قد لا تصبح النكتة المستهلكة القديمة ظريفة إذا حاول قائلها الاعتراف بعد روايتها: «قديمة وبايخة.. مش كده؟»، لكن هذا ما فعله كُتاب سيناريو فيلم «بيبو وبشير»، فعلى لسان البطلة ترد جملة قرب نهاية الفيلم تقول فيها إن الصدفة التى جمعت بينها والبطل لا تحدث سوى فى الأفلام الأبيض والأسود السيئة، أما هذه الصدفة المستهلكة السيئة فهى عن شاب وفتاة تقابلا بالصدفة وحدث بينهما انجذاب عاطفى، ويتصادف أن يقوم صديق البطل بتأجير شقة مفروشة للبطل وحبيبته المغتربة دون أن يعلم أى منهما ذلك خلال ما يقرب من ثلاثة أرباع زمن الفيلم.
الفيلم يعجز عن بناء مبررات قوية لقبول كل منهما شرطاً غريباً وهو أن يقيم أحدهما فى الشقة صباحا، ولا يحضرها فى المساء، والثانى بالعكس. الفيلم كوميديا رومانسية خفيفة الظل تحمل استايل «اللايت كوميدى الأمريكى».. حملت شخصيات البطل وصديقه والبطلة وأهلها كثيرا من عناصر الجذب الكوميدى، ولمحات إخراجية جيدة لكن الفيلم عانى من بعض المط والتطويل أحيانا، مثال ذلك مشهد القطار الذى ظهر به باسم سمرة، وأيضا نحن أمام دراما ترصد سلوكيات لا يمكن أن تكون مألوفة فى المجتمع المصرى، مثل الفتاة التى تعمل عازفة درامز وتسافر من بورسعيد مع فرقتها من الرجال إلى القاهرة لتعيش وحدها. الفيلم يقتبس بعض أفكار الأفلام المصرية القديمة، أهمها فكرة فيلم قدمه المخرج حسن الإمام عام 1970 عن سيناريو لأبو السعود الإبيارى بعنوان «شقة مفروشة»، ويحكى عن مدرسة موسيقى (ماجدة الخطيب) تحضر من المنصورة للعمل بالقاهرة وتستأجر شقة لدى (عقيلة راتب)، التى تستغل عمل المدرسة كل صباح فتؤجرها إلى مذيع (أحمد مظهر) يعمل فى وردية الليل، وهكذا يقيم الاثنان فى الشقة دون أن يكتشف أحدهما الآخر، إلا قبل نهاية الفيلم حيث يجمع بينهما الحب بعد صراع قصير على من صاحب الحق فى الشقة، وهذا الفيلم نفسه اقتباس للفيلم الأمريكى «Walk Dont Run»، وبغض النظر عن كل ذلك ف«بيبو وبشير» كاد يكون كوميديا جذابة لولا خلوه من الأحداث الجذابة.