كأنه دوام فى مؤسسة حكومية، انتهى احتفال وزارة الزراعة بيوم الفلاح باستاد القاهرة أمس فى الثانية والنصف ظهرا، وذلك بعدما قام عدد كبير من الفلاحين المشاركين بالدخول إلى صالة كبار الزوار لمقابلة الدكتور صلاح يوسف وزير الزراعة، الذى تهرب من سماع مشكلاتهم وتدخلت قوات الشرطة العسكرية لحمايته، فيما غادر الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء والدكتور هشام قنديل وزير الرى مقر الاستاد بعد مشاركة سريعة. الفلاحون برروا تحركهم هذا لعدم التزام الوزير بتسليم العقود الخاصة بأراضى الإصلاح والاستصلاح الزراعى مما أثار غضبهم.
ولم يحقق الاحتفال أهدافه رغم أن وزارة الزراعة جمعت الموظفين بالجمعيات الأهلية لحضور الاحتفال وحصل كل واحد منهم على 50 جنيها ووجبتين ومياه معدنية. وقال بعض الفلاحين إنهم تم استغلالهم حتى لا يشاركوا فى مليونية التحرير وحضر عدد قليل من محافظات الصعيد، بينما شارك العدد الأكبر من محافظة البحيرة. وقال وزير الزراعة فى تصريحات للصحفيين إنه سيتم توزيع 300 عقد على المزارعين وسيحل مشكلة الأسمدة من خلال توزيعها على زارعى الأرض فقط.
وفى تمام الثانية والنصف ظهرا قامت الشرطة العسكرية بإخراج ما يقرب من 15 ألف فلاح من الاستاد.
فيما تحرك الآلاف من فلاحى مصر والممثلين عن نقابات الفلاحين بجميع المحافظات باتجاه ميدان التحرير فى مسيرة ضخمة تجمعت أمام مقر وزارة الزراعة هاتفين « الفلاح نزل التحرير.. أصله ماحسش بالتغيير».. ، لتأييد مطالب المتظاهرين بالتحرير، واعتراضا على مليونية الفلاح التى نظمت اليوم باستاد القاهرة، وللمطالبة أيضا بإسقاط وزير الزراعة، الدكتور صلاح يوسف، وتمليك أراضى الجمعيات للفلاحين، وتوفير الخدمات الأساسية، وعدم تهميش الفلاحين، والاعتراف بدورهم الأساسى والرئيسى فى الاقتصاد المصرى. الفلاحون القادمون من جميع محافظات مصر، التى من أبرزها «أسيوط، بنى سويف، العياط، البحر الأحمر، كفر الشيخ، الفيوم» نصبوا منصة جديدة ضخمة فى ميدان التحرير، تحمل مكبرات صوتية ضخمة.
وردد الفلاحون هتافات كثيرة منها «باعوا الأرض وباعوا النيل.. الفلاح ولاّ إسرائيل»، «الفلاح بقاله نقابة.. والوزير عايزها خرابة».
فى السياق ذاته، واصلت ائتلافات الشباب والحركات توافدها إلى ميدان التحرير، للمشاركة فى مليونية تصحيح المسار، حيث تحرك المئات من شباب 6 أبريل فى اتجاه الميدان قادمين من الشوارع الخلفية للتحرير والسيدة زينب، منددين بالاعتداءات الداخلية.
خالد يوسف، المخرج السينمائى، أكد فى تصريح خاص ل«التحرير » أن الداخلية التى أطلقت 200 ألف بلطجى لإشاعة الانفلات الأمنى بشوارع مصر، قادرة على جمع هؤلاء البلطجية، لكن هناك من يريد استمرار البلطجة لجلب سخط المواطنين على الثورة.