ومخاطبا الشعب «لا تضعوا أنفسكم فى محل تزييف لإرادتكم ولا تقبلوا أن يفعل بكم كما كان فى السابق» مؤكدا أن التحول السياسى فى مصر لابد وأن يمر بمرحلتين أساسيتن الأولى هى إعداد الدستور والثانية هى تحقيق منافسة سياسية فعليه بين جميع التيارات من إسلام سياسى وليبرالى ويسارى … هكذا بدأ «عمرو حمزاوى« حديثه فى مؤتمر «نادى الرواد بمدينة العاشر من رمضان» مساء أمس الأربعاء ومؤكدا أن النجاح فى إدارة هاتين المرحلتين سيدفع بمصر الى المسار الصحيح للديمقراطية فى حين أن تباعدنا عن ذلك لن يصل الى شىء وعلل إنسحابه من تأسيسية الدستور بأنها إجراء ديمقراطى أستشعرت من خلاله غياب التوازن السياسى والفكرى وهيمنه فصيل واحد ، فضلا عن تهميش التيارات الأخرى وعدم وجود التمثيل المناسب للمرأة والشباب ومنظمات المجتمع المدنى . كما أضاف أن الدستور لايمكن أن يوصف بالتعبير عن الاغلبية فى مواجهة الأقلية ، حيث لابد أن يعبر عن فئات الشعب المصرى ، لافتا الى أن الجمعية التأسيسية للدستور فى المرة الثانية لم تتعامل مع اخطاء الجمعية الاولى ؛ بل أعادت إنتاجها مرة أخرى بما فيها الهيمنة والتهميش وسوء التمثيل ، وقال أن شرعية تلك الجمعية مازلت محل جدل وتساؤلات خاصة فى ظل موقف القبول الشعبى منها مما يجعلها تحت ضغط دائم وقلق ، فضلا عن تسابقها مع الزمن تخوفا من صدور حكم قضائى بشأنها . « حمزاوى » لم يخفى تخوفه من كون مناقشات تلك الجمعية ومشاوراتها يعد أمر شكليا ومن ثم نفاجأ فى النهاية بالتصديق عليها خاصة وأن الأصوات جاهزة وحتى لايضيع جهد تلك التأسيسية لابد من التعامل معها بتأنى والإستعداد جيدا لتلك الجهود التى بذلت فيها وإستكمالها فى حاله حلها ، مشيرا الى أنه على المواطنين متابعة المناقشات التى تنشر عن تلك الجمعية خاصة فيما يتعلق بالحقوق والحريات ونظام الحكم ؛ مخاطبا للشعب المصرى « لاتضعوا أنفسكم فى محل تزييف لإرادتكم ولا تقبلوا أن يفعل بكم كما فى السابق »وطالب بعقد مؤتمرات صحفية يومية لنقل مايدور فى تلك الاجتماعات وتعريف المواطنين بها ، لافتا ان مايحدث من حوارات مجتمعية لها نشاط محدود لم يتجاوز عدة جلسات دون حوارات حقيقية أو نقاش موضوعى . و تابع قائلا أنه يجب عدم اختزال السياسة فى القاهرة فقط والذهاب الى الاقاليم وتوعية أبنائها بما يدور ، كما أضاف أن هوية مصر واضحة وعريقة وراسخة وتتمتع بتاريخ من التراث القبطى والاسلامى الى خلاف العربى والافريقى ولايمكن أختصاره فى فصيل واحد. حمزاوى تطرق لمظاهرات 24 أغسطس الماضى وأوضح أنه رفض المشاركة بها لقناعته بإحترام الشرعية والديمقراطية التى نادت بها ثورة يناير وعدم جواز إسقاط رئيس منتخب وجاء نابعا من إرادة الشعب . وقال أن سيطرة فصيل واحد على كل معالم السلطة فى مصر ليس ضمانه حقيقية للديمقراطية ؛ والحل عندها هو قوة جديدة وتحالفات أخرى لتحقيق المنافسة مع تيارات الاسلام السياسى لافتا أنه ليس من حق أحد التحدث باسم الدين وعن القرارات الصادرة بشان المجلس الاعلى للصحافة والقومى للمراة قال أنها أمتداد للهيمنة وسيطرة لتيار سياسى واحد منوها عن احترامه لنادر بكار الذى ترك الاعلى للصحافة لمن أحق بها منه. كما أنتقد موقف الاخوان قائلا من يحاول خلط الدين بالسياسة ينظر تحت قدميه مشيرا الى أن القروض التى كانت ترفض من قبل بدعوى الربا أصبحت قروض مطلوبة وتحول الربا الى مصاريف ادارية وقال اننا طالبنا من قبل ودافعنا عن الاخوان وحقهم بالعمل السياسى كمبدأ لا يتجزأ عن الحريات ولكننا ضد الاستبداد والهيمنة. وأختتم حديثه قائلا أن الرئيس موظف عام ولابد من محاسبته فى حال اخلاله بمسئولياته موضحا أن ممارسة السياسه ليس استعراض للقوى وانما نشاط انسانى ينبع من تحقيق الصالح العام .