لحظة إطلاق باكستان صواريخ على مواقع هندية ردا على العدوان الهندي (فيديو)    دوي انفجارات في مدينتي أمريتسار وجامو الهنديتين وسط تصاعد التوترات    الرئيس السيسي يعود إلى أرض الوطن بعد مشاركته في احتفالات عيد النصر في موسكو    بعد 12 ساعة، السيطرة على حريق شونة الكتان بشبراملس في الغربية، و20 صورة ترصد ما حدث    بعد 8 ساعات.. السيطرة على حريق شونة الكتان بشبرا ملس    نشرة التوك شو| البترول تعلق على أزمة البنزين المغشوش.. وتفاصيل جديدة في أزمة بوسي شلبي    طحالب خضراء تسد الفجوة بنسبة 15%| «الكلوريلا».. مستقبل إنتاج الأعلاف    الشعب الجمهوري بالمنيا ينظم احتفالية كبرى لتكريم الأمهات المثاليات.. صور    شعبة الأجهزة الكهربائية: المعلومات أحد التحديات التي تواجه صغار المصنعين    مدير مدرسة السلام في واقعة الاعتداء: «الخناقة حصلت بين الناس اللي شغالين عندي وأولياء الأمور»    برلمانية: 100 ألف ريال غرامة الذهاب للحج بدون تأشيرة    جيش الاحتلال يصيب فلسطينيين بالرصاص الحي بالضفة الغربية    طريقة عمل الخبيزة، أكلة شعبية لذيذة وسهلة التحضير    عقب الفوز على بيراميدز.. رئيس البنك الأهلي: نريد تأمين المركز الرابع    سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن بعد آخر تراجع بمستهل تعاملات السبت 10 مايو 2025    الشقة ب5 جنيهات في الشهر| جراحة دقيقة بالبرلمان لتعديل قانون الإيجار القديم    استشهاد قائد كتيبة جنين في نابلس واقتحامات تطال رام الله    العثور على جثة متفحمة داخل أرض زراعية بمنشأة القناطر    زعيم كوريا الشمالية: مشاركتنا في الحرب الروسية الأوكرانية مبررة    هل تجوز صلاة الرجل ب"الفانلة" بسبب ارتفاع الحرارة؟.. الإفتاء توضح    الهند تستهدف 3 قواعد جوية باكستانية بصواريخ دقيقة    الترسانة يواجه «وي» في افتتاح مباريات الجولة ال 35 بدوري المحترفين    «زي النهارده».. وفاة الفنانة هالة فؤاد 10 مايو 1993    ملك أحمد زاهر تشارك الجمهور صورًا مع عائلتها.. وتوجه رسالة لشقيقتها ليلى    «زي النهارده».. وفاة الأديب والمفكر مصطفى صادق الرافعي 10 مايو 1937    تكريم منى زكي كأفضل ممثلة بمهرجان المركز الكاثوليكي للسينما    «ليه منكبرش النحاس».. تعليق مثير من سيد عبدالحفيظ على أنباء اتفاق الأهلي مع جوميز    غدا انطلاق هاكاثون 17.. وحلول تكنولوجية لأهداف التنمية الاكثر الحاحا التعليم والصحة والطاقة والتنمية والمناخ    «غرفة السياحة» تجمع بيانات المعتمرين المتخلفين عن العودة    «صحة القاهرة» تكثف الاستعدادات لاعتماد وحداتها الطبية من «GAHAR»    حريق ضخم يلتهم مخزن عبوات بلاستيكية بالمنوفية    عباسى يقود "فتاة الآرل" على أنغام السيمفونى بالأوبرا    ستاندرد آند بورز تُبقي على التصنيف الائتماني لإسرائيل مع نظرة مستقبلية سلبية    حدث في منتصف الليل| ننشر تفاصيل لقاء الرئيس السيسي ونظيره الروسي.. والعمل تعلن عن وظائف جديدة    تعرف على منافس منتخب مصر في ربع نهائي كأس أمم أفريقيا للشباب    رايو فاليكانو يحقق فوزا ثمينا أمام لاس بالماس بالدوري الإسباني    الأعراض المبكرة للاكتئاب وكيف يمكن أن يتطور إلى حاد؟    