يرفض الفنان آسر ياسين تصنيفه وحصره فى أنواع معينة من الأدوار، مشيرا إلى أنه ممثل يجيد تقديم كل الشخصيات، لذا يحب التنويع فى أنماط الدراما بين الأكشن والكوميدى والرومانسى والتشويقى، آسر قال إنه لم يتعمد الغياب عن الدراما التليفزيونية خلال الفترة الماضية، لكن تركيزه كان متوجهًا إلى السينما، وحينما تلقى عرضين بالمشاركة فى مسلسلى «العهد»، و«ألف ليلة وليلة» لم يتمكن من رفضهما. آسر تحدث مع «التحرير» عن مشاركته فى المسلسلين، والأجواء الخيالية والأسطورية التى تسيطر على كليهما. ■ ما الذى دفعك إلى التركيز فى المشاركة التليفزيونية فى رمضان؟ الحقيقة أن قبل ثورة «25 يناير» كانت الأعمال السينمائية هى الحاضرة بقوة فى المشهد، لكن عددها تراجع حاليًّا، وفى الوقت ذاته تقدم مستوى الدراما بعد توجه كثير من السينمائيين للعمل فيها، ويوجد مؤلفون يقدمون قصصًا ذات حبكة متميزة، لذا عندما تلقيت عروضا بالانضمام إلى «العهد»، و«ألف ليلة وليلة» لم أرغب فى ضياع فرصة المشاركة فيهما، خصوصا أن صنّاعهما أحب التعاون معهم، كذلك توافر عنصر الإنتاج الضخم، ربما أكبر من إنتاج أى فيلم. ■ ألا تجد أن تصوير مسلسلين فى موسم واحد مرهق؟ بالطبع إرهاق كبير، خصوصا أننى أصوّر إلى جانبهما فيلم «من ضهر راجل»، لكننى مستمتع بهذا المجهود الزائد، كما أننى لا أقدم 30 حلقة فى «ألف ليلة وليلة»، لكننى بطل القصة الثانية منه، من خلال 15 حلقة فقط. ■ وكيف يستطيع «مهيب» فى «العهد» الانتقام ممن ظلموه؟ من خلال القدرة غير العادية التى يمتلكها، ولا تتوافر عند أى بشر، وخلال الحلقات نتابع كيفية تعامله معها، فهو أحيانا يفهمها على أنها هبة ونعمة، وأحيانا أخرى يكرهها، لأنه يعتبرها تنبؤا، كذلك خلال الحلقات نتابع من يكون فى طرفه، ومن ينقلب عليه، لأن الأحداث لا تسير على وتيرة واحدة. ■ وبين الشخصيات الشريرة وأخرى تتبع الخير.. ما تصنيف «مهيب»؟ لا يمكننى تحديد تصنيفها، لأنه إنسان، والإنسان خطّاء بطبعه. «مهيب» يمر بتحولات عدة، فهو ليس شريرا ولا طيبا، لكنه يقع تحت ضغوط معينة، وتصبح فى يده السلطة خلال فترة ما، وفى فترة أخرى يفقدها، كذلك نجده تارة يتحدث عن العدل بشكل إيجابى فيه نوع من الرومانسية الحالمة، وتارة أخرى يصطدم بالواقع الذى يحوّله تحولا مختلفا. ■ وكيف تعاملت مع الثعابين فى مشاهدك معها؟ تعاملى معها مرتبط بالقدرة الغريبة أو غير العادية التى تمتلكها الشخصية، واكتسبت قدرة التعامل معها من أننى أستخدم يدى فى أشياء كثيرة كالنحت والرسم، كما أن المؤلف محمد أمين راضى يجيد اختيار الفنانين المناسبين فى أدوارهم، ووجد أن استخدامى الكثير ليدى سيفيد فى تقديم الدور، وهذه كانت من أبرز العوامل التى جذبتنى للعمل، فأخذت من العناصر المشتركة بينى وبين الشخصية حتى تطورت علاقتى بها. ■ وهل وجدت صعوبة فى التحضير للشخصية؟ بالطبع، فهذه هى المرة الأولى التى أشارك فيها فى عمل تاريخى، والصعوبة جاءت من أننى لا يمكننى تخيل الشكل الخارجى للشخصية، رغم قراءتى للمسلسل كاملا وفهمى قصته، كذلك لم أتخيل الشخصيات التى ستقف أمامى، لكن مع أول يوم تصوير وارتداء الملابس ووضع الماكياج الخاص بالشخصية دخلت فى تفاصيلها سريعا. ■ وبالإسقاطات التى يتضمنها العمل.. هل يمكننا اعتباره سياسيًّا؟ «العهد» مسلسل شبه تاريخى درامى اجتماعى، لأنه يلمس بعض الجوانب الاجتماعية، كذلك يؤكد المسلسل فكرة أن «التاريخ يعيد نفسه»، كذلك هناك بعض الجوانب لها علاقة بالسُلطة، واللعب بالأديان والسيطرة على العقول، وإجبار الناس على أن لا تتكلم، وأمور أخرى تحدث من قديم الأزل حتى الآن. ■ وهل عدم تحديد الفترة الزمنية التى تدور فيها الأحداث يساعدكم فى الهروب به عن الإسقاطات؟ ولماذا نهرب؟! حاليا لدينا مطلق الحرية لتقديم أى عمل نريده، حتى إذا كان يتحدث عن الزمن الحالى، ولا يوجد ما يمنعنا عن ذلك، كذلك لا يمكننى القول بأن هناك إسقاطا على واقعة بعينها، فمثلا ستقوم ثورة فى «العهد»، لكن هذا لا يعنى أنها ثورة يناير 2011، فتاريخ العالم كله حافل بالثورات، وبالتالى فإنها قد لا تكون إسقاطا عمّا يحدث الآن، لكن ربما منذ 200 عام مثلا، وهو ما يؤشر إلى استخدام المادة التاريخية، لأنها جاذبة جدا، خصوصا إذا كان الغرض خلق نوع آخر من البشر. ■ وهل وجود عنصر نسائى بنسبة أكبر من الذكورى فى المسلسل وضع عليك مسؤولية كبيرة؟ الأمر لا علاقة له بالمسؤوليات، ولا بالوجود النسائى، لكن بأننى أقدم دورى على أكمل وجه، كما أننى أتعاون فى «العهد» مع أفضل فنانات فى الوطن العربى، وهن ممثلات قويات، وسعيد للغاية بالعمل معهن، ومعظمهن تعاونت قبل ذلك مثل كندة علوش، وأروى جودة، على عكس صبا مبارك وغادة عادل وهنا شيحة فالتقى بهن للمرة الأولى، ومن ناحية أخرى يشاركنى من الفنانين الأردنى ياسر المصرى، وصبرى فواز، ووليد فواز، وأحمد الكيلانى، ومحمد الشرنوبى، وبعيدا عن موضوع النسب ف«العهد» بالنسبة لى رحلة فنية ثرية فكريًّا وممتعة معنويًّا، جميعنا استمتع فى تصويرها، ونتناقش على المستوى الفكرى حول الشخصيات. ■ وماذا عن «ألف ليلة وليلة»؟ المسلسل خيالى، يتضمن مجموعة من القصص، التى لم يتم حكيها من قبل، وأقدم فيه قصة «سعد اليتيم» المستوحاة من سعد اليتيم فى «ألف ليلة وليلة»، وهو ساحر لأجله تدربت على بعض الأعمال السحرية وخفة اليد وتحريك كروت، والجرافيك يساعد فى إبراز ما يقوم به للمشاهدين، والعمل لا يحمل أبعادا سياسية ولا اجتماعية، لأن مؤلفه محمد ناير خلق قصصا فيها إثارة وأكشن بحيث يصبح الموضوع جذابا للمشاهد. ■ وما العناصر التى تختلف بين «ألف ليلة وليلة» لهذا العام عن نظائره التى تم تقديمها سابقا؟ عناصر كثيرة، أولا على المستوى الفنى التقنى تطورنا، ووصلنا إلى مستوى عال، ويمكننا تقديم أعمال على نفس مستوى أعمال هوليوود، إذ تطور قسم التصوير بشكل مذهل، كذلك الحال بالنسبة للملابس، فإذا كنّا سنشاهد أعمال «ألف ليلة وليلة» القديمة بتأثيرات معينة، سيشاهدها الجمهور حاليا بشكل متميز، على مستوى العالم كله، حتى إذا تم دبلجتها. ■ لكن هذا إن كان هناك منتج مستعد كى ينفق أمواله لتنفيذه بهذه الصورة؟ هذا حدث معنا على الأقل فى تجربتنا، صحيح أن المؤثرات الخاصة والجرافيك مستخدمة فى «العهد»، لكن ليس بشكل أساسى، على عكس «ألف ليلة وليلة» فهو البطل الرئيسى، كذلك لدينا مشاهد استخدم فيها كروما وCGI، والتجربة عموما قدمت لى خبرة لتصوير مشاهد أمام كروما، وتخيل أشياء غير موجودة، بل إنها تجربة مهمة لكل صنّاع المسلسل والجمهور أيضا. ■ وهل تتوقع استمرار التطور فى هذا الجانب الخيالى واستخدام الجرافيك؟ أتمنى ذلك، لأنه إن لم يحدث التطور بأعمالنا على المستوى الفنى والتقنى فإن الجمهور لن ينتظرنا، وسيدخل إلى مواقع الإنترنت، ويتابع الجديد سواء أكان مسلسلا أجنبيا أو غيره، وما أقصد أنه إذا لم نعط جمهورنا عملا متطورا وبلغتنا، لن نستطيع المنافسة وسط التطور الفنى الحاصل، وقد يستغنى عنّا بالإنترنت، خصرصا أن اللغة لم تعد عائقا فى ظل الترجمة والدبلجة.