تستمر السلطة الحاكمة فى الاعتداء على القضاة.. وتحاول بكل ما تملك أن تسيطر على تلك المؤسسة والتى ما زالت تقاوم تدخلها الفج وبمساعدة -للأسف- من قضاة سابقين وبعض ممن يطلقون عليهم مشايخ القضاة.. لعلهم ينالون شيئا بعد إحالتهم للتقاعد!! .. وقد أثار السلطة الغاشمة المستبدة بعد يوم واحد من تزويرهم الفج للاستفتاء الأسود على «دستورهم المشبوه» الوقفة القوية لوكلاء النيابة وشباب القضاة أمام دار القضاء العالى احتجاجا على النائب العام الملاكى والخاص بمحمد مرسى، والذى أعلن الأسبوع الماضى تقديم استقالته بعد أن جاء مخالفا للقانون بقرار جمهورى متعديا فيه على السلطة القضائية.. وقد تراجع عن استقالته بعد أن جاءته الأوامر والتعليمات.. ليبدد الثقة فى النيابة العامة التى هى محامى الشعب. .. وهو ما جعل أعضاء النيابة يقفون وقفة شجاعة وقفة رجل واحد ضد تدخل مرسى وجماعته فى شأن النيابة.. وتجمعوا أمام دار القضاء العالى فى مشهد مهيب وعظيم يبشر بأن النيابة العامة وشبابها يؤكدون استقلالية النيابة وبشكل جدير بالاحترام، غير موقف قضاة الاستقلال الذين تحولوا مع النظام الجديد إلى «قضاة الاستغلال» وشاركوا فى الجمعية العمومية لنادى القضاة الذين حرصوا على شأن القضاء واستقلاله أمام الطغيان الذى يمارسه محمد مرسى وجماعته. .. وهو الأمر الذى لم يعجب الجماعة.. .. وكان الحل هو الترعيب والإرهاب.. ومحاولة الاعتداء على المستشار أحمد الزند فى أثناء خروجه من النادى بعد انتهاء الجمعية التاريخية للقضاة ووكلاء النيابة. .. وللأسف لم يصدر أى شىء يدين هذا الاعتداء المجرم على رئيس نادى القضاة من الرئاسة أو من محمد مرسى، .. كأن أمر الاعتداء على شخص رئيس نادى قضاة مصر وممثله هو أمر شخصى وطبيعى.. وليس عملا إرهابيا يجب أن تتم إدانته فى كل مؤسسات الدولة (إذا كانت هناك مؤسسات فعلا) ومن جميع القوى. .. وكان أولى بمحمد مرسى أن يدين هذا الاعتداء المجرم. .. ولكن هذا الصمت ربما يكشف عن تواطؤ جرى فى هذا الاعتداء. .. خصوصا أن محمد مرسى وجماعته لهم دور عظيم فى وقف عمل المؤسسات القضائية مثل ما جرى مع المحكمة الدستورية. فقد أرسلوا أتباعهم لمحاكمة ومحاصرة المحكمة الدستورية ومنع قضاتها من الدخول فى نفس اليوم الذى كان مقررا فيها نظر قضية حل مجلس صهر محمد مرسى المعروف بمجلس الشورى.. والذى يتسلم التشريع وفق دستورهم «المشبوه» ليمرر القوانين والتشريعات التى يريدونها وفصلوها على مقاسهم. .. وهذا اعتداء صارخ على مؤسسة قضائية.. ولم يهتم مرسى وجماعته بالاعتراضات والاحتجاجات على ذلك الموقف المريب والفاسد. .. وكذلك موقف مرسى وجماعته باعتداء أنصارهم وحلفائهم بمن يطلقون على أنفسهم أنصار حازم أبو إسماعيل على الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية والصحفية للإرهاب والبلطجة ضد من يكشفون. إن ما يحدث تواطؤ واضح من محمد مرسى.. .. فهم لا يريدون قضاة «مستقلين» بعد أن تمكنوا من قضاة الاستقلال وحولوهم إلى قضاة استغلال. .. لا يريدون نيابة عامة تكون محامى الشعب.. ويريدونها فقط أن تكون للجماعة.. فمن ثم أتوا بنائب عام خصوصى!! .. إنهم يقسمون البلد.. ويدمرونها.. ولا يهمهم كل ذلك.. إنما يهمهم السيطرة والتمكين. .. بئس هذا النظام.. وبئست قياداتهم.. .. فعلا.. إنهم يسرقون الثورة يا محمد.