كلمة السر هى: «تك تك بوم».. هى أيضا اسم فيلم محمد سعد الأخير، وكما هو واضح أنه اسم بلا معنى أو دلالة، وربما يكون هناك معنى خفى للاسم، ولكن المعنى فى بطن محمد سعد مؤلف الفيلم وبطله.. هو يقدم فى الفيلم شخصية لا تختلف كثيرا عن الشخصيات الهامشية التى قدمها سابقا بنفس أدائه الخشن النمطى، ولا بأس أبدا من صنع فيلم عن أثر الثورة على شخصية هامشية وتافهة مثل تيكا (محمد سعد) فى فيلمه الأخير «تك تك بوم». فى الفيلم بذرة فكرة يمكن أن يكون كوميديا سوداء عظيمة.. شخصية هامشية تافهة ومسحوقة فى مواجهة حدث عظيم وجلل مثل ثورة شعبية عارمة لا يستوعبها ولا يفهم أبعادها ويضطر إلى التعامل مع تداعياتها، ولكن النيات الطيبة لا تصنع فيلما ناجحا، وبمب محمد سعد الفاسد لم يصنع سوى فرقعة ضحكات خافتة محبطة بعد أن أصبح أداؤه مستهلكا وحركاته وإيفيهاته بايتة ولا جديد فيها، هو يجسد شخصية صانع بمب فاشل يستعد للزواج من جارته، فتحدث الثورة فى ليلة زفافه، ويصبح همه أن يجد وقتا لينفرد بعروسه، لكنه يجد نفسه مضطرا للبقاء فى الشارع مع اللجان الشعبية للدفاع عن الحارة، وعلى الرغم من غبائه الشديد، يترك له أهل الحارة مهمة قيادة اللجان الشعبية بلا مبرر مفهوم. المشكلة فى فيلم محمد سعد الجديد تكمن فى غياب المبررات الدرامية والمنطق، فهو يقدم شخصية متواضعة تجد نفسها متورطة فى أزمة ما فى مواجهة انفلات أمنى بعد قيام الثورة، ونحن أيضا فى مواجهة انفلات درامى وسيناريو مفكك، فبعد حوالى نصف الساعة ينتهى الفيلم من سرد واستهلاك للموقف، وتسقط الدراما بعدها ميتة بالسكتة الدرامية، ويحاول سعد استدعاء شخصية ضابط الشرطة لطفى المنفلوطى، الذى مات فى حادثة فى فيلمه «اللى بالى بالك» ليملأ الفراغ الدرامى، ويبدو وجود الشخصية مبررا فى إطار صدام الثوار والشرطة فى أثناء الثورة، ورغم أنه يظهر ضابط الشرطة شريرا، فإنه يعقد معه صلحا ساذجا غير مبرر فى نهاية الفيلم.