أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، قيام أجهزة الأمن التونسية باستخدام العنف المفرط تجاه المتظاهرين، لتفريق المظاهرات السلمية التي جابت أرجاء العديد من الولاياتالتونسية، كما استنكرت الشبكة العربية قيام السلطات التونسية بتوقيف «قدور لارتيستو» مغني الراب التونسي، على خلفية إحدى أغنياته التي وصف فيها الوضع المتدهور في تونس بعد الثورة. قامت قوات الأمن التونسية 10 يناير، بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي على شباب بن قردان الذين خرجوا في تظاهرات اليوم منددين بتدهور الأحوال الاقتصادية وسوء إدارة البلاد. كما قامت الأجهزة الأمنية الأربعاء 9 يناير، بتوقيف «قدوري لارتيستو» L'artistou مغني الراب التونسي، جراء أغنيته التي تحدث فيها عن سوء إدارة البلاد وتردي الأوضاع الاقتصادية، يأتي ذلك في إطار الأحداث التي شهدتها، مدينة الكاف، حيث انطلقت مسيرة جابت شوارعها انطلاقا من «برنوصة» باتجاه مقر الولاية. وقالت الشبكة العربية لحقوق الإنسان: «إن التعرض للمتظاهرين السلميين بهذا العنف المفرط لهو انتهاك صريح لحرية الرأي والتعبير»، وأضافت الشبكة العربية: «أن استخدام الشرطة للعنف المفرط وإطلاق الرصاص المطاطي على المتظاهرين قد تجاهل الاجراءات النظامية التي تتطلب التدرج في استخدام وسائل القوة والعنف لمواجهة أحداث الشغب». ونبهت الشبكة العربية إلى نصوص القانون التونسي رقم 4/69 الصادر في 24 يناير1969 المتعلق بالاجتماعات العامة والمواكب والاستعراضات والمظاهرات والتجمهر، لا سيما الفصلين 20 و22 حيث أشار إلى أن استخدام الأسلحة النارية من طرف الموظفين المكلفين بإنفاذ القانون، يتم في حالة عجزهم، أي عجز الموظفين المكلفين باستخدام الأسلحة النارية، عن الدفاع بطريقة أخرى عن المكان الذي يحتلونه أو المنشآت التي يحمونها أو المراكز أو الأشخاص الذين عُهد إليهم بحراستهم، أو إذا كانت المقاومة بكيفية يستحيل التغلب عليها بصفة أخرى إلا باستعمال الأسلحة. كما نص القانون المشار إليه على أنه في حال واجه الموظفون العموميون «رجال الأمن»، متظاهرين يرفضون الانصراف رغم الإنذارات الموجهة لهم، فإنهم عليهم التدرج في استخدام الطرق التالية لتفريقهم: أولًا: الرش بالماء أو المطاردة بالعصي، ثم الرمي بالقنابل المسيلة للدموع، إذا لم تجد الطريقة الأولى، يتبع ذلك طلق النار عموديًا في الفضاء، وإذا استمر تجمهر المتظاهرين يمكن للموظفين في هذه الحالة طلق النار فوق رؤوسهم، وأخيرًا طلق النار صوب أرجلهم، فإذا «عمد المتجمهرون إلى بلوغ مقاصدهم بالقوة رغم استعمال جميع الطرق لتشتيتهم، فإن أعوان الأمن يطلقون عليهم النار مباشرة». وطالبت الشبكة وفقا لذلك، بفتح تحقيق فوري للكشف عن المتورطين في إطلاق أعيرة نارية على المتظاهرين، كما حملت الشبكة العربية السلطات التونسية المسؤولية عن الإصابات التي نجمت عن ذلك. وناشدت الشبكة السلطات التونسية سرعة الإفراج عن مغني الراب قدوور L'artistou وعدم ملاحقة النشطاء والمبدعين بغرض تكميم أفواههم.