يروى الكاتب الصحفى «محمد خير» شهادته عن حرق أنصار أبو إسماعيل لمقر حزب الوفد بالدقى مساء أمس السبت. بالصدفة كنت قريبا من مقر الوفد عندما تعرض للهجوم، أعداد من الشباب الملتحي -حوالي 100- كان معهم بعض المنتقبات- هجموا من شارع التحرير وهم يرددون "الداخلية بلطجية" ! ثم يهمهمون بقوة :هوه هوه هوه" كطابور عسكري. أثار المشهد في البداية ضحك بعض المارة، لكن سرعان ما ارتفع صوت الطلقات والشماريخ عند مدخل "الوفد "ثم اشتعلت النار وبدأ إطلاق قنابل الغاز. بعض المحلات أغلقت أبوابها وبعض السيارات المركونة هرع أصح ابها ليبتعدوا بها. أثناء ذلك كان بعض المهاجمين يقفون ليشرحوا لنا أنهم يهجمون على الوفد بسبب حصار مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية بالأمس! كان أحد الملتحين يردد: احنا مش جايين علشان حاجة غير بيوت الله، بيوت الله بيعتدوا عليها! أحد المواطنين سأله: يعني هما يضربوا هناك وانتوا تجيوا تضربوا هنا، كده ينفع وبعدين؟ الملتحي ظل يردد: مش ممكن نسكت على بيت ربنا. كله إلا بيوت ربنا. هنا لم أتمالك نفسي فسألته: بس بيقولوا كانوا خاطفين اتنين في الجامع وضربوهم. -نظر لي بضيق بينما أجابني أحد زملاؤه: حتى لو خاطفين ناس، يعني هو الأمن ماكانش عارف يطلع المخطوفين؟ حولنا كان بعضهم ينتشر ويردد للمارة نفس كلام الملتحي: ضربوا الجامع ضربوا الجامع . اشتدت رائحة الغاز فابتعدت ناحية ميدان الدقي وسرعان ما جاء أغلب المهاجمين يركضون من مطاردة الأمن وتوقف معظمهم عند ناصية الميدان. بعض الملتحين استقل سيارات خاصة وابتعدوا، أحدهم كان جالسا خلف المقود بينما يقف آخر بجوار السيارة وسمعته يردد: هما مش عايزين الإسلام! اثنان منهما وقفا بالقرب مني أحدهما كان يتحدث في الموبايل ، ثم قال لزميله ضاحكا: أكتر ناس هاينبسطوا دلوقتي الإخوان وهايقولوا احنا مالنا مالناش دعوة. ثم التفتّ ولاحظني أقف خلفه فابتعدا قليلا :) بعد قليل عدت مرة أخرى في اتجاه ناصية الوفد "عند سينما التحرير"، كانت المنطقة مظلمة وبها رجال أمن وإٍعاف ومطافيء، بعض المواطنين كانوا يتجادلون، سيدتان شعبيتان إحداهما أخذت تصرخ في وجه رجل: خليكم انبسطوا بيه، خليه قاعد على قلبكم. نهرها الرجل: على الأقل راجل مسلم، مسلم مش زيكوا ، حافظ كتاب ربنا. (على سبيل الغلاسة سألته: واللي عايز يبقى مسلم يعمل إيه؟ نظر لي شذرا وأجابني : روح الجامع صلّي. :) ............ ملحوظة جانبية: بدا المهاجمون بالنسبة لمعظم المارة مثل فرجة سخيفة وبدوا معزولين بثيابهم وهيئتهم: جلابيبهم ولحاهم، سمعت الكثير من التعليقات السلبية ومعظمها يتحدث بفهم عن "إسكات الإعلام"، إذ لم يكن الناس يتحدثون عموما عن "حزب الوفد" بل عن "جريدة الوفد