هيثم فاروق يكشف عيب خطير في نجم الزمالك.. ويؤكد: «الأهداف الأخيرة بسببه»    متابعة للأداء وتوجيهات تطويرية جديدة.. النائب العام يلتقي أعضاء وموظفي نيابة استئناف المنصورة    البترول: تلقينا 681 شكوى ليست جميعها مرتبطة بالبنزين.. وسنعلن النتائج بشفافية    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية بالبنك المركزي المصري    جامعة القاهرة تكرّم رئيس المحكمة الدستورية العليا تقديرًا لمسيرته القضائية    يسرا عن أزمة بوسي شلبي: «لحد آخر يوم في عمره كانت زوجته على سُنة الله ورسوله»    انطلاق مهرجان المسرح العالمي «دورة الأساتذة» بمعهد الفنون المسرحية| فيديو    عمرو أديب بعد هزيمة بيراميدز: البنك الأهلي أحسن بنك في مصر.. والزمالك ظالم وليس مظلومًا    أمين الفتوى: طواف الوداع سنة.. والحج صحيح دون فدية لمن تركه لعذر (فيديو)    أسخن 48 ساعة في مايو.. بيان مهم بشأن حالة الطقس: هجمة صيفية مبكرة    بسبب عقب سيجارة.. نفوق 110 رأس أغنام في حريق حظيرة ومزرعة بالمنيا    النائب العام يلتقي أعضاء النيابة العامة وموظفيها بدائرة نيابة استئناف المنصورة    «بُص في ورقتك».. سيد عبدالحفيظ يعلق على هزيمة بيراميدز بالدوري    «لماذا الجبن مع البطيخ؟».. «العلم» يكشف سر هذا الثنائي المدهش لعشاقه    ما حكم من ترك طواف الوداع في الحج؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)    عميد تجارة عين شمس: دمج المناهج الحالية مع التقنيات الحديثة    خطيب الجامع الأزهر: الحديث بغير علم في أمور الدين تجرُؤ واستخفاف يقود للفتنة    رئيس جامعة الإسكندرية يستقبل وفد المجلس القومي للمرأة (صور)    البابا لاون الرابع عشر في قداس احتفالي: "رنموا للرب ترنيمة جديدة لأنه صنع العجائب"    هل يجوز الحج عن الوالدين؟ الإفتاء تُجيب    رئيس الوزراء يؤكد حِرصه على المتابعة المستمرة لأداء منظومة الشكاوى الحكومية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صراع الأصل والصورة في دراما رمضان!
طارق الشناوي يكتب حكايات فنية:
نشر في صوت الأمة يوم 28 - 08 - 2011

كانت وصية "هند رستم" لابنتها الوحيدة "بسنت" لا تسمحوا لأحد أن يقدم حياتي في عمل فني.. كانت "هند" قد شاهدت المسلسلات التي تناولت حياة فنانين من معاصريها وهي شاهدة إثبات علي جانب من الوقائع إلا أنها لم تعثر عليها فاختلطت الحقائق بالأكاذيب ولهذا أوصت ابنتها بألا يعبث أحد بتاريخها!! من عايشوا الزمن الذي تجري فيه أحداث عدد من مسلسلات السير الذاتية وكانوا فاعلين أو حتي قريبين من شخوصه وأحداثه كانت لديهم دائماً انتقادات إلا أن المثير هو أن الجمهور أيضاً كثيراً ما يعتريه التحفظ وأحياناً الغضب من هذه المسلسلات برغم حرصه علي أن يشاهدها!! الذي يثير الدهشة في مسلسلات السيرة الذاتية هو التباين الشديد بين الأصل والصورة.. الشخصيات الفنية والسياسية لدي كل منا سواء عرفنا هذا الفنان أو السياسي عن قرب أم لا صورة ما تنطبع في أذهاننا حتي لو خالفت الحقيقة إلا أنها تظل لها في أحيان كثيرة طعم الحقيقة!! مع كل فشل تحققه مسلسلات السيرة الذاتية نعتقد أنها النهاية لهذا النوع الدرامي ثم نكتشف في رمضان التالي أن الباب لم يغلق بعد وأن هناك المزيد من الأعمال الفنية في الطريق إلينا!! هذا العام زادت الجرعة وأيضاً ارتفع معدل الاعتراضات حتي تلك التي تقاضي أصحاب السيرة الحقيقيين أجراً للموافقة عليها إلا أنهم لم يركنوا للصمت، كان لديهم أيضاً اعتراضهم.. صباح "الشحرورة" وأحمد الريان "الريان" و محمود درويش "في حضرة الغياب" والمسلسل الوحيد الذي أفلت من الغضب هو "رجل لهذا الزمان" الذي يقدم حياة عالم الذرة المصري "د. علي مصطفي مشرفة" وذلك لأنه يتناول الجوانب الإيجابية فقط لتلك الشخصية علي المستويين العلمي والشخصي كما أن هناك مسافة زمنية أكثر من نصف قرن تفصلنا عن حياة" مشرفة".. والغريب أن الغضب امتد إلي مسلسل "نونة المأذونة" الذي لا يقدم حياة مأذونة بعينها إلا أن هذا لم يمنع أن أول مأذونة في مصر اعتبرت المسلسل يشوه حياتها رغم أنه لا يتناول من بعيد أو قريب حياتها!!
