولة "صبا مبارك" والتي سبق وأن لعبت بطولة فيلم "بنتين من مصر" بالاشتراك مع "زينة".. والغريب أن الفيلم طبقاً لما ذكره المخرج في الندوة التي أقيمت بعد عرضه لم تتجاوز أيام تصويره ثمانية فقط.. نفس هذا الفيلم حصل علي جائزة اتحاد النقاد العالميين "الفيبرسي" والتي أعلنت قبل يومين من نتيجة المسابقة الرسمية.. الفيلم الذي حصل علي جائزة أفضل فيلم المهر الذهبي في دبي "رصاصة طائشة" إخراج "جورج هاشم" سبق وأن حصل علي جائزة أفضل سيناريو مناصفة مع فيلم "ابن بابل" إخراج "محمد دراجي" من مهرجان "القاهرة" وهي نفس المسابقة التي حصل فيها "ميكروفون" أحمد عبد الله علي جائزة أفضل فيلم!!
من الأفلام التي حظيت بجائزتين هامتين "678" لمحمد دياب كل من "بشري" أفضل ممثلة و "ماجد الكدواني" أفضل ممثل.. وتستحق "بشري" الجائزة ولا شك وكانت تتنافس مع عدد من النجمات منهن "صبا مبارك" في "مدن ترانزيت" إلا أن الممثل الذي تفوق علي الجميع فهو "ماجد الكدواني".. ويبقي لسوريا جائزة عن فيلم "مطر أيلول" لعبد اللطيف عبد الحميد حصل الفيلم علي جائزة أفضل موسيقي لعصام رافع وبالفعل لعبت الموسيقي دوراً محورياً في الفيلم.. للمغرب جائزتان أفضل تصوير "زايفير كاسترو" عن فيلم "براق" وأيضاً أفضل سيناريو "جيلالي فرحاتي" عن فيلم "عند الفجر" وكأن كل الدول العربية التي شاركت في المهرجان لم تخرج إلا وهي تحتضن جائزة باستثناء العراق حيث إن المخرج "قاسم حول" قدم فيلمه المغني والذي يسخر فيه من الديكتاتور ويحاكي من خلاله شخصية "صدام حسين" حتي الممثل الذي أدي دور "صدام" كان يماثله في بعض اللمحات إلا أن المخرج حرص علي ألا يذكر اسمه صراحة ولا أدري السبب؟!
السؤال هل ظلمت لجنة التحكيم فيلم "ميكروفون" الذي دخل للمسابقة وهو يتمتع بحماية أدبية مسبقة بعد فوزه في مهرجانين سبقا "دبي" ببضعة أسابيع بالجائزة الكبري فحدث نوع من مساحة الترقب المبالغ فيها في انتظار تحفة قادمة ولعب هذا الترقب دوراً عكسياً لأنه بالتأكيد زاد من مساحة الانتظار وحجم التوقع المبالغ فيه لمشاهدة تحفة وليس مجرد فيلم.. بداية يجب أن نذكر أن من حق لجنة التحكيم أن تنتهي إلي أي نتيجة يراها أعضاؤها ليست بالضرورة سوف يجمع عليها النقاد والجمهور وهناك دائماً مسافة ما تضيق أو تتسع بين ما تسفر عنه نتائج لجان التحكيم وما يراه الجمهور وأيضاً النقاد أتذكر مثلاً في الدورة الأخيرة التي حملت رقم "63" لمهرجان "كان" أعلنت في نهاية شهر مايو كانت كل التوقعات تشير إلي أن جائزة "السعفة الذهبية" أفضل فيلم سوف تصبح من نصيب الفيلم البريطاني "عام آخر" للمخرج "مايك لي".. وعندما أعلنت الجوائز كانت "السعفة" من نصيب الفيلم التايلاندي "العم بونمي يتذكر حيواته السابقة".. بالطبع لم تكن هناك أي حسبة سياسية للمهرجان بل إن لجنة التحكيم التي رأسها المخرج الأمريكي "تيم بيرتون" كانت هذه هي قناعتها.. في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الأخير الذي سبق "دبي" بيومين فقط حصل علي جائزة الهرم الذهبي في المسابقة الدولية فيلم "الشوق" إخراج "خالد الحجر".. لا أتصور أن هناك ضغطا سياسيا مثلاً مورس علي أعضاء اللجنة لمنح جائزة للفيلم المصري ولكن هناك ذوق ما فرض نفسه علي لجنة التحكيم شاهدت الفيلم ورأيت الأفلام الأخري المشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة والحقيقة أن الفيلم المصري علي المستوي الفني إخراجياً وأيضاً