ما الذى حدث للجنيه المصرى الذى يبلغ من العمر الآن 89 عامًا؟ إنه يترنح ويتعرض للنزيف الحادّ.. رغم أنه كان يومًا ما رمزًا للاستقلال الذى حلمَت به مصر طويلاً.. فقد أصبح الآن دليلاً على تبعيتها وهو يلهث محاولاً التعلق بأذيال الدولار .. الذين يضاربون به الآن ويحاولون خنقه لا يقودوننا إلى كارثة اقتصادية فقط.. ولكنهم يمحون جزءًا من تاريخنا وهُويَّتنا.. هذه قصة صدور أول جنيه مصرى.. قبل أن ينكمش ويتحول إلى ملاليم. عندما صدر الجنيه المصرى 1924 استقبل الجميع الصورة المطبوعة عليه بدهشة ولم يتعرف عليها أحد عندما صدر الجنيه المصرى عام 1924 استقبل الجميع الصورة المطبوعة عليه بدهشة بالغة، ولم يتعرف عليها أحد، لم تكن على الجنيه صورة للسلطان العثمانى الذى كانت مصر ولاية تابعة له على مدى ما يقارب نصف قرن، فقد كانت الدولة السنية فى ذلك الوقت تلفظ أنفاسها الأخيرة، وكان سلطانها محمد السادس يبدو رجلًا طاعنا فى السن كدولته، شاربه أبيض وكثيف ومتراخٍ، وفى عينيه نظرة ساهمة وحزينة، جاء إلى العرش بفعل بالمصادفة، كل الذين كانوا أقرب منه للعرش انتحروا أو أصيبوا بالجنون، وكانت دولته قد تلقت هزيمة مروعة فى الحرب العالمية الأولى، وبعد أن كانت تحتل رقعة هائلة من العالم أصبح قلبها محتلًّا، تعبث فيه الجيوش الإنجليزية والفرنسية وحتى اليونانية، وكان احتلال هذه الدولة الأخيرة أقسى على قلب السلطان من بقيتها، فالأتباع السابقون تحولوا فوق أرضه إلى سادة آمرين، وكان أمله معلقا بقائد وحيد كالذئب الأغبر، هو مصطفى كمال، حتى ينقذ مملكته وعرشه، ولكنه كان يدرك أيضا، بحكم خبرته الطويلة، أنه ما إن يستأثر هذا القائد بالسلطة حتى يعزله عن عرشه، كان مثل كل سلاطين نهايات الدول، خانعا وطيبا، مستسلما لقدر السقوط الذى يلاحقه، لذلك لم يكن غريبا أن يركب السفينة ذاهبا إلى المنفى طائعا بعد سنوات قلائل من عهده لتنقضى من بعده دولة آل عثمان إلى الأبد. ولم يكن الجنيه أيضًا يحمل صورة مصطفى كامل، الرجل الذى بذل سنوات عمره القصير ليعلِّم المصريين أن يكونوا جديرين بمصريتهم، أن يستيقظوا من سُباتهم العميق، ومن رضوخهم لإهانات الاحتلال الإنجليزى، ومن تقبلهم لصنوف الحُكَّام الجائرين الذين يقهرونهم بدلا من الدفاع عنهم، كان هو الوحيد الذى ناصب اللورد كرومر العداء وقت أن كان حاكما مُطلَقا يتذلل له الكبراء والوزراء والسلاطين، كان مصطفى كامل أفنديًا نحيل القوام، أخذ شهادة القانون من باريس، ورأى كيف تعيش الأمم الحرة، فوقف يدافع عن أرواح الفلاحين فى قرية دنشواى، كان الزعيم الوحيد، وربما حتى الآن، الذى أصر على أن لا تذهب أرواح المصريين بلا ثمن، وأنهم مثلهم مثل بقية الخلق، نفوس فطرها الله، لها حياتها الخاصة وتواريخها الخاصة ويجب أن لا تهدر، بحجة أن