لا تكاد خلو مائدة مصرية من الفول على السحور طوال شهر رمضان، وفي شارع المتراس بحي الورديان بالإسكندرية، يقف رجب جمال محمد، 37 سنة، بعربة الفول، وحوله العديد من الزبائن الذين يبدأون في الإقبال عليه مع انتهاء صلاة التراويح. التقت "التحرير" صاحب العربة، الذي قال إنه يعمل على العربة منذ 21 عامًا، وإن المهنة ورثها أبًا عن جد، مضيفًا: "طول السنة الشغل بيبقى عادي لكن في رمضان الوضع مختلف، بشتغل بالليل من بعد العشاء لحد آذان الفجر، الناس بتشتري بشكل كبير علشان بيعتبروا الفول وجبة أساسية على السحور". ويواصل: "طلبات الزبون بتخلف فيه ناس بتحب السادة، وناس ليها في المحوج، وناس تانية بتطلب فول على بليلة.. الفول أكلة سعرها رخيص عن حاجات تانية كتير، وبتسد المعدة طول النهار، علشان كده الناس بتفضلها". ورغم الإقبال الكبير على عربة رجب، فإنه يعتبر أن "السوق واقف شوية السنة دي عن اللي فاتت .. أحوال الناس بقت أصعب اقتصاديا.. كيلو الفول بقى ب 6 جنيه، والكمية أم جنيه بقت قليلة عن الأول طبعًا.. أنا خايف يجي يوم الناس متلاقيش تشتري بجنيه فول". وحول عربة "رجب"، كان ل "السيد سلامة"، 70 سنة، موظف على المعاش، كلام مختلف: "رمضان شهر خير وكرم، الفول ملوش علاقة بالحالة الاقتصادية، هو وجبة مفيدة جدا في السحور ويعتبر ساند أساسي للمعدة طول الصيام، لإنه بياخد وقت في الهضم، كمان هوه بروتين وليه فوايد صحية كتير". بينما تقول صفاء عطية، ربة منزل: "الفول هو الأساس في السحور وناس كتير بتشتريه علشان رخيص مقارنة بالحاجات التانية اللي لازم تبقى موجودة جنبه طبعا.. كمان مش بيخلينا نحس بالجوع". ويوافقها الرأي يوسف أحمد، 12 سنة، طالب: "إحنا بناكله علشان نقدر نصوم طول النهار اللي بيبقى طويل، لما باكله مش بحس بجوع، كمان الفول طعمه حلو". محمد أحمد علي السيد، دكتور صيدلي، يشير إلى خطورة الإكثار من الفول، "الناس حالتها الاقتصادية بتستدعي الاعتماد عليه، لكن الاكثار منه بيؤدي إلى مرض النقرص.. علشان كده لازم الناس تنوع وتاكل منتجات الألبان وخصوصًا الزبادي في السحور".