في كتابة السيناريو وقيادة الممثلين كان غليظاً علي المستوي الفني تعوزه تلك الحالة من الهمس الإبداعي يحاكي المسرحية الرائعة لدورينمات "زيارة السيدة العجوز" لكنه لا يتفهم تفاصيل الشخصية ولا واقعها.. ربما استوقف لجنة التحكيم التي رأسها "أرتورو رينستين" المخرج المكسيكي الذي أعاد تقديم قصة نجيب محفوظ "بداية ونهاية" في فيلم سينمائي عام 94 بعد أن قدمتها السينما المصرية قبل نحو ثلاثين عاماً.. ربما استوقف المخرج المكسيكي هذه الحالة الواقعية لأنه علي دراية بالأدب المصري وفيلمه "بداية ونهاية" به سحر خاص مثلما كان لفيلم "صلاح أبو سيف" واقعيته وسحره.. ولكن فيلم "الشوق" لم يحمل هذا السحر الذي وجدناه في عدد من أفلام أمريكا اللاتينية ولا في معالجة المخرج المكسيكي لفيلم "بداية ونهاية".. ورغم ذلك كانت الجائزة الكبري من نصيب الفيلم المصري في سابقة لم تحدث سوي مرة واحدة طوال تاريخ مهرجان القاهرة حيث إن فيلم "تفاحة" إخراج "رأفت الميهي" عام 1996 أخذ الهرم الذهبي وبالمناسبة فإنه لم يكن أيضاً يستحقها.. "سوسن بدر" في فيلم "الشوق" أدت دوراً مليئاً بالأحاسيس أخذتها مناصفة مع الفرنسية العالمية "إيزابيل هوبير" عن فيلم "كوباكابانا".. إيزابيل كان أداؤها هادئاً "سوسن" كان أداؤها صاخباً وربما كانت المبالغة في تكرار المعاناة يتحمل مسئوليتها المخرج الذي لم يستطع تكثيف إحساس "سوسن" في عدد كبير من اللقطات.. علي الجانب الآخر أري أن لجنة التحكيم في المسابقة العربية والتي منحت جائزة أفضل فيلم عربي إلي الفيلم المصري "ميكروفون" إخراج وتأليف "أحمد عبد الله" لم تظلم الأفلام العربية الأخري.. الغريب أنها استبعدت فيلم "الشوق" من الحصول علي أي جائزة؟!
يظل دائماً لكل لجنة تحكيم قناعتها ومن حقنا أيضاً أن نختلف معها الأمر ليس له علاقة بأحد هذا فيلم مصري وذاك لبناني والثالث مغربي.. فبقدر ما شعرت بأن مصر لا تستحق "الهرم الذهبي" في "القاهرة" عن فيلم "الشوق" شعرت بأنها تستحق "المهر الذهبي" في "دبي" عن فيلم "ميكروفون"!!
*************
سكين سمعة مصر يذبح قائليه!
قبل أن يعرض هذا الفيلم في مهرجان "دبي" والذي يحمل عنوانه "678" أثار جدلاً واسعاً وتساءلوا كيف يسمح له بالعرض لفيلم ينشر غسيلنا القذر خارج الحدود وكأننا لا نزال نعيش في زمن ما قبل الانتشار الفضائي الذي ألغي المسافة بين الداخل والخارج.. الآن انتقل الفيلم إلي مصر وازدادت حدة التساؤلات التي لا أتصورها طبقاً لكل التجارب السابقة بعيدة عن قبة البرلمان المصري.. دائماً العنوان الأبرز هو "سمعة البلد" بينما الحقيقة المسكوت عنها هي أننا نريد أن نخفي رؤوسنا في الرمال.. الفيلم هو أول إخراج لكاتب السيناريو "محمد دياب" القضية هي التحرش الجنسي.. التقط "دياب" الفكرة ونسج السيناريو من خلال عدد من الوقائع التي نشرتها الصحف وتناولت بعض من تلك الجرائم.. نحن أمام ثلاثة نساء امرأة مثقفة ميسورة الحال "نيللي كريم" ، موظفة "بشري" ، وفنانة صاعدة "ناهد السباعي" تعمل أيضاً في أحد أماكن الدعاية التليفونية.. "بشري" الموظفة بالشهر العقاري والتي تعاني مادياً هي وزوجها "باسم سمرة" الذي يعمل حارساً.. "بشري" ترفض ركوب الأتوبيس بسبب خوفها من التحرش شاهدت بالصدفة "نيللي" في أحد البرامج التليفزيونية وهي تطالب النساء بالدفاع عن أنفسهن وحرصت علي أن تلتقي بها لتتعلم وسائل الدفاع عن النفس وهكذا أمسكت بإبرة في الأتوبيس طعنت