قبل إقرار الدستور بشكل رسمى، دعت جامعة القاهرة إلى مؤتمر علمى غدا لمناقشة قضية تعريب علوم الحاسب والهندسة، فى أول تطبيق عملى على أرض الواقع للمادة 12المثيرة للجدل فى الدستورالجديد والتى تنص على «حماية الدولة المقومات الثقافية والحضارية واللغوية للمجتمع، والعمل على تعريب التعليم والعلوم والمعارف». قضية تعريب العلوم والمعارف العلمية كانت مثار جدل واسع خلال الأيام الماضية بسبب إصرار أعضاء التيار السلفى بالتأسيسية على تضمينها الدستور الجديد، رغم رفض قطاع كبير من الأكاديمين ذلك التوجه وتحذير العالم المصرى الدكتور مصطفى السيد من ذلك فى محاضرته التذكارية الخميس الماضى بجامعة القاهرة، وتظاهر عشرات الطلاب أمام وزارة التعليم العالى اعتراضا على ذلك التوجه. المؤتمر الذى تستضيفه كلية الحسابات والمعلومات فى الفترة من 26 28 ديسمبر الجارى برعاية الدكتور مصطفى مسعد وزير التعليم العالى «الإخوانى» والأستاذ بقسم الهندسة المدنية جامعة القاهرة وحضور نخبة من الخبراء والباحثين العرب فى الجامعات ومراكز البحوث فى مصر وعدد من الدول من بينها الولاياتالمتحدة واسبانيا وأستراليا وبليجيكا والمانيا وانجلترا وفرنسا وهولندا وماليزيا والسعودية والكويت والعراق والمغرب والجزائر والامارات العربية المتحدة وقطر .يهدف 'إلى تشجيع الباحثين الناطقين باللغة العربية فى مختلف العالم على تعريب واستخدام اللغة العربية فى مجال علوم وهندسة الحاسب من خلال خلق شراكات بحثية واطلاق مبادرات تركز على العمل الجماعى لاثراء ودعم اللغة العربية فى مجال الحاسب وزيادة المحتوى العلمى باللغة العربية على شبكة الانترنت العالمية وتوفير المادة العلمية التى تساعد الكاتب والاعلام العربى فى نقل وتوطين المعرفة الحديثة الى الفئات العريضة فى المجتمع العربى . وبحسب الدكتور على فهمى عميد حاسبات القاهرة السابق والمنسق العام للمؤتمر أن أعمال المؤتمر تتضمن 10 جلسات عمل على مدى ثلاثة ايام لمناقشة أوراق العمل والأبحاث المكتوبة باللغة العربية وهى أبحاث محكمة وتتطرق الى التطورات الجديدة فى هندسة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومن بينها التوقيع الالكترونى وبنية شفرة المفتاح المعلن بمصر، وبعض نقاط الضعف فى انظمة التشغيل للهواتف المحمولة ، والتحديات الامنية للشبكات الاجتماعية والتعليم الالكترونى، ونظم البحث فى الاخبار ، والذكاء الاصطناعى، واسترجاع الصور، إلى جانب المحاضرات التى يلقيها باللغة العربية علماء مصريون بالخارج حول أحدث ماتوصل اليه العلم فى مجالات هندسة الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات. مخاوف الأكاديمين من تعريب العلوم والمصطلحات العلمية وخاصة علوم الهندسة والطب بسبب فشل تجربة تعليم الطب بالعربية فى سوريا وتدنى مستوى خريجى كليات الطب بها لعدم قدرتهم على ملاحقة التطورات العالمية السريعة والمتلاحقة فى مجالات العلوم الطبية.