بعنوان «أشرف مروان.. جاسوسا أم عميلا مزودجا» قالت القناة السابعة الإسرائيلية «إن شمعون مندس المقدم احتياط بالجيش الإسرائيلي قام بعمل دراسة حول قضية الجاسوس المصري أشرف مروان وخلص منها إلى أن الأخير كان أكبر عملية خداع قام بها الرئيس المصري الأسبق أنور السادات لتل أبيب»، لافتا إلى أن إسرائيل ابتعلت الطعم وانطليت عليها الخدعة. وقالت القناة «إن مندس سيقوم بعرض نتائج دراسته حول شخصية أشرف مروان، مساء أمس الثلاثاء؛ وذلك خلال منتدى الأبحاث العسكرية والحربية»، موضحة أن “مندس كان أحد مسئولي الرقابة العسكرية خلال حرب أكتوبر وقام بدراسة عملية مروان، الذي سحب ورائه غابة من الشائعات التي لا تنتهي. ونقلت القناة عن مندس قوله «لاشك أن مروان كان يعمل لصالح مصر، وليس عميلا مزدوجا مثلما يحاول البعض تصويره، لقد كان أشرف الفخ المحكم جدا الذي نصبه الرئيس السادات لتل أبيب»؛ لافتا إلى أن الرئيس المصري الأسبق أراد إعادة سيناء لبلاده، لكنه كان يعلم أنه ضعيفا عسكريا أمامنا، مضيفا «كان السادات عنيدا، ولكي يحارب تل أبيب قام بدراسة متعمقة للحرب العالمية الثانية وسياسة تشرشل،رئيس وزراء بريطانيا الاسبق، وعملية غزو نورماندي، سلسة من المعارك قامت عام 1944 بين ألمانيا النازية وقوات الحلفاء وأهمية هذه المعركة هي نزول قوات الحلفاء إلى أوروبا ونقل المعركة مباشرة ضد الألمان، ولفت مندس إلى أن السادات رأى فيما سبق أمرا مشابها لما يحتاجه» . وأضاف «كي يقوم السادات بإخفاء الاستعدادت للحرب كان يحتاج إلى أداة لتخدير المخابرات الإسرائيلية، وإذا كان خبراء الخداع الاستخباريين يتحدثون عن نوعين من الخداع الأول هو التضليل والتعمية والثاني هو الإرباك والتشويش، فقد اخترع الرئيس المصري الأسبق وقام بتطوير النوع الثالث؛ ألا وهو التخدير». «من أجل هذا فقد اختار أشرف مروان» أضاف مندس للقناة الإسرائيلية، صهر الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، ولأن السادات كان من الزوار المعتادين لمنزل عبد الناصر وكأن أحد أفراد عائلته، فقد كان الأمر كما لو كان السادات نفسه والد زوجة مروان، في ظل هذه الحقيقة كان لابد أن تقرع تل أبيب أجراس الخطر، فوفقا للثقافة المصرية لا يخون الشخص عائلته القريبة، وكان على المخابرات الإسرائيلية أن تفهم وتدرك أنه لا يمكن أن يخون صهر عبد الناصر والذي يشعر أيضا أنه صهر السادات، يخون وبيع الأسرار للمخابرات الإسرائيلية، لافتا إلى أن جولدا مائير «رئيس حكومة تل أبيب السابق» سألت قادة الاجهزة الاستخباراتية الإسرائيليين أسئلة من هذا القبيل، أكثر من مرة، لكن لم يجب عليها أحد منهم برد مناسب. وأضاف مندس أن الدافع للتجسس كما عرضه مروان على الإسرائيليين، هو شعوره بالإحباط وخيبة الأمل من موقف السادات منه، ورغبته في كسب أموالا كثيرة، لافتا إلى أن هذا الدافع ليس كافيا ليجعل مصريا يخون عائلته المقربة، مشيرا إلى أن العملية الاستخبارية التي قام بها مروان تشبه شخصا يقوم بفتح خزينة حديدية على مسمع ومرأى الجميع، ليثبت عدم وجود أوراق مالية كثيرة بها، مضيفا بقوله«لقد أظهر لنا مروان كل شئ لكن كان يخفي نواياه الحقيقية، لقد كنا سعداء لدرجة أن تسيبي زامير، رئيس الموساد الأسبق، قال إنه شعر كما لو كان في غرفة العمليات المصرية». وأشار إلى أن مروان قام بخداع مشغليه الإسرائيليين عندما عرض أمامهم مراسلات مصرية تشهد على طلب القاهرة الحصول على ذخيرة روسية ورفض موسكو للأمر، لافتة إلى أن أشرف زعم أكثر من مرة أن السادات لن ينوي شن حرب لشعوره بأنه أقل شأنا أمام سلاح الجو الإسرائيلي، مضيفا أنه في ظل المراسلات مع موسكو بدت الأمور وكأنها موثوقا منها. وأضاف «لقد خضع مروان لجهاز كشف الكذب مرتين، لكن هذا الجهاز لا يمكنه أن ينال من رجل مثل هذا، وعلاوة على ذلك فإن مروان لم يكذب؛ بل قدم معلومات حقيقية لكنه أخفى النية من وراء تقديمها» مؤكدا أن كل من يحاولوا أن يصوروا اشرف كعميل مزدوج لا يفعلون هذا إلا ليبرروا فشلهم، بدلا من تعلم الدروس والتسليم بالحقائق. وختم مندس تصريحاته لللقناة الإسرائيلية بالقول «فيما يتعلق بوفاة مروان الغامضة، وسقوطه من شرفة أحد الفنادق بلندن، فإنني مقتنع أن المصريين هم الذين قاموا بتصفيته؛ خاصة أن أشرف قال إنه يكتب مذكراته في العاصمة البريطانية، وعندما قال هذا، ختم مصيره بنفسه» لافتا إلى أن الدولة تعطي أهمية كبرى للحفاظ على أسرارها حتى ولو بعد سنوات من حدوث الوقائع الخاصة بتلك الأسرار، وذلك لاخفاء طرق العمل الخاصة بهذه الدول. وقال «عندما يكتب مروان مذكراته بلندن فإن ما سيكتبه لن يخضع للرقابة المصرية، ولهذا السبب كان الحل الوحيد هو تصفيته”، مستشهدا في النهاية بتصريحات صحفي مصري بارز، لم يذكر اسمه، عن أن نفس الحي الذي تم تصفيه مروان به، شهد وفاة جنرال مصري وممثلة سينمائية مصرية بنفس الطريقة، ما يجعل الأمر ليس مصادفة».