قال الدكتور عمرو حمزاوي أستاذ العلوم السياسية عضو مجلس الشعب المنحل، أن القوى المدنية تواجه تحديات في صياغة الدستور، خاصة وأن الجمعية التأسيسية في تشكيلها الثانى ليست محل توافق وطني، وهو ما جعله ينسحب وزملائه من التأسيسية للمرة الثانية بعد تكرار أخطاء الجمعية التأسيسية الأولى. وأضاف خلال كلمته مساء أمس الأحد بمتحف محمود سعيد بالإسكندرية في ندوة بعنوان «مصر بين رئيس مُنتخب ومجلس عسكري ومعارضة ديمقراطي»، أنه بالرغم من اعتراضات البعض على التأسيسية فإن الذين انسحبوا لا يمثلون الوطن بمفردهم، خاصة وأن هناك أحزاب ومؤسسات أخرى مقتنعة بالتأسيسية وتشارك بها مثل الأزهر والكنيسة. وأعرب عن تخوفاته من أن يتم التعامل مع الدستور الجديد بصيغة متعجلة ،خاصة بعد إعطاء القضاء الإداري فترة زمنية للتأسيسة لصياغة الدستور ، مما يزيد التخوف من أن يتحول هدف الجمعية التأسيسية من مناقشة حقيقية لإعداد دستورا جيدا لمصر إلى محاولة للإسراع بصياغة الدستور قبل انتهاء الحد الزمنى المقرر، لافتا إلى فترة الاستفتاء على التعديلات الدستورية التى لم تتح فترة زمنية كافية لمناقشتها. وأكد أن هناك تحدٍ آخر يواجه الأحزاب التى هُزمت فى المعارك الانتخابية الماضية، مشددا على ضرورة أن تنجح الأحزاب السياسية المدنية فى تكوين منافس قوى لباقى الفصائل السياسية حتى يحدث توازن على الساحة السياسية، لافتا إلى تخوفاته من سيطرة فصيل واحد على الحياة السياسية. وقال «لو نحن نعلم أن نتيجة الانتخابات كل مرة ستكون حتما فوز فصيل معين، ستفقد العملية الانتخابية والديمقراطية جوهرها، مما قد يسهم فى عزوف الناخبين عن التصويت مجددا خاصة وأن نتيجة الانتخابات ستكون معروفة مسبقا وسنكون أمام حياة سياسية بها طرف واحد فقط». محذرا من عدم نجاح الأحزاب المدنية في الانتخابات التشريعية مرة أخري، حتي لا يهيمن فصيل واحد علي الدولة المصرية ويكون المصريين أمام اختيار صعب مرة أخري، مؤكدا أنه يحترم تيار الإسلام السياسى ولكنه يريد أن يكون هناك تداول للسلطة من خلال منافس سياسي قوى. كما أكد أن القوى المدنية أخطأت من البداية، وكان عليهم أن يعترفوا بذلك بدءا من مرحلة تفتيت الأصوات في الانتخابات التشريعية والرئاسية والخطأ التنظيمي في الانتخابات، وصولا لوجود كيانات حزبية لا تريد أن تتوحد مما يعوق من قدرتهم على الساحة السياسية، فضلا عن وجود منافسات بينية بينهم. وتابع قائلا «التيار الثالث يقوم حاليا باجتماعات مستمرة لبناء تنظيم يجمع ولا يفرق وسنعمل على توحيد العمل الانتخابي والتنظيمي»،لافتا أن التيار الثالث يختلف تماما عن الكتلة المصرية لأنها كانت معادية للإسلام السياسي. وأشار إلى أن موقفهم من الرئيس المنتخب محمد مرسي وحكومته هو موقف ديمقراطي بالكامل بما يتيح التعاون لتحقيق مصلحة الوطن في وجود المعارضة البناءة، قائلا «من الأفضل لنا سياسيا أن لانكون في حكومة ائتلافية أو فريق رئاسي وعلينا أن نبقي خارجهما لأن هناك انتخابات قادمة بعد فترة قصيرة ويجب أن نعد أنفسنا لها حتى تتوازن المعادلة». وأوضح حمزاوي أنه أبطل صوته في الانتخابات الرئاسية لرفضه إعادة إنتاج النظام القديم أو أن يسيطر فصيل واحد علي الساحة السياسية وفي القوت نفسه لا ينتقص من قدر أحد، قائلا «لو كان حمدين صباحي فى جولة الإعادة لاخترته بالرغم من اختلافى الاقتصادى مع الفكر الناصري، خاصة وإني أعطيته صوتي في الجولة الأولي»، وتابع «ولو كانت جولة الإعادة بين مرسي وأبو الفتوح لاخترت أبو الفتوح». كما أشار إلى أن هناك أكثر من 8 ملايين صوت خلال الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية كانوا ضد انتخاب مرشح الحرية والعدالة ويرفضون اختيار مرشح النظام القديم، منوها أنه لا يريد الخلط بين الفصيلين، معتبرا الإخوان من صلب الجماعة الوطنية المصرية قائلا «الإخوان اِعتُقلوا كثيرا وتجرعوا مرار النظام السابق، والله لا يرضى بالظلم»