فى لحظة فارقة تقع فيها الثقافة المصرية بين سندان نظام موروث ومطرقة مطالب ثورة يناير تولى منصب وزير الثقافة خلال عامين بعد خروج فاروق حسنى من الوزارة عقب ثورة يناير عدد من الوزراء، يأتى فى مقدمتهم الدكتور جابر عصفور الذى ظل فى المنصب عدة ايام واستقال تضامنا مع الثوار. وبعد نجاح الثورة وتولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة المسئولية شغل هذا المنصب العديد من الشخيات البارزة على الساحة هم: محمد الصاوى، والدكتور عماد أبو غازى، والدكتور شاكر عبدالحميد الذين تركوا المنصب لقناعات شخصية، ثم الدكتور محمد صابر عرب الذى تولى هذا المنصب مرتين خلال هذا العام. شغل الدكتور صابر عرب أول مرة المنصب فى حكومة الدكتورة كمال الجنزورى يوم 10 مايو، عقب رغبة الدكتور شاكر عبد الحميد ترك المنصب الذى مكث فيه قرابة ستة أشهر فقط، حيث تولى الوزارة يوم 8 ديسمبر من عام 2011. وعبد الحميد شخصية لا تملك أمام شخصيته شديدة التواضع وأدبه الجم غير أن تحبه على المستوى الإنسانى وتقدره وتجله على المستوى العلمى، فهو تجسيد حقيقى للناقد الأصيل العاشق لعمله فيدرس وينقد ويترجم، ويكتشف بعينه المدربة مواطن الإبداع والجمال عند المبدعين، ومثل تلك الشخصية لا تستطيع أن تتولى منصبا، فقد اصطدم بالوجوه التقليدية التى عاشت فى نظام يعطى للثقافة القليل ولا يضعها على قائمة أولوياته، واصطدم بأن احلامه كناقد ومكتشف المواهب تفوق المتاح على أرض الواقع.