بها في مكان حساس كل من اقترب منها الإبرة صارت مع الأيام "مدية".. علي الجانب الآخر نجد أن "نيللي كريم" تتعرض للتحرش وهي بصحبة زوجها "أحمد الفيشاوي" في أعقاب مباراة للفريق القومي.. يعاملها زوجها في البداية كمذنبة وليست ضحية ويرفض أن يبيت في المنزل مما أدي إلي تصدع العلاقة بينهما أما الضحية الثالثة التي أدت دورها "ناهد السباعي" فلقد قررت أن تخوض المعركة بعد أن تعرضت في الشارع وأمام بيتها للاعتداء البدني وأقامت دعوي ضد المذنب لتصبح هي صاحبة أول دعوي تحرش في مصر ليطرح الفيلم قضية خوف المجتمع من الاعتراف بأن هناك متحرشين بين مواطنيه وأن المرأة من حقها بل واجبها فضح هؤلاء بحجة أن الإعلان عن هذا الفعل يخدش حياء الأسرة.. السيناريو كان حريصاً علي إدانة رجال الشرطة وأساليب التحقيقات لأنهم لا يريدون الاعتراف بأن هناك امرأة تعرضت للتحرش بدعوي أنه ليس من صالح المرأة أن تفضح نفسها.. التليفزيون يدخل طرفاً ومن خلال برنامج "90 دقيقة" يقدم "معتز الدمرداش" فقرة نشاهد المجتمع الذي يدين المرأة علي اعتبار أنها هي التي تدفع الرجل بملابسها المثيرة لكي يتحرش بها.. تتعدد الجرائم في الأتوبيسات ويبدأ ضابط المباحث الذي أدي دوره "ماجد الكدواني" في التقاط الخيوط بعد أن تتعدد الإصابات في الأماكن الحساسة وبنفس الأداة "الدبوس" ثم "المدية".. يكتشف الضابط هذا التنظيم النسائي المكون من "نيللي" و "بشري" و "ناهد" ولكنه يرفض توجيه إدانة إلي أي أحد في محاولة للتغطية وكأنه لا يوجد تحرش في مصر رغم أن التحرش ظاهرة يعيشها العالم مع اختلاف الدرجة بالطبع بين مجتمع وأخر..
لفيلم يلجأ إلي الاتكاء علي الحلول الدرامية المباشرة علي طريقة الرسائل التوجيهية التي نراها في إعلانات تنظيم الأسرة مثل "حسنين ومحمدين" وأيضاً إعلانات توفير المياه الشهيرة باسم "ست سنية سايبة المية ترخ ترخ من الحنفية".. كما أن الفيلم تعرض لقضية حجاب المرأة علي هامش الأحداث رغم أن هذه القضية لا يصلح أن يتم التعامل معها درامياً بمثل هذا الاستخفاف فهي قضية مثارة في الشارع المصري الذي تستطيع أن تري 70% من نسائه محجبات.. لم يقدم المخرج رؤية سينمائية بصرية موازية للفكرة كما أنه علي المستوي الدرامي للمعالجة تناول الأمر وكأن جمهوره في "كي جي وان" فلقد كانت الأحداث صاخبة تتباين في ألوانها الدرامية بين الأبيض والأسود.. الفيلم تقنياً متواضع ويبدو أن المخرج خضع لرغبات المنتجة الفنية للفيلم "بشري" التي غنت بلا أي منطق في تترات النهاية رغم أن "بشري" كانت متألقة في أداء دور الموظفة الفقيرة وأيضاً "ناهد السباعي" التي تتقدم دائماً خطوات.. كذلك الممثل الجديد الذي لعب دور خطيبها ولكني مع الأسف لا أعرف اسمه إلا أن الدور الذي لا ينسي فإنه لماجد الكدواني الذي استحق عن جدارة جائزة أفضل ممثل في مهرجان "دبي" فلقد كانت لديه تفاصيل دقيقة في التعبير بالإيماءة والنظرة بتكثيف لا يستطيع أدائه إلا ممثل بحجم "زكي رستم" و "محمود المليجي" و "سناء جميل" و "سعاد حسني" و "أحمد زكي"!!
أختلف كثيراً مع الحالة السينمائية التي قدمها "محمد دياب" في أول تجربة له كمخرج ولكني أدافع عن حقه في التعبير وأرفض أن يتعرض المبدع في عالمنا العربي إلي هذا الاتهام الباتر وهو الإساءة لسمعة البلد.. إن من يشهر هذا السلاح في وجه كل من يفضح سلبيات المجتمع هو الذي يسئ إلي سمعة مصر!!
************
هل يضطهد المصريون "فريد الأطرش"؟!