أعدادها كثيرة، وأنها كحبات الليمون، تُعصر دون أن تُحصى، ولكن عزيمته كانت أقوى من جسده، وكانت روحه الوثابة أكبر من أن تسكن فى هذا الهيكل النحيل، لذا غادرته وهو فى سن السادسة والثلاثين، وتركت فى قلوب المصريين حزنا آسيا حتى الآن. ولم يكن الجنيه أيضا يحمل صورة الملك الجديد فؤاد الأول، بشاربه المبروم وصدره المنفوخ والنياشين التى تغطيه والتى لا يعرف أحد من أين جاءت، كان ملكا غريبا على الجميع، واحدا من أمراء أسرة محمد على التى كان يسرى الدم المجنون فى عروقها من الجد الأول، ولكنه كان أقلهم ذكرا، كان أبوه إسماعيل حاكما مليئا بالأحلام العظيمة، ساذجا ومسرفا من الناحية المالية، وقع فى فخ الديون الأوروبية، وما زال الفخ منصوبا حتى الآن، وكان أخوه الخديو توفيق أشهر الخونة الذى قضى على ضباط جيشه الوطنيين، وقدمهم لقمة سائغة للمحتل البريطانى، فأى مجد أو أى جدوى أن تظهر صورته على جنيه الدولة المستقلة حتى لو كان هذا الاستقلال اسميًّا؟! كان على الجنيه صورة شخص غريب لا يعرفه أحد، فلاح مصرى، لونه يحمل سمرة الجنوب، ولحيته يخالطها الشيب، ونظرته فيها نوع من القناعة والرضا بالمقسوم، على رأسه عمامة، وفوق كتفه عباءة بسيطة، دون أبهة أو نياشين، واعتقد الجميع أنها صورة للفلاح المصرى الذى طالما وهب الحياة لهذا الوادى، وأن هذا اعتراف متأخر بالجميل، جاء من أرومة البانيَّة تركية طالما امتصَّت دمه، ولكن الأمر كان أبعد ما يكون عن ذلك. بدأت الحكاية برافض للعرش، كان هو الأمير كمال الدين حسين الذى يتحدث بلهجة قاطعة: «لا أريد أن أحكم مصر، ولا أريد أن أقيد نفسى بعرشها». نظر إليه السلطان حسين كامل مذهولا، كان راقدا فوق فراش مرضه الأخير، وقد جفّ ماء الحياة من بدنه، ولم يعد فى انتظاره سوى القبر، ولكن كلمات ابنه ملأته بالغضب، قال فى مرارة: «لقد فعلت ما لم يفعله أحد، وقبلت بما لم يقدر أحد على قبوله حتى تجلس حضرتكم على هذا العرش». قبِل الإهانات وقام بالتنازلات، وتحمل سخرية جرائد المعارضة، وقصائد الزجل المسمومة، ونظرات الاحتقار من زوجته وزوجة ابنه، وقام بالتذلل أمام صغار الموظفين الإنجليز، وتحمل مقاطعة طلبة المدارس لاستقباله، قبِل السلطان حسين كامل كل هذا، مقابل شىء وحيد، أن ينتقل العرش من بعده إلى ولده الوحيد، ولكنه يقف أمامه الآن عنيدا ورافضا، كانت ملامح الشاب الصغير أقرب إلى شاعر حالم منها إلى أمير تركى عتيد، يميل دوما إلى العزلة والانطواء، مع نوع من الرهافة الأنثوية طالما كرهه السلطان، ولا بد أن تربيته وسط خمس من الأخوات البنات قد تركت أثرها شخصيته، قال الأمير: «لا يهمنى ما فعلتم، لن أجلس على هذا العرش الملعون ما دمت حيًّا». صاح السلطان بكل ما فيه من قوة الاحتضار: «لن تبقى حيا بعد اليوم، لأننى سأنهض واخنق حضرتكم بيدَىّ هاتين». وفوجئ السلطان بابنه يُخرِج من جيبة مسدسا ويوجهه إلى رأسه، ويهتف فى صوت صارم: «لا داعى أن تتعبوا فخامتكم، سأقوم بذلك الآن، أمامكم». شهق السلطان، أحس بقلبه على وشك التوقف، صاح به: «اخفضوا المسدس واذهبوا إلى حيث تشاؤون، لعنة الله عليكم وعلى العرش». أغمض السلطان عينيه وتذكر اللحظة التى عُرض فيها عليه هذا العرش الضائع، كان أتون الحرب العالمية الأولى مشتعلا، والإنجليز الذين سلخوا مصر عن الدولة العثمانية وفرضوا حمايتهم عليها يبحثون عن حاكم يطيع أوامرهم، وكان الخديو عباس، الحاكم السابق، قد غادر مصر دون أن يستطيع العودة، كان قد راهن على فوز ألمانيا وحليفتها تركيا فى الحرب، وكانت النتيجة أنه ظل منفيا رغما عنه بجانب السلطان العثمانى وهو يتلقى الهزائم، وانتهى أمره حين عزله الإنجليز نهائيا. لم يكن الأمير حسين كامل يرفض العرش حقا، حتى لو حاول الإيحاء بذلك، كل ما فى الأمر أن زوجته «ملك هانم» كانت تدين بالولاء لأم الخديو السابق عباس، لم تنسَ أنها كانت واحدة من جواريها، وظلت تذكِّره فى الفراش كل ليلة أن قبوله العرش هو نوع من الخيانة لابن ولية نعمتها، والأهم أن ابنه الوحيد الأمير كمال الدين حسين، كان متزوجا بابنة الخديو السابق، وكانت زوجة الابن أيضا ترى أن حماها سيكون الخائن الأكبر إذا قبِل هذا العرش، ولم ينصفه الإنجليز أيضا، لم يعطوه لقب «الملك» بدلا من لقب «الخديو» الذى أُلغِىَ مع انفصال مصر عن تركيا، كان الإنجليز لا يرون إلا ملكا واحدا للكون هو الجالس على العرش البريطانى، أعطوه لقب «السلطان»، ولا شىء غير ذلك، لا حرية فى اختيار عَلَم سلطنته، ولا أعضاء وزارته، ولا استقلاله المالى، لم يكن من حقه أن يطلب، واجبه فقط أن يطيع. وظل الأمير حسين كامل يتحجج ويؤجل قبوله للعرش، ولكن ما إن علم أن أغا خان يزور القاهرة بدعوة من السلطات الإنجليزية حتى أصيب بالذعر، اعتقد أن زعيم الطائفة الإسماعلية قادم لكى يجلس على العرش، وربما كان الأمر كذلك بالفعل، فالإنجليز كانوا قد ضاقوا ذرعا بتردده، لذا فقد تخلى فجأة عن تعنته الشكلى ووافق على القبول بشرط وحيد هو أن يرث ابنه العرش من بعده، وحتى فى هذ الأمر لم يأخذ إلا وعدا غامضا، ولم يوافقوا عليه إلا بعد سنوات من التوسلات. ولكن ها هو ذا كل ما عمله يتردى، والأمير العاصى ينصرف من أمامه، فرحا بحريته، ولم يبقَ أمام السلطان إلا أن ينتظر الموت وهو يردد لنفسه: «غدا سوف تتنازع كلاب أسرة محمد على على هذا العرش الخالى». وبالفعل كان هناك قابل للعرش، المصادفة هى التى جعلته يركب السفينة الإيطالية فى هذا الوقت، كانت سفينة الأمير فؤاد تستعد لدخول ميناء الإسكندرية، كان ما يشغله وقتها، وهو يراقب البيوت البيضاء وصفوف النخيل التى تقترب، هو كيف يتسلل من السفينة إلى المدينة