المسلسلات الثلاثة "الشحرورة" و "الريان" و "في حضرة الغياب" سوف نري العديد منها يشغل مساحة أمام القضاء بحجة تعمد التشويه.. كانت بداية شلالات الغضب بعد الحلقة الأولي من مسلسل "في حضرة الغياب" الذي يتناول حياة الشاعر الكبير "محمود درويش" من تأليف الكاتب السوري المعروف "حسن يوسف" وإخراج "نجدت أنزور".. أيضاً "سولاف فواخرجي" تشارك "فراس إبراهيم" البطولة.. "محمود درويش" مر علي رحيله ثلاث سنوات وهو مع "نزار قباني" و "عبد الرحمن الأبنودي" يشكل كل منهم لدي الناس حضوراً خاصاً فهم بين الشعراء القلائل في عالمنا العربي الذين حققوا شعبية جماهيرية بهذا السحر الخاص وليس فقط سحر الشاعر ولكن سحر الشخصية بقدرتها علي أن تخرج بعيداً عن دفتي ديوان الشعر لتلتقي مباشرة بالجماهير في علاقة حميمة.. "فراس إبراهيم" بطل ومنتج الحلقات والمشرف العام علي المسلسل فوجئ بأن مساحة الغضب تتجاوز مجرد احتجاج المؤسسة الثقافية الفلسطينية التي تحمل اسم "درويش" لتمتد إلي المشاهدين العرب من خلال المطالبة بمقاطعة المسلسل.. الكاتب "حسن يوسف" كان يقدم حالة متوازية علي مستوي البناء الدرامي حيث أنه يعيد قراءة أشعار "محمود درويش" التي تمتزج مع سيرته الذاتية لتنسج حكاية وطن لأن "محمود درويش" ولد قبل النكبة بحوالي عشر سنوات وكان علي المستوي الشخصي فاعلاً في المواقف السياسية طوال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.. كاتب السيناريو كان يعود للقصيدة باحثاً عن اللمحة وكان يقدم القصائد بصوت "فراس" والناس تحفظ قصائد "درويش" بصوته ولهذا زادت مشاعر الغضب كلما ازدادت مساحات التباين بين الأصل والحقيقة!! ولم يسلم مسلسل "الشحرورة" من غضب مشترك من الجمهور وأيضاً "صباح" التي قالت أن المسلسل يشوه تاريخها برغم أن الكاتب "فداء الشندويلي" سجل معها تفاصيل حياتها علي شريط كاسيت إلا أنها اتهمته بأنه تعمد ألا يلتزم بالأحداث التي روتها له برغم أنه قال لو التزمت درامياً بما روته لي "صباح" لشوهت تاريخها.. كانت الحادثة التي أثارت غضبها هي مقتل أمها علي يد شقيقها برغم أن الكاتب لم يوضح هل لأنها قد ضبطت في وضع غير أخلاقي أم أنه مجرد شك خاصة أن المخرج "أحمد شفيق" قدم لنا الأم دائماً في صورة المرأة المخلصة ولهذا كانت مفاجأة أن نصدق خيانتها.. كذلك اعترضت "صباح" علي صورة والدها الذي قدم في المسلسل باعتباره رمزاً للجشع.. بالتأكيد إن "صباح" كثيراً ما تناولت في أحاديثها التليفزيونية العديد من التفاصيل الخاصة والحساسة في حياتها فهي مثلاً لا تشعر بأي حرج وهي تذكر كم من المرات التي خانت فيها أزواجها والناس تحفظ من خلال البرامج التليفزيونية العديد من تلك الوقائع فهي صاحبة هذا التصريح وهو إنها خانت كل أزواجها.. ورغم ذلك لم تكتف "صباح" بإعلان الغضب ولكنها انضمت إلي أسرة "فيروز" في احتجاجها عندما تحايل المسلسل علي قصة الزواج الذي لم يكتمل بين "عاصي رحباني" و "صباح" حيث أطلق عليهما المسلسل "صاصي" و"نيروز" ورغم ذلك اعترضت "فيروز"و تضامنت معها "صباح"!! الحقيقة أن الصدمة لم يشعر بها المشاهدون بسبب الأحداث ولكن لأن صورة "صباح" في