ريما غيّرت عادتها. مسجد مصطفى محمود، الشهير بمسجد الفلول، تحول إلى ساحة للمنددين ب«الرئيس المخلوع»، ونجليه، ورموز نظامه البائد. كان غريبا أن تتغير الصورة بمقدار 180 درجة، فمنذ ساعات، وتحديدا فى أثناء جلسة المحاكمة، كان يقف فى المكان ذاته أمام المسجد أنصار مبارك، رافعين صوره، وأمس احتشد مئات المتظاهرين، واتجهوا فى مسيرة حاشدة إلى ميدان التحرير، للمشاركة فى مليونية «تصحيح المسار». المسيرة انحرفت من شارع جامعة الدول إلى البطل أحمد عبد العزيز، ثم الدقى. ردد المصلون هتافات «يسقط حكم العسكر»، و«عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية»، و«الداخلية هما البلطجية»، و«سلمية.. سلمية»، و«يا أهالينا.. انضموا لينا». الهتاف الأخير كان مقرونا بإشارات إلى السكان المطلين من البلكونات، مع هتاف آخر «انزل انزل»، والمدهش أن كثيرين استجابوا، ونزلوا، لتزداد قوة الموجة المتجهة من المهندسين، إلى وسط البلد. أيقونة الثورة وائل غنيم، كان فى قلب الموجة. صلى فى «مصطفى محمود»، وتحرك مع المتظاهرين. غنيم قال ل«التحرير»، إن «المليونية ستنجح فى تحقيق أهدافها المشروعة»، مضيفا «لقد نجحت بمجرد نزول المواطنين والأهالى من مساكنهم إلى الشارع».
الأمر الغريب فقط، كان خطبة وكيل الأزهر السابق، الدكتور محمود عاشور، التى لم يشر فيها إلا إلى أهمية وحدة الأمة وتكاتفها، وضرورة الابتعاد عن التناحر، محذرا من تربص الأعداء بالوطن، متجاهلا المليونية تماما. عاشور قال ل«التحرير»، إن ما يهمه هو وحدة الأمة، واصفا المليونيات ب«الكلام الفارغ».