w«لكيلا تأسوا على ما فاتكم، ولا تفرحوا بما آتاكم، والله لا يحب كل مختال فخور» آيات بينات من سورة الحديد يعلمنا الله سبحانه وتعالى كيف نتصرف إذا فاتنا شىء. وكيف نتصرف إذا كسبنا شيئا.. والآيات الشريفة.. التى أعتقد أن الإخوان المسلمين قرؤوها وحفظوها، تكاد تعنى موقفهم الآن بعد أن كسبوا معركة الرئاسة.. وهو كسب مشكوك فيه بشهادة الذين أشرفوا على العملية الانتخابية. وأكاد أقول إننى مبسوط لما انتهت إليه معركة الرئاسة، فقد نال الإخوان ما ظلوا نحو ثمانين عاما يجرون خلفه فقتلوا من قتلوا.. طيب.. ماذا سيفعل الإخوان المسلمون فى مصر.. أو بمصر ؟! هل صحيح أنهم لم يزوروا ولم يسلقوا الدستور؟ هل يصلحون الاقتصاد.. ويأتون باقتصاد السمن والعسل؟ هل سيقضون على البطالة «10 ملايين عاطل وأكثر».. سيوفرون مسكنا لكل بلا مأوى.. هل صحيح أنهم سيوقفون الاضطرابات والاعتصامات لأنهم سيعطون كل ذى حق حقه؟ للأسف الشديد أن الإخوان لا يتعظون بتجارب الماضى.. فلا بد أنهم يعرفون أن الإسراف فى الوعود خطأ تاريخى.. لقد وعد حسنى مبارك الشعب المصرى بالديمقراطية.. وبعد ثلاثين عاما من الوعود سقط حسنى مبارك لسبب بسيط، لأنه لم يكن يستطيع الوفاء بوعوده للشعب المصرى. والمثل البسيط الذى يعرفه الجميع هو لا تعد بما لا تقدر عليه، لأنه فى هذه الحالة سيكون «طق حنك» كما يقول إخوتنا فى الشام. ويسألنى الكثيرون: إلى متى يستمر حكم الإخوان؟! فأقول لهم: بقدر ما تعيش أكاذيبهم! لقد كانت عظمة عبد الناصر أنه لم يعد بشىء لم يحققه.. يسوسون لك: والديمقراطية! وأقول لهم: إن عبد الناصر فعلاً لم يكن فى حاجة إلى الديمقراطية فقد كان بينه وبين الشعب صلة روحية تغنيه عن كل وسيط.. كنا نحبه لله فى لله.. وهى نعمة لا يحصل عليها كثير من الرؤساء.. مثل الدكتور محمد مرسى.. فرغم ملامح الرجل الطيبة وأسلوبه المهذب.. فما زال بعيدا جدا عن حيازة حب الشعب.. وثقة الشعب.. ومهما أتى بمجالس منتخبة مزورة، فالناس تعرف أن كل هذا مجرد ديكور. وأقول لك بلا لف ولا دوران.. إن القبول هبة إلهية ليست لها شروط ولا قواعد.. إنها نوع من السر الخفى.. أو حتى اللهو.. أظنه لا أحد يعرف له جذورا ولا قواعد. وإذا جازت لى النصيحة للرئيس محمد مرسى أقول له إن شعبك قد اكتفى من الوعود والكلام المرسل وتغير وجوه بوجوه جديدة فى وزارة ليست أهلا بوزارة ما بعد ثورة 25 يناير. إن مصر فى حاجة إلى رئيس يستمع لصوت الشارع بجميع طوائفه ولا يسمح لجماعة تنظر إلى مصالحها فقط فما الفرق بينك وبين الرئيس السابق فكان يسمع لمن حوله فقط، ويصدق أن الاقتصاد بخير وأن مصر فى طريقها إلى الاستقرار، والحقيقة أن مصر كانت تسقط والآن أنت تسلك نفس الطريق وتتكلم عن اقتصاد يتعافى وسياحة فى ازدياد والحقيقة مؤلمة ولا تمت بصلة إلى ما آلت إليه مصر!