شبابها لا تزال قابعة في خيالنا.. نحن نري "صباح" في كل الأوقات من خلال الفضائيات التي تعيد دائماً أفلامها ونري هذا الوجه المضيء والذي يشع حضوراً وجاذبية.. "صباح" محفورة في ذاكراتنا وصورتها في الشباب لا يمكن أن تغادرنا لأن الأفلام رسخت هذه الملامح.. كان أول خطأ وقع فيه المخرج أنه منح الدور إلي "كارول سماحة" وهي لا يمكن أن تقترب شكلياً أو نفسياً مع الصبوحة ولهذا خسر المخرج ضربة البداية برغم إنه سبق له في مسلسل "ليالي" الذي تناول بأسلوب غير مباشر حياة المطربة الراحلة "سوزان تميم" وأسند الدور إلي "زينة" وهي بالمناسبة لا تشبه "سوزان" أيضاً ولكن الفارق أن "سوزان" علي عكس "صباح" ليس لها في الذاكرة صورة ثابتة فهي من الممكن أن يتم إعادة تشكيلها مرة أخري برؤية مختلفة وحتي لا نظلم المخرج فأنا أقول أنه قد أجاد ضبط إيقاع الحلقات ولكن لا يزال خطأه الرئيسي في اختيار "كارول سماحة"!!
مسلسل آخر وهو "الريان" المأخوذ عن حياة "أحمد الريان" وكان "الريان" قد تقاضي مقابلا ماديا ورغم ذلك حرص فريق العمل علي التأكيد أن العمل الفني من نسج الخيال ولا يمت بصلة قربي لأي شخصيات بعينها ولكن الحقيقة التي نعرفها جميعاً هي أن هذا هو "الريان" وتلك هي عائلته وهؤلاء هن زوجاته.. "خالد صالح" استطاع أن يشيع في جنبات الشخصية التي يؤديها قدرا من الدفء ليدفع الجمهور لكي يحب "الريان" لأنه قدم الشخصية بدرجة عالية من الحميمية كما أنه أصبغ عليها المفردات الخاصة به وأخذها إلي عالم "خالد صالح".. "الريان" بالطبع ليست له صورة محفورة لدي المشاهدين باستثناء اللحية ولكن الناس رسمت له صورة للإنسان الفهلوي القادر علي بيع الوهم وبالفعل هو صدر للناس في مصر أنه يستطيع أن يزيد مدخراتهم بنسب غير مسبوقة وصدقوه.. المعروف أن آلاف من الأسر المصرية فقدت بسببه تحويشة عمرها ورغم ذلك فإن "أحمد الريان" هو الغضبان من المسلسل الذي تتابعه بشغف الجماهير!! المسلسل الذي أفلت من تلك المشاعر هو "رجل من هذا الزمان" الذي يتناول حياة عالم الذرة "د.علي مصطفي مشرفة".. لا يوجد أي أرشيف مصور لمشرفة باستثناء تلك الصورة الفوتوغرافية التي نسجت علي منوالها "إنعام محمد علي" شخصية "مشرفة" التي أداها "أحمد شاكر" والذي سبق له أن أدي قبل ثلاث سنوات دور "فريد الأطرش" في مسلسل "أسمهان".. الشخصية لها جاذبيتها ومصداقيتها ولكن النص الدرامي لجأ إلي أسلوب السرد التقليدي لم يستطع الكاتب "محمد السيد عيد" أن يقفز فوق أسوار الطريقة المباشرة في السرد وأصبحنا أمام مسلسل هام ولكنه يفتقد الجاذبية.. كما أنني لم استطع أن استسيغ الأسباب التي أدت بالمخرجة إلي تقديم الحوار بهذا الأسلوب عندما تتحدث بعض الشخصيات الأجنبية نستمع إلي كلمة بالإنجليزية والباقي بالعربي صار الأمر يؤدي إلي الضحك!! في الدراما من الممكن أن تلجأ إلي اللغة الافتراضية أي أن تنطق الشخصيات حتي الأجنبية اللغة العربية والناس تتسامح معهم لأنهم يتعاملون مع هذا القانون مثلما تشاهد فيلم أمريكي الإنتاج تجري كل أحداثه في فرنسا وشخوصه فرنسية ولكن الشخصيات تتحدث اللغة الإنجليزية بلكنة أمريكية وتتقبل ذلك!!
