في أول عملية تنقيب كاملة لسراديب موتى الكلاب في سقارة، توصلت الدكتورة سليمة إكرام، أستاذ علم المصريات في الجامعة الأمريكية بالقاهرة مع فريق دولي من الباحثين بقيادة بول نيكولسون من جامعة كارديف، إلى وجود نحو 8 مليون مومياء حيوانية موجودة في موقع الدفن، ويعمل الفريق الآن على تحديد ما إذا كان يوجد تمثيل لسلالات مختلفة هناك. تقول إكرام "نحن نسجل عظام الحيوانات وتقنيات التحنيط المستخدمة في تحضير الحيوانات، وبذلك، نأمل في تحديد سلالات الكلاب الموجودة في الموقع .. حتى الآن تشير قياسات العظام لدينا إلى وجود سلالات مختلفة تم تحنيطها هناك." وأضافت إكرام أن الحيوانات المحنطة في سقارة لا تقتصر على الكلاب: "هناك بقايا قط ونمس في المكان، ونحن نحاول أن نفهم كيف يتمشى هذا دينيًا مع عبادة أنوبيس ، الذي تم تكريس هذا السرداب له." جدير بالذكر أن الدكتورة سليمة إكرام واحدة من أبرز العلماء في العالم في مجال التحنيط مع تخصصها في علم دراسة العلاقة بين الإنسان والحيوان خلال الأزمنة من خلال فحص بقايا الحيوانات في المواقع الأثرية. وتشير إكرام إلى أن دراسة المومياوات الحيوانية تقدم رؤى عميقة عن الثقافة المصرية القديمة ، مضيفةً "تعتبر المومياوات الحيوانية حقيقة تجسيدًا لمظاهر الحياة اليومية .. الحيوانات الأليفة، والمواد الغذائية، والموت، والدين والتكنولوجيا. إنها تغطي كل شيء يهتم به المصريون." وتابعت أنه عندما أُنشأ علم المصريات كفرع أكاديمي في القرن التاسع عشر، دفع علماء الآثار بمئات الآلاف من المومياوات الحيوانية في عجلة للكشف عن مومياوات البشر، والأهم من ذلك، عن بضائعهم الموجودة في القبور. يعتبر البحث في سراديب موتى الكلاب في سقارة، والذي يمول من قبل ناشيونال جيوجرافيك، واحدًا من العديد من المشروعات الأثرية الميدانية التي تشارك فيها إكرام. فقد أدارت مشروع مومياء الحيوان في المتحف المصري، إحياءً لمعرض مهمل استرعى انتباهها للمرة الأولي عندما زارت المتحف وهي طفلة. بالإضافة إلى ذلك، في مشروع Djehuty، الذي يديره خوسيه غالان ويركز على التنقيب في المقابر T11وT12ومقابر ذراع أبو النجا في مدينة طيبة وترميمها. وتعتقد إكرام في وجود إمكانات كبيرة لعملها مع المومياوات الحيوانية، جنبًا إلى جنب جهود آخرين من المتخصصين، للكشف عن الحياة المصرية القديمة حيث تقول "إنها المرة الأولى في هذا المشروع الذي يتم فيه دراسة مثل هذه المنطقة بشكل كلي. فبينما أدرس المومياوات الحيوانية، هناك آخرون في المجموعة يدرسون النصوص المكتوبة على الجدران من قبل نفس الأشخاص الذين قاموا بتحنيطها. فمن خلال دراسة كل شيء من المنسوجات إلى النص إلى البقايا الحيوانية، يمكننا نوعًا ما توضيح ما يعتقده هؤلاء الناس، وديانتهم والآثار الإقتصادية لتحنيط مئات الآلاف من الحيوانات." وتضيف الباحثة أن الاكتشافات أظهرت أن هناك أربعة أسباب رئيسية وراء تحنيط المصريين القدماء للحيوانات .. "لقد تم تحنيط الحيوانات كمخلوقات مقدسة ممثلة للآلهة، مثل الحيوانات الأليفة المحببة، وقرابين الآلهة وغذاء الحياة الأخري." أوضحت إكرام أن هذه الدوافع المختلفة تكشف الكثير عن الأنماط السلوكية للمصريين القدماء". وأوضحت "استخدام اختبار الحمض النووي لمومياء طائر أبو منجل لا يزال موجودًا في مواقع مختلفة جغرافياً، ونحن نأمل في إقامة مجموعات تربية معزولة. فوفرة الجينات المتنحية، على سبيل المثال، يمكن أن يعتبر إشارة لتهجين الحيوانات المأسورة. هذا أيضًا له معني يخص إقتصاد تربية الحيوانات من أجل التحنيط." بالنسبة لعلماء المصريات، فالمومياوات تعكس كل شيء، من المقدس إلى المشكوك فيه كما توضح إكرام: "كانت المومياوات الحيوانية وسيلة عضوية للأشخاص للتواصل مع الآلهة. في الوقت نفسه، كانت أيضًا تعد عملاً تجاريًا، والعديد من المومياوات التي درستها هي مومياوات قديمة زائفة - جزء من حيوان ملفوف كما لو كان كاملاً، أو لا يحتوي على شيء داخله سوى الطين. ربما كان يعتقد المصريون أن النية كانت كافية للتواصل الإلهي." Comment *