الأحد القادم تحل الذكري السادسة والثلاثون لرحيل "فريد الأطرش" ويتردد مع الذكري عتاب من عشاق فريد وهم كثر حيث يقارنون بين نصيب "فريد" من الاهتمام الإعلامي في ذكراه ونصيب "عبد الحليم".. رحل فريد قبل حليم بأقل من ثلاث سنوات، ودائماً ما تتحول كل أجهزة الإعلام إلي مولد سيدي "حليم"، وهذا التعبير ليس من عندي قاله لي الموسيقار الراحل "كمال الطويل" واصفاً تلك الحفاوة السنوية التي ينالها "عبد الحليم حافظ" مرتين كل عام في ذكري رحيله وأيضاً ميلاده بينما في ذكري رحيل "فريد" لا يزيد الأمر علي برنامج إذا عرض وفيلم إذا وجد له مساحة أما في عيد ميلاد "فريد الأطرش" فلا حس ولا خبر؟!
عشاق فريد يدللون بتلك المقارنة علي أن مصر تنحاز إلي كل ما هو مصري وإلا فلماذا التفرقة بين عملاقي الغناء العربي عبد الحليم المصري ابن قرية الحلوات بالشرقية وفريد السوري ابن جبل "الدروز".
تأملت السؤال الذي له مذاق العتاب ولدي أربعة أسباب لتفسير هذا التجاهل الذي أراه غير متعمد.. أولاً إن الراحل "مجدي العمروسي" كان وراء هذا الاهتمام المبالغ فيه بذكري عبد الحليم لأنه كان يحيله في نهاية الأمر إلي مكسب مادي لحساب شركة صوت الفن، وبالطبع فإنه بعد رحيل العمروسي لا يزال الإعلام المصري يسير بقوة الدفع "العمروسية"!!
السبب الثاني هو أن الغناء الوطني لعبد الحليم حافظ شكل ذاكرة الناس ولا يزال، فهو شاهد الإثبات الغنائي علي كل المراحل الوطنية التي عاشتها مصر منذ أن غني في مطلع الثورة "إني ملكت في يدي زمامي".. حتي غني بعد نصر أكتوبر "عاش اللي قال"، فريد غني لمصر وللكفاح العربي، لكن أغنياته الوطنية لم تصبح معالم في ذاكرة الأمة، فلا يوجد في رصيد فريد أغنيات لها قامة "السد"، و "بالأحضان"، و "يا جمال يا حبيب الملايين". وغيرها، السبب الثالث أن أغنيات عبد الحليم العاطفية والتي شارك في تلحين القسط الوافر منها كمال الطويل ومحمد الموجي وبليغ حمدي ومنير مراد وقبلهم "محمد عبد الوهاب" أكثر شبابية ومعاصرة من الألحان التي انفرد بوضعها الموسيقار فريد الأطرش لصوت فريد الأطرش.. المؤكد أن المطرب "فريد الأطرش" كان فقط لا يغني سوي للملحن "فريد الأطرش" مما منحه مذاقاً واحداً علي عكس "عبد الحليم" الذي نهل من كل الأغصان النغمية!!
السبب الرابع والأهم أن ذكري فريد تحل قرب نهاية العام ببضعة أيام، وفي العادة فإن الصحافة والإذاعة والتليفزيون تمنح كل المساحات المتاحة أمامهم لتقديم إحصاءات وكشف حساب للعام الذي أوشك علي الرحيل وللعام الذي سيولد بعد قليل، ولا تتبقي إلا مساحة ضئيلة جداً للاحتفال بذكري فريد، بينما تأتي ذكري عبد الحليم يوم 30 مارس في وقت ينتظر فيه الإعلام قدوم أي حدث يشغل به الفراغ الإعلامي!!
كانت وصية فريد الأطرش قبل رحيله بساعات قليلة أن يدفن في أرض مصر.. وعندما تجمعت عشيرته من الدروز أمام المستشفي اللبناني الذي توفي فيه يوم 26 ديسمبر 1974 لكي يدفنوه في مسقط رأسه جبل الدروز قال لهم شقيقه الكبير "فؤاد الأطرش" إذا كنتم تحبون فريد فيجب أن تساعدوني علي تنفيذ وصيته، وهي أن يدفن في تراب مصر، ولا أتصور أن المصريين الذين أحبهم فريد كل هذا الحب لا يبادلونه أيضاً كل الحب!!
الحل الأمثل الذي أراه هو أن نحتفل بعيد ميلاد "فريد الأطرش" من كل عام المولود في 21 أبريل 1910.. دائماً يأتي ميلاده مع أعياد الربيع فهو قدم للربيع أجمل أغانيه ما رأيكم أننا يوم 21 أبريل القادم نحتفل معاً بعيد ميلاد "فريد" رقم "101" وساعتها سوف نجد أن مولد سيدي "فريد الأطرش" ينافس مولد سيدي "عبد الحليم حافظ"!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.