دون أن يعرف أحد أنه كان مسافرا فى أدنى درجة بها، دون قمرة أو جناح يليق به كأمير وكشقيق لسلطان مصر، كان قد أفلت من روما، من ديون القمار، ومن الراقصات اللاتى كتب لهن شيكات بلا رصيد ومن قروض محلات الرهونات، كانت العشرون عاما التى قضاها متسكعا فى أوروبا قد قادته إلى الإفلاس، لم يبقَ إلا أن يعود إلى القاهرة ليختفى فى صمت، حتى لا يعلم أصحاب الديون فيها بوصوله، وتبدأ المطاردة من جديد، فى تلك اللحظة اقترب منه تابعه إدريس» الأقصرى، الرجل الوحيد الذى بقى معه بعد أن هجره الجميع، كانت الابتسامة تنير وجهه الأسمر، ورغم سنوات أوروبا فقد ظل محتفظا بجلبابه وعمامته الجنوبية، لم يتخلى عنها وهو يتسكع فى أثر سيده، بادر بالقول: «يا أفندينا، لقد رأيت رؤيا أريد أن أقصَّها عليكم». لم يلتفت فؤاد إليه، كان ما فى داخله من هموم أكبر من الاهتمام بحلم تافه لفلاح، وكانت صافرة السفينة تزعق طالبة الإذن بدخول الميناء، ولكن إدريس العنيد أصرّ على مواصلة الكلام: «لقد حلمت أنك أصبحت ملكًا لمصر». وانتبه فؤاد فجأة، كلمات مستحيلة من فرط غرابتها، كان يعرف أن السلطان مريض، ولكن هناك وريثا ينتظر العرش، وفوق ذلك ففى الأسرة مَن هم أكبر منه سنا وأكثر نفوذا، وكان دائما ما يشعر بالغربة فى ذلك البلد الذى لا يجيد لغة أهله، ولو كان الأمر بيده لقضى كل حياته فى الخارج، ولولا هذه الديون الثقيلة التى تطارده ما فكر فى العودة إليه أبدا، ولكن إدريس عاد يلحّ بالقول: «رأيتكم يا أفندينا وأنتم تجلسون على عرش قصر عابدين، ورأيت رشدى باشا الوزير الأكبر وهو يقبِّل أياديكم، وكل الأمراء وعلى رأسهم الأمير عبد المنعم جميعهم ينحنون أمامكم». صاح فيه فؤاد أخيرا: «اصمت» دخلت السفينة إلى الميناء بالفعل، وفؤاد يرتجف خوفا من أن يتعرف عليه أحد، ولكن كلمات الأقصرى، رغما عنه، كانت تطنّ فى أذنيه، توقظ داخله أمنية مستحيلة، هى الإنقاذ الوحيد من ورطته ومهانته التى طالت أكثر مما ينبغى، قال وهو يضحك فى جفاف: «لقد كبرتَ وخرّفت يا إدريس». وبدآ يستعدان للنزول من السفينة، ولكن ما إن خرجا من بوابة الميناء حتى كانت المفاجأة الأولى فى انتظارهما، كان هناك بائع صغير يحمل جريدة «المقطم» الداكنة الأوراق وهو يصيح بأعلى صوته: «اقرأ آخر خبر، الأمير كمال الدين حسين يتنازل عن العرش، اقرا (المقطم)». وتوقف الأمير فؤاد وتابعه، نظر كل منهما إلى الآخر مذهولا، اشترى نسخة من الغلام، ولأن الأمير لم يكن يجيد العربية فقد أعطاها لتابعه الذى أخذ يقرؤها بلهجته الصعيدية المتكسرة، كان الخبر صحيحا، وكان الأمير كمال الدين حسين قد أرسل خطابا رسميا بذلك، ولكن فى نفس الصحيفة خبرا آخر، الأمير عبد المنعم أكبر أفراد الأسرة وابن الخديو عباس يستعدّ للذهاب إلى إنجلترا، وهتف فؤاد فى خيبة أمل: «لقد ذهب ليطالب بعرش أبيه، وسوف يظفر به». ولم يزيد الأمر على مجرد حلم لفلاح عجوز، لم يأبه أحد بالأمير الغريب العائد، ولا حتى الدائنون، كأنهم قد يئسوا من استرجاع ديونهم، وحتى عندما طلب فؤاد الإذن لمقابلة أخيه السلطان المريض، لم يأذن له، لم يكن يريد أن يمنحه مالا، ولا أن يُدخِله إلى منطقة الضوء، ويلفت أنظار الإنجليز إليه، ظل فى داخله أمل واهن أن يتراجع ابنه الوحيد، وبالفعل أرسل خلفه رئيس وزرائه رشدى باشا ليرجوه ويتوسل إليه ليعدل عن قراره. وظل فؤاد حبيس كآبته، لا يقدر على التجوال أو الذهاب إلى أى مكان، وبدأ يرمق إدريس الأقصرى فى عداء، وأحس الأخير بالذنب فأخذ يخفض رأسه خجلا، ولكن فؤاد لم يكن يعلم ما يدور فى الخفاء، لم يعلم أن طلب الأمير عبد المنعم قد رُفض، وأن الإنجليز قالوا له بوضوح إن حقه فى العرش قد سقط مع خلع أبيه، ولم يعلم أن كمال الدين حسين غادر مصر بصحبة زوجته الثانية، الفرنسية الأصل، بعد أن صرح بأنه مسلم حقا ولكن لا وطن له، لذا كان غريبا بالنسبة إلى الأمير المفلس أن يستيقظ فى الصباح ليجد دعوة لمقابلة حضرة جناب اللورد المستر وينجت، طلب غريب ومفاجئ من المندوب السامى الحاكم الحقيقى لمصر! تَوقَّف فؤاد مذهولا أمام اللورد، كان قد ارتدى أفضل ما لديه من ملابس، وحاول أن يبدو معتدًّا بنفسه دون أن يكون مفرطا فى الغرور، ولكن وينجت نظر إليه من أخمص قدميه إلى قمة رأسه، يريد أن يقدِّر حجمه قبل أن يقدِّم له أى عرض، لم يطلب منه الجلوس، ولكنه قال فى لهجة عسكرية صارمة: «سنقوم بدفع كل ديونك». ولهج الأمير بالشكر بالتركية والإيطالية، ولكنه كان يحسّ بالإهانة، فقد بدا فى سلوك الحاكم الذى كان عسكريا سابقا أنه الذى يكره هذا النوع من المقامرين من أمثاله، ثم قال له أخيرا: «لقد اختارتك حكومة صاحب الجلالة لتكون ملكا على مصر، أعتقد أنه عرض مناسب لك. لا تعلن هذا الأمر حتى يموت السلطان، وعليك أن تلتزم بالأوامر التى سوف نوجهها إليك». انصرف الأمير الذى أصبح ملكا وهو مذهول، مصفرّ الوجه، لدرجة أن المنتظرين فى قاعه المندوب السامى حسبوا أنه تَلقَّى توبيخا مميتا، كما هى عادة وينجت مع الأمراء المفلسين، لم يتفوه فؤاد بكلمة واحدة إلا بعد عاد إلى بيته، وجد إدريس يصلى صلاة الظهر، ظل واقفا حتى فرغ من الصلاة، تطلع كل واحد منهم إلى الآخَر، وابتسم فؤاد أخيرا بعد سنوات من العبوس، وهتف به: «انهض يا إدريس بك»، ولم يستطع إدريس بك النهوض، ظل جالسا مذهولا على سجادة الصلاة، وعاد فؤاد يقول: «لقد تَحقَّق حلمك الغريب، وسوف تكون صورتك على أول جنيه تُصدِره حكومتى». وفى يوم 4 يوليو 1924 صدر أول جنيه مصرى عن الدولة المصرية التى ظفرت باستقلالها الشكلى وهو يحمل صورة «إدريس بك الأقصرى»، وأصبح واحدا من أندر العملات فى مصر والعالم