كان من المفروض لولا أحداث الثورة المصرية أن نشاهد أيضاً حياة "تحية كاريوكا" و "بليغ حمدي" و"رشدي أباظة" و "محمد عبدالوهاب" وهم أربعة من العمالقة عاشوا في مرحلة زمنية متقاربة مع "صباح" أي أن المشاهد كان سيجد نفسه يتابع الشخصية الواحدة في اليوم مرتين وربما ثلاث لأنك مثلاً ستري "عبدالوهاب" في مسلسل "عبدالوهاب" وتري "عبد الوهاب" ُثان في المسلسل الذي يتناول حياة "صباح" وتري "عبدالوهاب" ثالث في المسلسل الذي يتناول حياة "تحية كاريوكا" مثلما حدث هذا التداخل مع مسلسلي "العندليب" و "السندريلا" اللذين عرضا قبل ثلاثة أعوام وكانت النتيجة هي حالة التشتت التي عاشها الجمهور ولكن الله سلم هذا العام وتعثرت باقي المشروعات التي تناولت شخصيات فنية باستثناء "الشحرورة"!!
مسلسلات السيرة الذاتية في كل عام هي التي تحتل المساحة
*************
بين بشار والثوار
هل يقاطع النجوم العرب مهرجان دمشق ؟
أغلب النجوم في سوريا لا يزالوا يشكلون درعا واقيا لحماية "بشار الأسد".. إنهم حريصون علي أن يواصلوا الدفاع عن الطاغية مؤكدين "بشار إلي الأبد".. النظام السوري قام بتدجين المثقفين والفنانين ليتحولوا إلي أبواق تردد نفس الكلمات التي تري سوريا لا تعتبر سوريا بدون "بشار".. طموح النظام السوري الآن هوأن تتسع رقعة التأييد لبشار لتصل إلي كل نجوم العالم العربي! نقطة الانطلاق هي مهرجان "دمشق" السينمائي الدولي، عدد كبير من النجوم العرب قد تلقوا دعوات لحضور الدورة رقم "19" التي تبدأ في مطلع نوفمبر والهدف أن نصبح بصدد دورة سياسية يقف فيها النجم السوري بجوار النجم العربي مدافعاً عن بقاء "بشار".. لن يطلب من النجوم العرب بالطبع في الدعوة أن يذهبوا للدفاع عن "الأسد" الذي يفتح النيران ضد كل من يطالب بالحرية لبلاده ولكن إدارة المهرجان برئاسة الناقد "محمد الأحمد" تتصل وترسل الدعوات لتقدم للقيادة السورية مصوغات بقاءها في الحكم مؤكدة أن سيطرة "بشار" امتدت حتي للنجم العربي الذي جاء لدعم النظام وسوف يلعب النجوم السوريون الدور الأكبر في ترغيب النجوم العرب بالذهاب إلي دمشق لنري علي المسرح في حفلتي الافتتاح والختام قصائد مدح في "الطاغية"! أغلب المهرجانات العربية تأجلت في البلاد التي عاشت أحداث الثورة حيث تم في مصر مثلاً إلغاء حتي الآن مهرجانات الطفل والقومي والتجريبي والقاهرة السينمائي الدولي ولكن سوريا تريد أن تقدم رسالة للعالم تؤكد أن الحياة الطبيعية هي التي يعيشها الناس هناك وأنه لا توجد ثورة ولا شعب ثائر يقتل عدد من شبابه يومياً.. إلا أن الشباب السوري لا يزالون يخرجون مطالبين بالحرية.. إنه الصراع بين النداءين "بشار وبس" أو"الحرية وبس".. النجم العربي الذي يذهب للمهرجان الذي يقام تحت رعاية "بشار" عليه أن يحدد موقفه مع الحرية أم "بشار"! في سوريا يريدون للفنان أن يظل صدي للحاكم والنسبة الأكبر من النجوم السوريين ليسوعلي استعداد أن يدخلوا في معركة ضد