"ما بين تراثهم القديم ومستقبلهم القادم؛ انقسم الأقباط في مصر بين مغادرة البلاد وخيبة الأمل من الوضع الراهن في البلاد، والأمل في بناء مستقبل أكثر تسامحا بعيدا عن الطائفية"؛ بتلك الكلمات استهلت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية تقريرها عن احتفال المسيحيين بعيد الميلاد المجيد في مصر، لافتة إلى تهنئة الرئيس مرسي البابا تواضروس بأعيادهم وتعيينه مزيد من الإسلاميين في حكومته في اليوم نفسه. تقول الوكالة "هنأ الرئيس مرسي البابا الجديد بالأعياد وفي نفس اليوم قام بتعيين وزير المالية الإسلامي الجديد في محاولة منه لوضع البلاد على مسار أكثر استقرارا"، وأكدت على أنه في الوقت الذي تناضل فيه مصر من أجل حرية الدين، يقف المسيحيين بمحاذاة المسلمين المعتدلين والعلمانيين المصريين الذين يخشون صعود القوة الإسلامية. نقلت "أسوشيتدبرس" عن البابا الأنبا تواضروس الثانى -بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية- تصريحاته بأن الإطاحة بالرئيس المخلوع مبارك فتحت الطريق لدور الأقباط في مصر على نحو أكبر، وشجعتهم على المشاركة في الديمقراطية الناشئة في البلاد، على الرغم من شكوى الاقباط، وعلى حد قول الصحيفة، بأنهم يواجهون مشكلات بسبب الإخوان المسلمون، وأن علاقة الحب القائمة بين المسلمين والمسيحيين في حالة عدم استقرار. ترى الوكالة أنه وبعد الإطاحة بمبارك ارتفع العنف الطائفي والهجمات على الكنائس، ونقلت عن بعض الأقباط الذين يعيشون داخل مصر مخاوفهم المتعلقة بمغادرة البلاد حفاظا على الكنائس والأديرة وتراثهم الذي من الممكن أن يكون في عداد المفقودين على يد الإخوان إن تركوا لهم البلاد. يقول يوسف سيدهم -رئيس تحرير جريدة وطني- للوكالة الأمريكية "تخطو مصر في 2013 نحو انقسام المسيحيين والمسلمين المعتدلين في جانب واحد والإسلام السياسي على الجانب الآخر".