ضغوط خارجية رهيبة تنبأ بعزلة قريبة لإسرائيل، تلك كانت وجهة النظر التي غلبت على تغطية وتحليل لأحداث اقتحام السفارة الإسرائيلية في القاهرة. صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية نشرت تقريراً أشارت فيه إلى أن أمريكا وتركيا ومصر الذين يعدون أبزر حلفاء إسرائيل سئموا من سياسات الأخيرة، ما قد يسفر عنه إزدياد عزلة تل أبيب وبقائها وسط منطقة يحيط بها الأعداء من كل مكان.
معروف للجميع أسباب توتر العلاقات بين إسرائيل وكل من مصر وتركيا، ولكن توتر العلاقات بين تل أبيب وأمريكا يظهر جلياً بحسب الصحيفة الأمريكية في تصريحات وزير الدفاع الأمريكي السابق روبرت جيتس، الذي وصف إسرائيل بأنها حليف ناكر للجميل وأن سياساتها تزيد من عزلتها السياسية.
ولعل ذلك التوتر هو ما دفع رئيس الوزراء بينامين نتنياهو بحسب لوس أنجلوس تايمز للتهدئة في خطابه الأخير حول أحداث اقتحام السفارة الإسرائيلية في القاهرة، وتوجيهه شكر خاص لأمريكا ومصر ثم تأكيده إلى أن بلاده ستسعى لتهدئة التوتر مع تركيا.
ولكن الصحيفة أشارت إلى أن سياسات نتنياهو في التعامل مع ربيع الثورات العربية ودعمهم للرئيس المخلوع محمد حسني مبارك أضر بها كثيراً.
كما زعمت الصحيفة إلى أن الإدارة الإسرائيلية رفضت الإصغاء للمطالب والضغوط الأمريكية والأوروبية بتقديم تنازلات من أجل عودة المفاوضات مع فلسطين على أساس حدود 1967 وحصولها على إعتراف من الأممالمتحدة.
أما مجلة تايم الأمريكية فاعتبرت أن إسرائيل تواجه تسونامي سياسي خطير وقد يقوض علاقتها مع دولة عديدة في المنطقة، خاصة بعد إنحسار وتوتر علاقتها مع تركيا ومصر، بعدما طرد سفيرها من أنقرة وإضطرار سفيرها في مصر لمغادرة البلاد بعد إقتحام سفارته.
التايم أشارت إلى أن هروع إسرائيل نحو أمريكا باعتبارها الحامي الوحيد والمدافع عن مصالح تل أبيب يعد إشارة سلبية؛ لأن الأخيرة لن تتمكن من حمايتها كثيراً في ظل تنامي الإزدراء الدولي لها؛ بسبب سياساتها التي تنتهجها في السنوات الأخيرة.
ثم ذكرت المجلة أنه إذا كانت أمريكا نجحت في تقليل حدة التوتر وردأ الشرخ العميق في العلاقات الذي كان من المتوقع حدوثه في العلاقات بين إسرائيل ومصر إثر اقتحام السفارة، إلا أنها فشلت في الضغط أو رشوة الفلسطنيين لوقف مسعاهيم للإعتراف بفلسطين كدولة مستقلة في الأممالمتحدة.
صحيفة جارديان البريطانية أشارت إلى أن ما تتعرض له إسرائيل من تدهور علاقات مع جيرانها كي يؤدي في النهاية لإبتلاع الدولة اليهودية بالكامل.
ما دفع إسرائيل بحسب الصحيفة البريطانية للخوف على مستقبل السلام مع الشرق الأوسط والذي يتمثل في إتفاقية كامب ديفيد، التي باتت مهددة منذ الإطاحة بالرئيس المخلوع حسني مبارك؛ خاصة وأنها تخشى من أن تتوافق مشاعر الحكومة العسكرية المؤقتة مع المشاعر لإسرائيل.