النظام إنهم لا يدافعون سوي عن مصالحهم والنظام الحاكم كان حريصاً دائماً علي أن يقرب إليه هؤلاء النجوم ليضمن ولاءهم له وهم الآن يسجلون لقاءات في مختلف الفضائيات للدفاع عن بقاء "بشار" والمعركة القادمة بالنسبة لهم هي مهرجان "دمشق".. لن يسمح النظام السوري بأن يصبح المهرجان مجرد دورة ثقافية عادية ولكن سوف تشهر فيها كل الأسلحة من أجل أن يبايعوا "بشار" وأن يقدموا رسالة زائفة للعالم بأن هذا الطاغية يناصر الفن والفنانين وأن المؤازرة له عربية وليست فقط سورية! المطلوب أمنياً في سوريا هوأن يقول الفنان السوري أنه مع الحرية وضد الفساد وأن الوحيد القادر علي تحقيق الحرية وقهر الفساد هو"بشار".. في الماضي لم يكن مسموحاً لأحد أن يتحدث عن الفساد الذي اقترب من السلطة الآن صار ممكناً أن تنتقد الفساد الذي استشري داخل الدائرة القريبة للأسد الابن ولكن مع التأكيد أن "بشار" هوالقادر فقط علي أن يتحداه ويتخطاه.. منذ "حافظ الأسد" صار الأسد هوالمقدس وامتد هذا المفهوم القاصر إلي "بشار" إلا أنهم لم يلاحظوا فروق التوقيت فلم يعد هناك ما يمكن أن يصدق أويتعامل مع تلك الأبدية إلا أن أغلب النجوم السوريين يبدوأنهم قد توقفت لديهم أجهزة التوقيت ولا يزالون يرددون "بشار إلي الأبد".. وتابعوا أحاديث "رغدة" و"سلاف" و"دريد" و"جمال" و" تيم " و" جومانة" وغيرهم لن تجدوا سوي الخضوع المطلق للحاكم الأبدي! لا أتصور أن الشعب في مصر أوتونس أوليبيا أواليمن من الممكن أن يتسامح مع فنان يذهب إلي سوريا في هذا التوقيت الذي نري فيه رأس النظام يفتك بشعبه.. لا أتصور أن فنانا لبنانيا أوجزائريا أومغربيا لم تشهد بلده ثورة لكنه يشعر بأن العالم العربي كله ينتظر هذا الموقف ولهذا سوف يفكر الفنان العربي كثيراً قبل أن يفعلها ويذهب إلي مهرجان دمشق إنه لا يذهب هذه المرة للمهرجان ولكن لنصرة "بشار". شعوب العالم العربي أصبحت هي صاحبة العصمة والفنان الذي يبيع مشاعر الشعوب من أجل إرضاء الحاكم لا مكان له.. لقد رفعت الشعوب العربية سلاح المقاطعة والقوائم السوداء لا تزال مشرعة في وجه كل من يقف ضد تطلعاتها في الحرية وإسقاط الأنظمة التي تقيد الحريات! مهرجان دمشق السينمائي سيشكل نقطة فارقة في تحديد مواقف الشعوب تجاه النجوم
************
قبل الفاصل
قل لي كم «صفيحة» أقل لك من أنت؟
أيام قلائل وينتهي السباق الرمضاني ومن المؤكد أنك سألت نفسك هذا السؤال لماذا يبدو الكثير منها بعيد عن روح الفن الذي تستطيع أن تقول إن أول قواعده هي التكثيف بينما يتردد في الاستوديوهات تعبير يخاصم الفن تماماً إنه "البريزة" و"الصفيحة" ولا يتوقف ضخ البرايز والصفائح في المسلسلات الدرامية التي يجري تصويرها حتي نهاية شهر رمضان.. فما هي البريزة وبماذا تختلف عن الصفيحة.. في قاموس منتجي الدراما البريزة تساوي 10 دقائق والصفيحة 20 دقيقة المطلوب من المخرج المجتهد أن يصور صفيحة وبحد أدني بريزة ونصف يومياً!!
