«بيبو وبشير» هى الجُملة الشهيرة التى دائمًا ما كُنا نُرددها، يستغلها صُناع الفيلم بذكاء للدعاية، لكنها بدلاً من أن تكون «بيبو وبشير .. بيبو والجول» نكتشف أن «بيبو وبشير» الفيلم لم يتمكن من إحراز الهدف فى المرمى، لينال استحسان الجمهور، وإن كانت الكرة قد اقتربت كثيراً، لكنها تصطدم بدلاً من ذلك فى العارضة ! «بشير» الذى يعمل ك «مُترجم لغة تنزانية» لمدرب فريق كرة السلة المصرى التنزانى، هى مهنة غير مُستساغة، مثلها مثل مِهنة «عبير / بيبو» التى تعمل ك «طبالة» - بالمفهوم الشعبى رغم أنها تعزف على الدرامز ! - فى فرقة موسيقية .. ما يجمع «بيبو» و«بشير» بخلاف هذا أيضاً هو رحلة البحث عن شقة فى وسط البلد أو فى أى مكان قريب منها، إنها المنطقة التى تجذب الجميع إليها لإثبات ذواتهم - أو ثورتهم كما حدث مؤخراً - ف«بشير» يُريد إيصال الفريق إلى كأس العالم و«يفوز» - وهو ما لم يتحقق على أرض الواقع بالفعل - بينما «بيبو» لديها حُلم فى أن «تفوز» فرقتها الموسيقية لإصدار ألبوم غنائى .. ومثلما كانت الثورة يقودها شباب، ويُحاول وأدها الكِبار. يُحاول والد «بشير» وأد حلم ابنه فقط لمُجرد أنه يعيش تحت سقف منزله ولو حتى بطريقة غير مُباشرة - منعه من أن ينام مع فتيات فى المنزل كما كان يحدث مِن قبل ! كما أن «بيبو» تُعانى من أهلها فى «بورسعيد» الذين يُريدونها أن تعود لأحضانهم، وتترك «الفن وبلاويه» .. هنا تجمع الظروف الاثنين ب «الصُدفة»، فأحد أقارب «بشير» لديه شقة خالية، لكنه يطلب فيها إيجارا 4 آلاف جنيه، فى الوقت الذى يُصر «بشير» على دفع ألفى جنيه فقط، تتعرف «بيبو» على صاحب الشقة، وتكون إمكانياتها - بالصُدفة أيضاً ! - ألفى جنيه، يُقرر صاحب الشقة تأجيرها للاثنين «بيبو» و«بشير» لجمع ال 4 آلاف جنيه. لكن يستطيع أن يُفهم الاثنين ألا يتواجدا بالشقة فى مواعيد مُحددة، بحيث تأتى «بيبو» فلا يظهر «بشير» والعكس، وتبدأ المُفارقات الكوميدية فى أن صاحب الشقة يحاول ألا يكتشف أحد حقيقة الوضع، لكن ما لم يكُن فى الحُسبان أن الاثنين يتقابلان - صُدفة أيضاً - ويقعان فى الحُب، وهو ما لم يكُن فى الحُسبان، وهنا نسأل: ماذا لو اكتشف أحدهما حقيقة الوضع ؟ .. هل سيختفى الحُب؟ إنه قانون «الصُدفة» الذى يحكم الفيلم فى العلاقات والمُقابلات بل حتى المشاعر الإنسانية، ربما غير مُستساغ فى بعض المواضع لا كُلها، لكن صُناعه - أغلب الظِن - يتعاملون معها على اعتبار أنه فيلم من أفلام العيد، وبالتالى هى مقبولة، كما أن الجمهور لن ينتبه، أو بالأصح لن يُحاول أو يهتم. الفيلم إجمالاً تستطيع أن تصفه ب«اللطيف»، وهى غالباً الجُملة التى تستطيع أن تصف بها أى فيلم مصرى يظهر مؤخراً، خاصةً لو كان من النوع الرومانسى، حيث لا تعمق أى مُحاولة لعرض وجهة نظر ما، وهو ما تستطيع أن تُطبقه على فيلم «بيبو وبشير»، فالإيفيهات الكوميدية بعضها يصل إلى حد الفجاجة أو التعبير الجنسى اللفظى أو الحركى، ففى مشهد يتم فيه الربط بين كلب يُدعى «بشير» يُحاول مُعاشرة «كلبة» أضخم منه حجماً، فى الوقت الذى نجد فيه «بشير» بطلنا ينام مع فتاة قد تعرف عليها من النادى ! .. هنا ينتزع المشهد ضحكات الجمهور - خاصةً النساء وهو ما له معنى ! - وهو ما يدعوك للتساؤل: هل هذه هى الكوميديا التى من المُفترض أن تُقدم ؟! المُدهش أن الفيلم لم يكتف صناعه بالاقتباس من الفيلم الأجنبى The Break Up ل «جنيفر أنيستون» عام ,2006 حيث يتفق «بشير» مع أصدقائه على طرد «بيبو» من الشقة - بعد اكتشاف المستور - فيدعوهم للسهر عنده، فتخرج «بيبو» لتقذفهم بسائل ما، لكنه أيضًا يقتبس لقطات من الفيلم المصرى الشهير «الشقة من حق الزوجة» عام 1985 ل «محمود عبدالعزيز» و«معالى زايد» حتى فى المشهد الشهير الذى نجد فيه بطل الفيلم «محمود عبد العزيز» يغسل ملابسه على أنغام «زحمة يا دُنيا زحمة»، وهو ما يقدمه «بيبو وبشير» بنفس الأسلوب، ربما للسُخرية من النُقاد أنفسهم أو حتى الجمهور إن شعر ب «تُهمة» الاقتباس. يأتى أداء «آسر ياسين» كأفضل ما فى الفيلم متفوقاً على «منة شلبى»، هذا لأن الشخصية لها عالمها المُحدد، على عكس «بيبو / منة شلبى» التى لا تفهم بعض المواضع فى شخصيتها منها مثلاً أحد أعضاء الفرقة الموسيقية - يلعب دوره «هانى عادل» - هو ابن خالة «بيبو»، وبالتالى هذا يدفعك للتساؤل : لِمَ لا تسكن مع خالتها بدلاً من أن تسكن بمُفردها؟! إنه «اللا منطق» أو «الصُدفة» أو أياً ما كان، لكن يبقى أن «مريم أبوعوف» - مُخرجة الفيلم - فى تجربتها السينمائية الأولى قدمت فيلماً يُحسب كونه فيلماً «لطيفاً»، بصرف النظر عن أى أشياء أخرى.