كشفت «سليمة إكرام» -أستاذ علم المصريات بالجامعة الامريكية اليوم الخميس، مع فريق دولي من الباحثين بقيادة بول نيكولسون من جامعة كارديف، عن حقيقة وجود نحو 8 مليون مومياء حيوانية، وذلك في أول عملية تنقيب كاملة لسراديب موتى الكلاب في سقارة. وقالت إكرام: «نحن نسجل عظام الحيوانات وتقنيات التحنيط المستخدمة في تحضير الحيوانات، وبذلك، نأمل في تحديد سلالات الكلاب الموجودة في الموقع، فحتى الآن، تشير قياسات العظام لدينا إلى وجود سلالات مختلفة تم تحنيطها هناك». وأضافت إكرام «أن الحيوانات المحنطة في سقارة لا تقتصر علي الكلاب فقط، فهناك بقايا قط ونمس في المكان، ونحن نحاول أن نفهم كيف يتمشى هذا دينياً مع عبادة أنوبيس، الذي تم تكريس هذا السرداب له». واشارت الى أن دراسة المومياوات الحيوانية تقدم رؤى عميقة عن الثقافة المصرية القديمة، حيث تعتبر المومياوات الحيوانية حقيقة تجسيداً لمظاهر الحياة اليومية - الحيوانات الأليفة، والمواد الغذائية، والموت، والدين والتكنولوجيا، فإنها تغطي كل شيء يهتم به المصريون «حسبما قالت». كما أظهرت الاكتشافات أن هناك أربعة أسباب رئيسية وراء تحنيط المصريين القدماء للحيوانات، حيث تقول إكرام: «لقد تم تحنيط الحيوانات كمخلوقات مقدسة ممثلة للآلهة، مثل الحيوانات الأليفة المحببة، وقرابين الآلهة وغذاء الحياة الأخري». ويعتبر البحث في سراديب موتى الكلاب في سقارة، والذي يمول من قبل ناشيونال جيوجرافيك، واحداً من العديد من المشروعات الأثرية الميدانية التي تشارك فيها إكرام، فقد أدارت مشروع مومياء الحيوان في المتحف المصري، إحياءاً لمعرض مهمل استرعى انتباهها للمرة الأولي عندما زارت المتحف وهي طفلة. والجدير بالذكر أن سليمة إكرام أحد أبرز العلماء في العالم في مجال التحنيط مع تخصصها في علم دراسة العلاقة بين الإنسان والحيوان خلال الازمنة من خلال فحص بقايا الحيوانات في المواقع الأثرية.