لو تتبعت أغلب المسلسلات ستكتشف أن الكاتب يلعب دوره الأساسي في زيادة مساحة المادة الدرامية وإهدار الوقت في الثرثرة والإعادة.. الحدث الصغير يكبر الموقف الدرامي الذي ولد صغيراً ومحدوداً وغير قابل للتطوير تتم إعادته أكثر من مرة ليصبح عملاقاً فأنت تري مثلاً هذا المشهد الذي تجري أحداثه في المنزل بين الزوجة والزوج حيث تتهمه زوجته قائلة أنت خنتني يؤكد لها أبداً يا حبيبتي أنا مخلص.. المشهد الثاني علي المقهي الزوج مع الأصدقاء وهم يلعبون الطاولة ويشربون الشيشة الزوج يقول لأصدقائه تصور إن زوجتي المجنونة تقول لي أنني خنتها.. المشهد الثالث الزوجة مع صديقتها تصوري أنني قلت له أنك بتخوني.. المشهد الرابع الخادم والخادمة في المطبخ يتبادلان الحوار همساً تصور إنها قالت له إنه بيخونها؟!
المشهد الخامس الزوج يحلم أنه يخون زوجته.. المشهد السادس الزوجة تحلم أنها تشاهد الزوج وهو يخونها.. المشهد السابع - وهو غير موجود في الإسكريبت - الأسرة التي تشاهد المسلسل لا تجد أمامها حلا سوي أن تحطم جهاز التليفزيون!
ما الذي يحدث بالضبط في الدراما التليفزيونية؟ تستطيع أن تكتشف ببساطة أنه صراع علي المساحة البيضاء أقصد الورق الأبيض المرصوص أمام مكتب المؤلف والذي ينبغي أن يتم ملؤه بمادة مكتوبة والزمن الفارغ يجري حشوه بمشاهد فارغة ولهذا فإنه بالإضافة إلي البريزة والصفيحة هناك أيضاً تعبير شائع كثيراً ما يتردد في الاستوديوهات وهو أرمي وقت.. هذا هو الوقت الذي من الممكن أن نلحظه مثلاً عندما يرن جرس التليفون تقول الزوجة لزوجها يا تري مين ع الباب وتبدأ في حوار عن احتمالات تكشف شخصية الضيف ثم تفتح الباب لتفاجأ بأن الطارق أخطأ في العنوان.. إنه الزمن الميت كما يطلقون عليه في علم الدراما.. إنها الأحداث التي من الممكن الاستغناء عنها ولا يتأثر بها الموقف وأول درس يتعلمه طلبة الأكاديميات الفنية هو إياكم والأحداث المجانية التي لا تضيف شيئاً للحدث الرئيسي.. نعم الكل يعرفون الدرس إلا أنهم جميعاً يتجاهلونه!!
النجم الذي يتعاقد علي 30حلقة ليس علي استعداد لكي يهبط أجره للنصف لو أنه اختصر الحلقات إلي 15.. الكاتب والمخرج حتي الممثلين الثانويين الكل يعلم أن هناك خسارة مؤكدة تنتظره لو أنه فتح الباب أمام ضميره المهني ولهذا جميعاً يصمتون علي تلك الجريمة ويمنحون ضميرهم الفني إجازة مفتوحة.. والغريب أن الناس مبسوطة ومرتاحة وعلي سنجة عشرة بدليل إننا في كل سنة نكتب عن نفس المأزق ولا أحد يغضب أو يثور.. حتي أن شركات الإنتاج في الوسط الفني صارت تحدد أجر المخرج والكاتب والممثل بعدد البرايز والصفائح القادرون علي إنتاجها.. قل لي كم صفيحة تنتجها في اليوم؟ أقل لك من أنت.
كم هي الأعمال الدرامية التي كانت مجرد ملء لمساحات فارغة "سمارة" أم "الزناتي مجاهد" أم "كيد النسا" أم أن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.