شهدت الولاياتالمتحدةالأمريكية أكبر تفجيرات فى تاريخها فى أحداث 11 سبتمبر 2001، شملت برجَى مركز التجارة العالمى ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) فى مدينة مانهاتن بولاية نيويورك، وراح ضحيتها نحو 3 آلاف شخص، وكانت هذه بداية استغلال الهجمات للانتقام من تنظيم القاعدة الذى رجع إليه الأمريكيون هذا التفجير فى شن الحرب على الإرهاب والمسلمين.
فى 26 أكتوبر 2001، وبعد غزو أفغانستان، سن الرئيس الأمريكى السابق جورج دابليو بوش، القانون الوطنى الأمريكى كاستجابة سريعة ومباشرة على الهجمات الإرهابية فى 11 سبتمبر، وكان الهدف من هذا القانون هو تقليل العمل وفقا للقانون والحد من دور المسؤولين الحكوميين عند التحقيق فى أنشطة جنائية. كما أعطى المنظمات الدولية الحق فى المراقبة والبحث فى السجلات الطبية والمالية والشخصية ورسائل البريد الإلكترونى لأى شخص. وكثيرون يعتقدون أن هذا القانون ساعد أمريكا على أن تكون مكانا آمنا، وعلى وقف الأنشطة الإرهابية ضدها، لهذا مد الرئيس الأمريكى الحالى باراك أوباما العمل به لعام آخر ينتهى فى 2011.. فى أبريل 2002، حكمت إحدى محاكم ولاية تكساس الأمريكية على الأمريكى مارك أنتونى سترومان بالإعدام بعد اعترافه بقتل عدد من المسلمين فى أمريكا انتقاما منهم حيث رأى أنهم سبب هجمات سبتمبر.
فى 20 مارس 2003، بدأ الغزو الأمريكى للعراق فى عهد الرئيس الأمريكى السابق جورج دابليو بوش، وعُرف الغزو ب«حرب الخليج الثالثة»، وكانت حجة أمريكا تخليص العراق من ديكتاتورية الرئيس العراقى الأسبق صدام حسين، الذى ارتكب جرائم إنسانية ضد العراقيين، وكان على علاقة بتنظيم القاعدة، وتطهيرها من أسلحة الدمار الشامل، فيما يرى كثيرون أن السبب الحقيقى وراء الغزو هو «البترول العراقى».. فى 29 أكتوبر 2004، أرسل أسامة بن لادن عدة رسائل يشيد فيها بهجمات سبتمبر واعتبرتها الولاياتالمتحدة اعترافا بمسؤولية تنظيم القاعدة عن الهجمات على الرغم من عدم تصريحه بذلك.. فى 2005، عُرض أول فيلم أمريكى عن أحداث سبتمبر باسم «سيريانا»، وتميز الفيلم بموضوعيته حيث انتقد التدخل الأمريكى فى الخليج العربى للاستحواذ على ثرواته النفطية، انتقادا لاذعا، وابتعد عن تصوير المسلمين كإرهابيين مختلين. وقصة الفيلم مأخوذة من مذكرات روبرت باير التى وردت فى كتاب يروى القصة الحقيقية لجندى فى حرب وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ضد الإرهاب، وهو ضابط سابق بوكالة المخابرات له خبرة بالشرق الأوسط.. فى 12 ديسمبر 2006، أُعدم الرئيس العراقى الأسبق صدام حسين لعلاقته بتنظيم القاعدة بعد أن سلمته الحكومة العراقية للقوات الأمريكية.
فى يناير 2007، قامت الولاياتالمتحدة بأول تدخل لها ضد الإسلاميين فى الصومال منذ التسعينيات. شهر سبتمبر من عام 2008 شهد الأزمة الاقتصادية العالمية الأسوأ منذ الكساد الكبير عام 1929، الأزمة بدأت فى الولاياتالمتحدةالأمريكية وامتدت منها إلى باقى دول العالم التى يرتبط اقتصادها مباشرة بالاقتصاد الأمريكى وأدت إلى انهيار عديد من بنوك وبورصات العالم.
فى 20 يناير 2009، تم تنصيب باراك حسين أوباما الرئيس ال44 للولايات المتحدةالأمريكية، وهو بذلك أول رئيس من أصول إفريقية يصل إلى البيت الأبيض. ومنذ توليه الرئاسة، يظهر أوباما صديقا للمجتمع الإسلامى الذى يحترمه على خلاف نظيره السابق جورج دابليو بوش. واختار أن يجرى أول حوار إعلامى له مع شبكة عربية ليرسل من خلالها رسالة إلى العرب هى «إن الأمريكيين ليسوا أعداءكم».
أعلن أحد القساوسة الأمريكيين، يُدعى تيرى جونز، خطته لحرق المصحف الشريف فى احتفال الولاياتالمتحدة بالذكرى التاسعة لأحداث سبتمبر عام 2010، اعتراضا على قرار بناء مسجد فى منطقة جراوند زيرو بالقرب من الموقع السابق لمركز التجارة العالمى، ولكنه تراجع بعدما أثار مخططه استياء العالم الإسلامى.
مايو 2011، شهد اغتيال العدو الأول للولايات المتحدةالأمريكية، زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن، على أيدى القوات الأمريكية فى باكستان بعد حرب دامت 10 أعوام بحثا عنه، بدعوى أنه مدبر هجمات سبتمبر.