لأنها لم تلق إهتمام الآثريين.. مومياوات القطط المصرية إستخدمت كأسمدة في بريطانيا كان من بين الآثار التي هربها البريطانيين أثناء إستعمارهم لمصر بين عامى 1882 و1952, مئات الألاف من موميات القطط.. ولأن هذه المومياوات لم تلاقي إهتمام علماء الآثار فكان البريطانيين يستخدمونها كسماد لحقولهم.. فقد أكدت مجلة "ناشونال جيوجرافيك دويتشلاند" في عددها الأخير أن مومياوات الحيوانات لم تحمل أهمية كبيرة لعلماء الآثار لفترة طويلة, وأضاف تقرير المجلة إستنادا إلى دراسات لأستاذة المصريات في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، سليمة إكرام أنه جرى نقل نحو 180 ألف من مومياوات القطط عن طريق السفن إلى إنجلترا عام 1888 بعد إكتشاف مقبرة جماعية مصرية حيث إستخدمت هذه المومياوات بعد ذلك كأسمدة في الحقول. وعندما أدرك علماء الآثار الآن أهمية هذه الإكتشافات, قاموا بفحص ما يزيد على 130 ألف من مقابر الحيوانات والتي كانت تحتوي على الكثير من القطط. وكان المصريون القدماء يقومون بتحنيط حيواناتهم المنزلية بعد موتها ودفنها في مقابرهم, وترمز القطط إلى الإلهة "باستت"، ابنة إله الشمس "رع"، التى كانت تصورها الرسومات على شكل امرأة لها رأس قطة. خرجت فى إطار قانوني وقد أكد الدكتور زاهى حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار صحة هذه الداسات, وفقاً لجريدة المصري اليوم, مشيراً إلى أن مئات الآلاف من المومياوات كانت تصدر إلى أوروبا بالكامل خلال القرن ال 19، ليتم طحنها واستخدامها فى أغراض طبية أو سماد، موضحا فى الوقت نفسه أن المومياوات، التى كانت تستخدم لهذه الأغراض كانت "آدمية" وقليل منها حيوانية, مشيراً إلي أن بعض المتاحف التى إشترت هذه المومياوات تنبهت لقيمتها وعرضتها. ولفت حواس إلى أن هذه المومياوات خرجت من مصر فى إطار قانونى، إذ إعتمدت آنذاك على قانون تصدير الآثار، الذى إنتهى عام 83 . المصريون قدسوا القطط ويعتقد بعض الباحثين أن القط المنزلي ينحدر مباشرة من القط البرّي الإفريقي الذي إستأنسه المصريون، في عام 3500 ق.م تقريبًا. وفي القرن السادس عشر قبل الميلاد قدّس المصريون القدماء القطط, وكان المصريون يعاقبون كل من يؤذي قطًا، بعقوبة تصل إلى حد الموت, وعندما يموت قط كانوا يحلقون حواجبهم علامة على الحداد ويحولون القطط الميتة إلى مومياوات. وقد وجد علماء الآثار مقبرة قديمة للقطط في مصر تحتوي على أكثر من 300,000 مومياء للقطط.